تقاريرمانشيت

هل ستحصل تركيا على الضوء الأخضر بعد سيناريو جريمة اسطنبول؟

الأمر المثير للاستغراب هو التهمة الجاهزة التي توجهها الأنظمة الحاكمة للشعب الكردي، فالكردي بنظر هذه الأنظمة هو مدان دوماً وأغلب الجرائم تلحق به لأسباب يعلمها الجميع لن نبدأ بجريمة اغتيال رئيس وزراء السويد أولف بالمه والذي اغتيل عام 1986واتهم الكرد وقتها باغتياله وبعد عشرات السنين رفعت التهمة بعد الكشف عن القاتل الحقيقي، الجديد هذه المرة هو التفجير الإرهابي الذي حدث في ساحة تقسيم وسط اسطنبول وراح ضحيته العديد من الأبرياء وإسراع كبار قادة الأتراك إلى توجيه الاتهام للكرد بالوقوف وراء هذا التفجير الانتحاري حتى قبل انتهاء التحقيقات مما يؤكد بأن التهمة كانت معدة مسبقاً حتى قبل حدوث الانفجار..

جريمة اسطنبول ليست جريمة عادية وتأتي في وقت حساس بالنسبة للجميع وهناك أطراف عديدة يهمها خلط الأوراق في تركيا أكثر ماهي مخلوطة ومشحونة بالإشكاليات وخاصة أن الانتخابات التركية على الأبواب وأعداء النظام التركي باتوا أكثر بكثير مما تتصور تركيا نتيجة سياساتها الخاطئة ومحاولاتها باستغلال الإسلام السياسي وتوظيفها لخدمتها وخلقها لأزمات وتدخلاتها السافرة في العديد من الأماكن في العالم ناهيك عن رعايتها وتبنيها للأنظمة الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي  إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية والسياسية الهشة التي تعيشها تركيا وزيادة التضخم وبروز معارضة قوية في الداخل التركي كل هذه العوامل مجتمعة دفعت تركيا للقيام بعمل ما لتشتيت الأنظار عن ممارساتها سواء في داخل البلاد أو خارجه ومعنى أصح لإيجاد مبرر للقيام بعمل عسكري على مناطق شمال وشرق سوريا خاصة وأنها انتظرت الضوء الأخضر لذلك طويلاً ولم تحصل عليه فما كان عليها سوى فبركة هذا العمل الإرهابي ونسبته إلى الكرد وربطته تحديداً بمدينة كوباني حيث كسرت شوكة الإرهاب.

دور المجتمع الدولي:  

ربما قد يتساءل البعض لماذا أعطيت تركيا كل هذا الامتياز بأن تمارس أي نوع من الجرائم والاعتداءات مع شعوبها والشعوب المجاورة أو أي دولة دون أن تقابل بأي رادع يذكر من المجتمع الدولي وتركيا بإجماع جميع العارفين بالشؤون الدولية هي التي اخترعت وطورت ومارست وتمارس الإرهاب بشكل مخطط دقيق، واعتمدت عليه كسلاح لتحقيق مطامعها التوسعية وإعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية من جديد وإذلال الشعوب والمكونات؟

وهل منح المجتمع الدولي إشارة خضراء لتصنع تركيا ما تشاء مع الشعب الكردي إذا وقفوا بشكل من الأشكال حجر عثرة في طريق تحقيق جميع أحلامها؟

وتركيا منذ أن وجدت لا تزال تمارس خرق كل قانون دولي وإقليمي ولكنها مع كل ذلك تبدو بخلاف أية دولة أخرى وكأنها معفاة من كل القوانين الدولية ولا تخضع لشروط المنظمات الإنسانية.

لماذا أتيح لتركيا أن تتدخل في أي مكان في العالم؟ وتدخل بجيوشها ومعداتها وأسلحتها وطائراتها أية دولة أخرى دون رادع؟

تركيا حَوَّلت الأراضي التي احتلتها في الشمال السوري إلى جحيم عبر ممارسة عمليات غير الإنسانية فيها، وشردت سكان عفرين وكري سبي وسري كانيه وسطت مع مرتزقتها على أراضيهم وممتلكاتهم ومارست سياسة التغيير الديمغرافي بشكل ممنهج ومع كل ذلك بقيت تركيا مدللة لدى أغلب دول العالم وكان في كل مرة رد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه انتهاكات تركيا رداً خجولا.

