مانشيتمقالات

هل تفتح تل أبيب أبوابها أمام أنقرة مجدداً؟

يكتبها :مصطفى عبدو

يزداد التوتر التركي مع التغيرات الجيو استراتيجية الجديدة التي تحدث في المنطقة العالم ،وبلغ القلق والتوتر التركي أوجه، بعد الحديث عن قرب توصل الغرب إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي وأيضاً بعد استفحال الأزمة الأوكرانية وسماع تركيا لصوت طبول الحرب.

طوال حكم أردوغان والعلاقات التركية الإسرائيلية غير مستقرة،وتجد تركيا أن الاستعانة بإسرائيل أفضل سبيل لها اليوم لتلافي أزماتها الداخلية والخارجية ولو كان ذلك على حساب التضحية بعلاقاتها مع “حركة حماس” التي طالما ظنت أن علاقاتها قوية ومتينة مع تركيا.

مؤخراً أرسل أردوغان كبير مستشاريه إبراهيم كالين إلى إسرائيل، تحضيرا للزيارة التي سيقوم بها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ إلى تركيا في التاسع والعاشر من شهر آذار المقبل.

يتوقع من هذه الزيارة أن تكون هناك رسائل يحملها الوفد إلى إسرائيل تتضمن الرد على الأسئلة الكثيرة التي طرحها وفد الخارجية الإسرائيلية والذي زار تركيا قبل أشهر، في خطوة من شأنها إزالة العراقيل التي تعكر صفو العلاقات بين البلدين.

فهل حان الوقت لإعادة العلاقات التي تدهورت منذ عام 2018؟

وصف أردوغان خلال منتدى دافوس الاقتصادي عام 2009 الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريتس بقاتل الأطفال إثر قيام إسرائيل بعملية عسكرية في غزة، وتلاه قيام تركيا بإرسال سفينة (مافي مرمرة) إلى شواطئ غزة، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليها، إلا أن البحرية الإسرائيلية هاجمت السفينة التركية وقتلت العديد من طاقمها .

ليس هناك شك من أن الأزمات الكثيرة التي تمر بها تركيا هي التي دفعتها لدعوة هيرتسوغ لزيارة أنقرة، لكن السؤال هو هل ستعيد إسرائيل علاقاتها مع تركيا دون حصولها على ضمانات تتعلق بتغيير أردوغان لسياسته تجاه تل أبيب وتجاه مناطق أخرى تهم إسرائيل؟.

التوجه التركي الجديد يأتي بعد إعلان تركيا تفكيك شبكة للتجسس على أراضيها تتبع لجهاز الموساد الإسرائيلي مكونة من 16 شخصا، وإعلان جهاز المخابرات التركي عن إلقاء القبض على مواطن إسرائيلي وزوجته بتهمة التجسس لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلية، بعد ضبطهما وهما يصوران منزل الرئيس التركي أردوغان في إسطنبول ،والإفراج عنهما لاحقاً بعد اتصالات على مستوى رفيع ،ليس هذا فحسب فقد أعلنت تركيا قبل أيام عن نجاحها في إحباط عملية كانت تستهدف اغتيال رجل أعمال إسرائيلي في تركيا، بعد ضبط خلية تابعة لإيران كانت تخطط لاستهداف مصالح وشخصيات إسرائيلية في تركيا.

بالمحصلة ، ترى أنقرة أن إغلاق الباب أمام مشاكلها الداخلية والخارجية غير ممكن إلا بتقديم الطاعة لـ”تل أبيب”معبر تركيا إلى أوروبا والعالم ،ولهذا تسعى تركيا جاهدة إلى إعادة بناء جسور الثقة مع إسرائيل، في مهمة تبدو ممكنة بعد إبلاغ تركيا لقادة حركة حماس بأنها لا ترغب بإبقاء أي من عناصر الجناح المسلح لهم داخل تركيا، إرضاءً لتل أبيب.

زر الذهاب إلى الأعلى