المجتمع

هكذا تحدثت نساء الـ PYD

jnenpydيسهلُ الحديثُ عن المرأة وأهميّة وجودها ككائن حيّ يلعبُ دوراً فعّالاً في مجتمعه وبيئته، ولمِن الصعب في مُقابلهِ الحديثُ عن قضايا عبوديتها وتحرّرها وعلاقة هذه القضايا بالمجتمع، ولعلّ أبسطَ شيء في هذا المضمار أنه بسعيها للتحرّر يزداد المجتمع شراسة أمامَها، لكن الضامنَ الوحيد لاعتلائها منصّة الحرية في أوجها هو نضالُها والتفافها على كل فكرة تنادي بتحرّرها، مع العلم أنها لن تتخلصَ من المحاولات الرامية إلى طمس شعلة الحريّة فيها، ذلك أنه في تسعينات القرن الماضي تعرّضت مجموعةٌ كبيرة من النساء الأمريكيات المنتفضات ضدّ الأحكام والقوانين التقشفيّة والجائرة بحق المرأة إلى عملية حرق مروعة أودت بحياة غالبيتهن، وعُقب هذه الحادثة بعدة سنوات عيّنت جمعية الأمم المتحدة يوم الثامن من آذارَ يوماً عالمياً للمرأة، وبما أننا مقبلون على هذا اليوم وددنا في صحيفة الاتحاد الديمقراطي معرفة نظرة نساء حزب الاتحاد الديمقراطي PYD لهذا اليوم وبهذا الصدد أعددنا التقرير التالي:

هكذا أبدت عضو المجلس العام للـ PYD شريفة حسن رأيها عن 8 آذار وقدّمت تبريكاتها:

إنّ مقاومةَ المرأة في روج آفا كردستان ومقاومتها في أجزاء كردستان الأربعة أصبحت طليعةً لمقاومة النساء في العالم،  وكما هو معلوم أنّ “تحريرَ المجتمع مرتبط بتحرّر المرأة” فإنه يقع على عاتق نسوة حزب الاتحاد الديمقراطي مهمة الوصول إلى جميع النساء وتوعيتهن وتصقيل منطق التحرر لديهن وحثّهن على تصعيد المقاومة ضد الذهنية الذكورية المتسلطة، وإيصال فكر القائد أوجلان بشأن تحرّر المرأة إلى جميع النساء اللاتي لم يستطعن التحرر من الظلم والاضطهاد.

في شخص جميع النسوة اللواتي ضحين بأرواحهن من أجل نيل حريتهن وبفضل تلك المقاومة أصبحت المرأة تأخذ مكانها في جميع مجالات السياسية العسكرية الاقتصادية وفي جميع ساحات النضال.

في 8 آذار هذا اليوم التاريخي نزيّن شوارعَ مدننا ونرتدي الزيّ الكردي الذي هو رمزٌ لجمال المرأة ، كونها تظهر بجوهرها، كما أننا نبارك عيد المرأة العالمي منذ بداية شهر آذار حتى بعد يوم الثامن، لأننا نعتبره شهر المرأة التي أثبتت جدارتها في كافة المجالات والميادين، ونحن نفتخر بأننا ننتمي إلى مجتمع ساكينة جانسيز فيدان دوغان وفيان صوران وآرين وزيلان

يجب على المرأة ألا تبقى خارج أطر التنظيم وعليها أن تسخّر طاقاتها وإمكاناتها كي تستطيعَ الوصول لحريتها لأنّ المرأة لديها القدرة والقوة،  فهي التي قارعتْ أشرسَ التنظيمات الإرهابية (داعش) فضلاً على أن تكون سلعة للبيع بيد أصحاب رؤوس الأموال.

نظرة هيفين قاسو عضو منسقية المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بمقاطعة عفرين لليوم العالمي للمرأة:

في التوازنات المجتمعية تمتلك المرأةُ قدرةً فعالة على إحداث التغيرات، وقد ظهر ذلك جلياً في الكثير من المحطات التاريخية، ففي عام 1857انطلقت أول انتفاضة حقيقية للمرأة نتيجة عدم تحمّلها أعباءَ فساد القوانين وسوء من معاملتها من قبل الرجل ومحتكري رأس المال آنذاك، فعمّت اضراباتٌ نسائية في الولايات المتحدة الأمريكية.

وإحياءً لذكرى هؤلاء النسوة اللواتي قدنَ الاضرابات عيّنت جمعية الأمم المتحدة في عام 1999 الثامن من آذار يوماً عالمياً للمرأة لتحتفل جميع نساء العالم به، ويتذكر العالم كيف أن المرأة تحوّلت من عبدة تنكر ذاتها وتعمل ضعف الرجل بينما تتقاضى نصفَ أجره إلى إنسانة تستطيع التعبير عن رأيها والتمتع بحقوقها.

إنني في هذا المناسبة أرسلُ تحياتي الثورية لكل امرأة أثبتت وجودَها ونضالَها المكلّل بالنجاحات الباهرة المتميزة في مجتمع ذكوري متسلط فرضَ الذلّ عليها منذ آلاف السنين وقيّدها بالعبودية، فكانت المرأة أقدم إنسانة تم استعبادها، لكن التاريخَ أثبت أيضاً وجود الكثير من النساء العظيمات اللواتي ضحّين بأنفسهن ووقفن ضّد العقلية الذكورية المتسلطة.

