مقالات

هل سنفتقد الرغيف.. والإدارة الذاتية لا تدعم الزراعة..؟

بقلم: مصطفى عبدو

لا يغيب عن أي وجبة غذائية, يطلق عليه أهل مصر”عيش” للإشارة على أنه لا حياة بدونه,أنه الخبز..

خلال جولتي يوم أمس لبعض القرى لاحظت تدهور المحصول الزراعي هذا الموسم في المنطقة عامة. الأمر ينذر بكارثة نحن بغنى عنها..

يبدو أن الإنتاج الزراعي في مناطق الإدارة الذاتية, لم يحظ بالدعم المطلوب خلال هذا الموسم على الأقل, وهذا ما أدى إلى تدهور الإنتاج, ونحن من نعتمد على الزراعة البعلية بنسبة 75%.

قرارات الإدارة بخصوص الزراعة مازالت بلا أفق, ولا زراعات بديلة, الإدارة الذاتية لا تخدم المزارع ولا الإنتاج الزراعي, هذا ما يعتقده الكثيرون ولكن، ماذا يمكن أن يكون البديل؟ هنا في المنطقة التي يعتمد جل أهلها على الزراعة، لا حل آخر إلا المياه التي ستسمح للناس بزراعة موسمين بدل موسم واحد لتحقيق المردود المستقر. فإذا تأمنت المياه لتلك الأراضي ستتغير من تقاليد الناس. الناس هنا ليسوا هواة زراعات بعلية. الناس هنا فلاحون يزاولون الزراعة متى ما أتتهم الفرصة لأنهم يريدون العيش بأي ثمن.

لا يخفى على أحد قيام النظام التركي ببناء عدة سدود على نهري دجلة والفرات مما أضعف منسوب تدفق مياههما عبر الأراضي السورية. و الإنتاج السوري بشكل عام من القمح شهد منذ عام 2011 تدهورا لا مثيل بسبب الحروب المستمرة.لكن هذا لا يبرر عجزنا في البحث عن البدائل..

فبعض الدول وفي محاولة لسد جزء من تدهور الإنتاج الزراعي وبسبب الطلب المتزايد على الإنتاج الزراعي, تتوجه إلى دعم المحصول الزراعي وخاصة القمح وشراءه من المزارع بأسعار تشجيعية.ومساعدة المزارع بتشجيع طرق ري حديثة وتقديم المواد اللازمة للزراعة وتدفع قروض للمزارع تعويضاً عما يسببه الجفاف وقلة الأمطار.

بما أن الطلب على مادة القمح يزداد باضطراد, وسد هذا الطلب مستحيل عن طريق الإنتاج المحلي في ظل الظروف الحالية التي تهيمن على المنطقة بسبب الاضطرابات السياسية أو الحروب، فأنه يمكن التخفيف من وطأة هذه الأزمة عن طريق إتباع سياسات زراعية محلية ومستدامة ودعم المزارع ومساعدته على استخدام التقنيات الحديثة في الري وتطوير أنواع البذار. وفي كل الأحوال لابد من إعادة إحياء أفكار إقامة مشاريع زراعية.

خلاصة الكلام, يفترض بالإدارة الذاتية إيلاء القطاع الزراعي أهمية أكثر، وبما أن كلفة الزراعة هنا عالية جداً، فيجب أن يتوفر الدعم والحماية حتى تتمكن من الاستمرار. ولكن، ما يجري اليوم أن الإدارة عاجزة .. يقال بأن النية موجودة على الأقل في موضوع معالجة الزراعات البعلية, من المفترض ونحن على أبواب عام من القحط ,أن تضع الإدارة الذاتية الدراسات وتحدد الأولويات في موضوع معالجة مشكلة الزراعة والمزارعين وتقترح طرق بديلة قبل أن نفتقد الرغيف…

زر الذهاب إلى الأعلى