وإذا كان قادة العالم مخلصين في مساعي مكافحة الإرهاب فعليهم أن يبدأوا بمنبع الإرهاب “النظام التركي”. أما إذا كانت دول العالم لها مصالحها من وراء السكوت عن ممارسات تركيا، فهذا يعني أن هناك قاسما مشتركا بين هذه الدول وأن تركيا تحمي مصالح هذه الدول مقابل السكوت عن ممارساتها وأفعالها مع يقينهم بأن سجل تركيا حافل بالإرهاب!

موقف الإدارة الذاتية الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية من التفجير الإرهابي:

بالعودة إلى الجريمة الإرهابية في ساحة تقسيم باسطنبول فأن هذا العمل وهذه الجريمة الإرهابية مدانة ونؤكد على براءة شعبنا الكردي من هكذا عمليات إرهابية تستهدف المدنيين فأن ثقافة الإرهاب غير واردة في قواميس مجتمعنا الكردي الذي تعود على الدفاع عن نفسه وليس إلحاق الأذى بالآخرين وهنا لابد من الإشارة بأن من يرعى الإرهاب لابد له من تحمل تبعاته وليس أمام النظام التركي إلا التوقف عن دعم الإرهاب والتوقف عن ممارسة الإرهاب.

وبهذا الخصوص أصدرت قوات سوريا الديمقراطية بيان أدان فيه هذا العمل الإرهابي ونفت صلتها بأي شكل من الأشكال بهذه الجريمة الإرهابية وعبرت خلال البيان عن التعازي لذوي الضحايا وتمنت الشفاء العاجل للجرحى وكذلك أصدرت دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بياناً بهذا الخصوص.

وجاء في نص البيان:

في سلسلة الممارسات التي تقوم بها الدولة التركية واستخباراتها لخداع الرأي العام التركي وكذلك الدولي تستمر تركيا في القيام بسيناريوهات وتلفيقات لا تمت للحقيقة بأية صلة. حيث في سياق ما حصل من عمل إرهابي في إسطنبول، حيث هو عمل مدان من قبلنا والذي راح ضحيته مدنيون أبرياء، يوم أمس سارعت تركيا ومخابراتها بتوجيه التهم لنا في الإدارة الذاتية ونسبت الحدث لبعض مؤسساتنا العسكرية.

هذا الاتهام يتماشى بالمطلق مع سياسات تركيا وأفعالها التي تريد من خلالها في كل مرة خلق الذرائع والحجج لتهيئة الأرضية لمهاجمتنا وضرب استقرار مناطقنا، ناهيكم عن حجم الانتهاكات والممارسات التي تقوم بها في المناطق المحتلة من قبلها.

في الوقت الذي نؤكد نحن في دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عدم وجود أية صلة بين أي من مؤسساتنا وما حدث في اسطنبول فإننا نؤكد بأن الاتهامات التركية عبارة عن” تمثيلية تفتقد لأدنى معايير المنطق” وأن ذلك سيناريو مدبر تقف وراءه تركيا ومخابراتها وهي المتهمة الأولى بهذا التفجير محاولةً طمس الحقائق، كما نؤكد بأن المدعوة ” أحلام البشير” لا قيود لها في مناطقنا. كما ندعو للتحقيق فيما حدث من قبل لجان تقصي حقائق حيادية ودولية لكشف الملابسات وتقديمها للرأي العام التركي والعالمي ونرفض بكل الأشكال التمثيلية التركية وندعو لعدم تصديقها كونها تأتي للتغطية على ممارسات الحكومة التركية وإلهاء الداخل التركي وتوجيه أنظاره نحو مخططات ومشاريع افتراضية ومصطنعة وتقديم مناطقنا بأنها مناطق تهديد لتركيا، حيث على تركيا إعادة النظر في سياساتها لأن النظام متورط في دعم الإرهابيين والمرتزقة وتتعامل معهم وهي داخلة في اصطفافاتهم وتحريضاتهم.

تقرير: مصطفى عبدو

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى