مقالات

هل تشفع الإمارات وحاخامات إسرائيل لأردوغان في أيامه الأخيرة؟

مصطفى عبدو

أزمات عديدة بدأت تحاصر أردوغان الذي يعيش أياماً صعبة وهو يراقب تهاوي الليرة التركية ومرور البلاد بأزمة اقتصادية حادة، ويرى بأن تمسكه بنظرية المؤامرة وتدخل أيدي خارجية في أزمته لم تعد تشفع له.

فقدَ أردوغان نتيجة سياساته الخاطئة وتراكم العداوات مع المحيط الإقليمي والدولي تأييد كل مواطنيه، بل حتى تأييد رجال الأعمال الذين وقفوا معه دوماً وكانوا محسوبين عليه، وانضم هؤلاء إلى المعارضة نتيجة فقدانهم الأمل بالحصول على فرص الاستثمار وإقامة المشاريع.

الظروف التي تعيشها حكومة العدالة والتنمية أعطت زخماً لأحزاب المعارضة التي تستغل هذه الأوضاع لتجييش الشارع والوقوف بشكل حازم في وجه الحكومة، وما المظاهرات الكبيرة التي خرجت مؤخراً مطالبة بالتغيير إلا بداية الزوبعة بالنسبة لأردوغان.

الائتلاف بين العدالة والتنمية (أردوغان) وحزب الحركة القومية (دولت بهجتلي) بات اليوم أكثر عرضة للفشل بسبب عدم رضا الأخير عن سياسات أردوغان وخشيته من امتداد هذه السياسات إلى مراكز النفوذ القوية داخل الدولة العميقة.

المؤسستان التركيتان “العسكرية والإعلامية” لن تكونا بعيدتين عن صفوف المعارضة لما لحِقت بهما من الإجحاف والتضييق واعتقال العديد من العسكريين والصحافيين.  

ما يخشاه أردوغان وما يشكل له هاجساً هو وجود خلافات بين أعضاء حزب العدالة والتنمية نفسه والتململ من أداء رئيس الحزب، حيث تشير بعض التقارير إلى أن الحزب قد يشهد موجة من الاستقالات لشخصيات بارزة جديدة من الحزب بسبب سيطرة أردوغان ومحيطه على القيادة وحلول الدكتاتورية محل الديمقراطية الداخلية بعد تطبيق (النظام الرئاسي).

بالمحصلة، خسر أردوغان شعبيته وثقة الناس به حتى داخل حزبه، وأصبحت علاقاته الخارجية في وضع صعب (العلاقة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي) ولم يتدخل أحد من أصدقاء أردوغان حتى الآن لنجدته.

أملاً في الخروج من أزمته، ولإعادة الاعتبار لنفسه ولحفظ ماء وجهه، أردوغان أصبح كالغريق الذي يبحث عن قشة يتمسك بها، ويتسول ويستنجد بالإمارات تارةً ويجدد العهد والولاء والطاعة لحاخامات أبناء العم سام تارة أخرى؛ لعل قعر دلوه يمتلأ ببعض الماء ويطول عمره أياماً أُخَرْ.

زر الذهاب إلى الأعلى