مقالات

هل ستخوض تركيا الصراع مع “الفيلة” في سوريا ؟

يكتبها :مصطفى عبدو

تدرك تركيا أن أي هجوم لها على مناطق تواجد(قوات سوريا الديمقراطية – قسد) والتي تتشكل نواتها من توافق مكونات كردية وعربية ومسيحية أشورية ، ستواجه بمقاومة عنيفة وهذا ما تؤكدها الوقائع على الأرض.

كما تدرك تركيا مدى عمق الانقسام الداخلي بين الأوساط السياسية التركية نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية وتراجع شعبية حزب العدالة والتنمية نتيجة التوجه إلى الخارج وتدخل النظام التركي في العديد من القضايا الخارجية مقابل فرض المزيد من الضغط على الداخل .

مع كل ذلك نجد أن تركيا تصعّد اليوم من وتيرة تهديداتها وتعلن بأنها مستعدة لشن هجوم عسكري واسع وتخلق الذرائع وتنشر الفوضى وتعد أدواتها الحربية لتنفيذ هذا الهجوم في شمال وشرق سوريا.

تصعيد الهجمات والتهديدات التركية تأني بعد زيارة وفود «الإدارة الذاتية» و«مجلس سوريا الديمقراطية» إلى عواصم عالمية واللقاء مع المسؤولين الأميركيين والروس الأمر الذي جعل تركيا تشعر بإهانة الأصدقاء لها.

وتأتي التهديدات التركية أيضاً بعد توالي الأحداث وتسارع التطورات الساخنة ، وفي وقت تشهد فيه علاقات تركيا مع كل من الولايات المتحدة وروسيا ترهلاً والذي ربما يجعلها تتردد .

فالعلاقات التركية مع روسيا تشهد هذه الأيام أزمة جديدة بسبب خلاف البلدين على ملف إدلب،واستهداف الطيران الحربي الروسي لمواقع النقاط العسكري للاحتلال التركي جنوب إدلب ، وهذا ما يؤكده فشل قمة بوتين أردوغان والتعزيزات العسكرية الضخمة التي أرسلها الجيش التركي إلى منطقة خفض التصعيد بشمال غربي سوريا.

والعلاقات التركية الأميركية هي الأخرى تتدهور يوماً بعد يوم  بعد تأكد واشنطن من دعم تركيا لتنظيم (داعش) ومحاولات تركيا المستمرة بالتدخل في شؤون دول الجوار وتهديد استقرار العديد من الدول ووحدة ترابها، وبدأت حدة التوتر بين البلدين بسبب التهديدات التي وجهتها واشنطن إلى أنقرة، بغرض دفعها إلى التراجع عن شراء منظومة الصواريخ الروسية، وإصرار تركيا على إتمام هذه الصفقة بالمقابل تجد تركيا أن التحالف الدولي والذي تقوده واشنطن مع قوات سوريا الديمقراطية والذي تشكل بهدف القضاء على تنظيم (داعش) يقوّض جميع مخططاتها ومساعيها .

الأوضاع الراهنة تقتضي ابتعاد تركيا عن الازدواجية في التعامل وعدم اللجوء إلى جس نبض البلدين (واشنطن –موسكو) وعدم خوض صراع مع “الفيلة” ، وقبل كل ذلك عليها التوجه إلى الداخل التركي ومصارحة شعوبها وإجراء كل ما يلزم لإعادة الثقة .

كل المساعي التركية تتمحور حول القضاء على الشعب الكردي وشعوب المنطقة ومكوناتها، فإن حدث ونفذت تركيا تهديداتها  فأنه لا خيار أمام شعوب المنطقة سوى المقاومة في إطار الدفاع المشروع.

زر الذهاب إلى الأعلى