حواراتمانشيت

والد شيلان كوباني يروي تفاصيلاً عن استشهادها

في الذكرى السنوية الـ 13 لاستشهاد شيلان كوباني (ميساء باقي) مؤسسة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD التي طالها يد الغدر مع أربعة من رفاقها في 29 نوفمبر – تشرين الثاني 2004، يروي والدها لصحيفة الاتحاد الديمقراطي تفاصيل عن حياتها ومسيرتها، يبدأها بقصص وتفاصيل من طفولتها مروراً بمشاهد من نضالها وصولاً إلى لحظة استشهادها:

ميساء باقي الأولى على صفها

يقول والد الشهيدة شيلان عن طفولتها أنه عندما بلغت الـ6 سنوات لم يقتنع بفكرة إرسالها إلى المدرسة؛ لأنه في خدمته العسكرية كان حارساً أمام الجامعة ويرى الفتيات في الجامعة يسرحن على هواهن، وأن المجتمع الكوباني لا يسمح بمثل هكذا أشياء؛ لذا قرر بينه وبين نفسه عدم إرسالها إلى المدرسة، وعند انتقالهم إلى مدينة حلب كان الدوام المدرسي في منتصفه عندها ذهبت شيلان مع عدة قرينات لها كنَّ جاراتها إلى المدرسة، والأب يتابعها فيجدها تحصل على نتائج جيدة في دروسها، هي لم تكن الأولى في مدرستها إنما الأولى على صفها وعندما وشك الفصل على الانتهاء وجد الأساتذة أن شيلان ليست مسجلة في سجلات المدرسة؛ لذا طلبوا منها دفتر العائلة وصور شخصية وعدة وثائق أخرى، عندها تم تسجيلها في المدرسة.

كيف تعرفت ميساء باقي على كوادر الحركة التحررية؟

يتابع الوالد قائلاً: “بعد انقضاء خمس سنوات على دخولها المدرسة، دخل كوادر الحركة التحررية إلى حلب، فما إن وطأت أرجلهم تراب حلب حتى زاروا بيتنا وتعرفت عليهم ميساء، وساعدتهم في التعرف على أهالي الحي، بعدها انضمت لسنة إلى معسكر لحركة التحرر، لتعود بعد سنة وتقرر الذهاب إلى آدي يمان في باكوري كردستان، ولكن القائد عبدالله أوجلان أوقف قرارها بحجة أنه أرسل رفاقاً إلى هناك ومن الصعب إرسال آخرين”.

ماذا قال لها أوجلان؟

حينها قال القائد أوجلان لشيلان (ميساء باقي): أنتِ ابنة هذا الحزب، لا تذهبي، لا عمل لكِ هناك، وفي هذه الأثناء، مسد على شعرها، وقال لها بعطف: “لا تذهبي ولا تقصِ شعرك الطويل هذا”، “في آدي يمان رفاق آخرون، هؤلاء لا نستطيع إخراجهم فكيف سنبعثك أنت”؟

رحلة سروج

عند عودتها من عند القائد جاءت إلى والدها وقالت له: “خذني إلى سروج، فرد هو الآخر: ما لكِ في سروج، لن تستطيعي تحمل صعوبات النضال هناك، لكنها أصرت على أن يأخذها إلى هناك، فانطلقا صوب كوباني ووصلا إليها في المغرب، فور وصولهم توجهوا للقاء بالرفيقة هاجر يخبرانها أن شيلان تريد الذهاب إلى سروج، فاتصلت هاجر بمجموعة رفاق تخبرهم أن رفيقة أخرى تود الذهاب معهم، ليخبروها أنهم غادروا، عندها قال الأب: فلنذهب، كان رغبتك الذهاب إلى سروج لكن لا حظ لك في هذا الأمر أيضاً. وعند سماع القائد أوجلان بنبأ ذهابها إلى سروج، أبدى انزعاجه منها”.

ماذا قال عنها الاستخبارات السورية؟

في إحدى المرات التي اعتقلت فيها استخبارات الحكومة السورية والد الشهيدة شيلان قالوا له: “لو وظفت ابنتك طاقاتها لمساعدتنا لنحتنا لها تماثيلاً في كل مدينة من سوريا، فبادلهم بالسؤال مستغرباً هل هي لبيبة لهذه الدرجة؟

سألوه عنها، أجابهم بالقول: “لم أرها منذ خمس عشر سنة، وما أدراني أين هي”.

كيف علمت الاستخبارات أن شيلان ستزور سوريا؟

ويقول الأب: “كانت الحكومة السورية على علم بزيارتها، فبعد أكثر من 17 سنة اتصلت وقالت أنها شيلان”، عندها سألتها ألن تأتي إلى سوريا، فبادرتني بالسؤال: لما تسأل هكذا سؤال، وزدتُ على كلامي: قدمك ستطأ أرض سوريا إما اليوم أو غداً أو بعد غد، طبعاً هذه المعلومات حصلت عليها من أحد أصدقائي الذي حصل عليها بدوره من استخباراتي في الحكومة.

ردة فعل الأب عند سماع نبأ استشهاد شيلان

الشهيد محمد محو يكون ابن عمي آنذاك كان منضماً للكريلا اتصل بي وقال أن شيلان استشهدت، فما كانت ردة فعلي سوى قول أنها استشهدت فليرحمها الله.

محمد محو قال: “إن سمحت الحكومة بإدخال جنازاتها سأوصلها لك إلى الحدود العراقية، فقلت للحكومة أن ابنتي استشهدت وأريد جلب جنازاتها فلم يسمحوا لي وقالوا: “من أخبرك بالأمر؟ قلت أن ابن عمي محمد حمو، قالوا: “لن تجلب جنازاتها”.

عندها أخبرت الشهيد محمد محو أن الحكومة لم تسمح، لذا أدفنوها هناك.

زر الذهاب إلى الأعلى