حيث لعبت المرأة دوراً ريادياً في المجال السياسي والعسكري والاجتماعي والثقافي والاقتصادي، وهنا يمكنني بكل فخر أن أشيد بالمرأة الكردية التي فرضت ريادتها في هذه المرحلة الحساسة وجميع دول العالم تشيد بالفكر والنجاحات التاريخية التي وصلنا إليها لأنها خلقت نقاشاً عالمياً أدى إلى تغيير جوهري في واقع الكرد في الشرق الأوسط والعالم.

لقد تفوقت المرأة على ذاتها وعلى سلطة الهيمنة الممتدة لآلاف السنين الماضية  وصرخت بأعلى صوتها في وجه الاستبداد والعبودية فتحولت من المرأة إلى المناضلة الثورية والعاملة والعالمة والشاعرة ودخلت الأروقة السياسية بقوة إرادتها وعزمها اللامتناهي.

إنني من منبركم هذا أحيّي الأمَّ والأختَ والزوجة والابنة وكل نساء العالم، وأبارك اليوم العالمي للمرأة على عموم النسوة الساعيات للحرية، متمنيةً لهن التوفيق والنجاح المستمر.

ماذا قالت عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي زينب صاروخان عن اليوم العالمي للمرأة:

نباركُ يومَ الثامن من آذار على جميع النساء، وخاصة المرأة المناضلة والكادحة، يومُ الثامن من آذار الذي لم تكن قصته معروفة لدى الكثير من النساء، قصة المرأة العاملة التي طالبتْ بتحسين ظروف المعيشة وتقليل ساعات العمل في نيويورك، إلا أن تلك المدينة لم تغفر لهم، فكان سبب مطالبتهم بالعدالة قتل أكثر من 130 امرأة حرقاً.

إلا أنّ حرقَ النساء كان سبباً في تغيير بعض قوانين العمل وطرح قضية المرأة للمرة الأولى في تاريخ العدالة، وسبباً لتشكيل حركة نسائية وانضمام النساء من الطبقة الوسطى إليها، وزيادة مطالب المرأة من المطالبة بالحقوق الاقتصادية إلى المطالبة ببعض الحقوق السياسية.

والمطالبةُ بيوم الثامن من أذار يوماً للمرأة، ممّا جعلها يوماً لإيصال صوتها للعالم بشكل قوي ورمزاً لمقاومتها، وميراثاً لكل امرأة كادحة على نطاق العالم، من خلال عقد الاجتماعات والمؤتمرات والقيام بانتفاضات تدعو إلى حرية المرأة.

يقال: “إن الأوطان تتحررُ بالدماء والحقوقُ تُؤَخذُ بالقوة” كذلك بالنسبة لحقوق المرأة واختيار يوم الثامن من آذار يوماً للمرأة كان بسبب تضحية النساء بحياتهن في سبيل ذلك.

إلا أنه سنة بعد أخرى،  فقدَ هذا اليومُ معناه وأُفرغ من مضمونه وبقي الاحتفال به شكلياً، ذلك لأن الحركات النسائية لم تصل لنتائج جيدة في حرية المرأة وكانت هذه الحركات فردية أكثر من أن تكون جماعية.

والحركات النسائية في الشرق الأوسط وفي كردستان لم يكن حالها أفضل من حركات الغرب، رغم مشاركتها في كافة الثورات ضد الأنظمة الحاكمة، فهي أخطأت عندما أجّلت المطالبة بحقوقها إلى ما بعد انتصار الثورة، وافتقرت للتحليل ولم تستطع التعرّف إلى شكل الحرية، إلا أنه مع اندلاع الثورة في سوريا وروج آفاي كردستان شاركت المرأة في كافة ساحات المجتمع السياسية والاقتصادية والعسكرية، واستغلت فرصتها لاسترجاع هويتها.

والاحتفالُ بهذا اليوم بشكل مختلف عند باقي النساء في العالم حيث أصبح يوماً للنضال والمقاومة ويوماً لاستذكار الشهيدات اللواتي ضحّين بحياتهن من أجل حرية أوطانهن وحرية المرأة ويوماً لخروج النساء للساحات والمطالبة والتعبير عن ذاتها.

هذه المقاومة لم تقتصر على هذا اليوم فقط، حيث أخذتِ المرأةُ عهداً على نفسها أن تجعل كافة أيام السنة بمثابة يوم الثامن من آذار حتى تصل لحرية المرأة ،وألا تبقى المرأة بدون تنظيم وأن تتشكل وحدة بين النساء من كافة المكونات، هذا كله يلزمه عمل متواصل لتحرّر المرأة ويتحرّر معها المجتمع وإنشاء الفرد الحرّ.

وهكذا كتبت المحررة خاتماً

عُيّن الثامن من آذار يوماً عالمياً للمرأة بعد مشّقة وكفاح طويلين أبدتهما المرأة في القرن المنصرم، لتحتفل به النساء في مختلف أصقاع الأرض وتتباهى بإنجازاتهن، وأننا كنساء في روج آفا علينا أن نبذل جهوداً أكبر لتصقيل وعينا المجتمعي أولاً ومن ثم وعينا على الصُعد الأخرى، وبذلك نجعل كل يوم من أيامنا عيداً لنا، كوننا سنحقق النجاحات ونتباهى بها بين نساء الشعوب الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى