آخر المستجداتالأخبارمانشيت

نيويورك تايمز: أردوغان لا يزال مصدر إزعاج لبايدن رغم مساعدته في اتفاق أوكرانيا للحبوب

أشارت صحيفة (نيويورك تايمز) إلى أن أردوغان ساعد في التوسط باتفاقٍ لإلغاء حظر الحبوب الأوكرانية، لكنه أثار قلق المسؤولين الأمريكيين على جبهات أخرى.

وفي مقالة له على الصحيفة الأمريكية, أكد الصحفي الأمريكي المختص بشؤون البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي الأمريكي (مايكل كرولي), أن أردوغان لا يزال مصدر انزعاج كبير لمسؤولي إدارة (بايدن), وجاء في المقالة:

قبل أيام من ترؤس أردوغان اتفاقية الحبوب، جدد المستبد التركي تحذيره من أنه قد يستخدم حق النقض ضد خطط الناتو لقبول السويد وفنلندا كعضوين في الأشهر المقبلة، وهو عمل من شأنه أن يحرج التحالف وإدارة (بايدن) بشدة في جهود مواجهة روسيا,  كما أعرب الكونغرس هذا الشهر عن مخاوفه بشأن تعهد (بايدن) في قمة حلف شمال الأطلسي بإسبانيا الشهر الماضي, ببيع عشرات الطائرات المقاتلة من طراز F-16 إلى تركيا, ويوم الثلاثاء الماضي سافر أردوغان إلى طهران لعقد اجتماعات مع الرئيس الإيراني (إبراهيم رئيسي) والرئيس الروسي (فلاديمير بوتين), وأكد محللون بأن صور الرئيسيين المنافسين لأمريكا مع أردوغان زعيم دولة في حلف شمال الأطلسي تخالف الرواية الغربية عن العزلة الشديدة المفروضة على كل من إيران وروسيا, وأعرب المتحدث باسم البيت الأبيض عن مخاوف الولايات المتحدة بشأن تهديدات أردوغان بشن غزو جديد لشمال سوريا مستهدفاً القوات المحلية المتحالفة مع الولايات المتحدة.

وأكدت الصحيفة أن تصرفات أردوغان وقدرة السيد (بايدن) المحدودة على كبح جماحها, تعزز الموقف الفريد لتركيا كحليف عسكري, والذي يتعارض في كثير من الأحيان مع أجندة حلفائه الغربيين, مشيرة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يعتبرون هذا الموقف مجنوناً في كثير من الأحيان.

وجاء في المقالة أيضاً:

إن الكثير من سلوك أردوغان الإشكالي هو نتيجة لضعفه السياسي في تركيا، حيث ارتفع معدل التضخم إلى ما يقرب من 80 في المائة الشهر الماضي, وعلى أمل تحويل الانتباه عن الاقتصاد الذي تتم إدارته بشكل سيء تحول  إردوغان إلى تأجيج الروح القومية والديماغوجية ضد الكرد.

وذكرت الصحيفة أن مجلس النواب الأمريكي وافق على تعديل مشروع قانون سنوي للسياسة العسكرية يطالب الرئيس (بايدن) بالتصديق على أن أي بيع للطائرات المقاتلة يصب في المصالح الوطنية الحيوية لأمريكا, وأن تركيا لن تستخدم طائرات F16لانتهاك المجال الجوي لليونان التي تخوض أنقرة معها نزاعاً على الأراضي,

وتابعت الصحيفة:

استشهد النائب (كريس باباس) راعي هذا التعديل بشراء أردوغان لنظام الصواريخ الروسي S400 وموقفه الملتبس تجاه غزو روسيا لأوكرانيا, حيث وصف أردوغان الغزو بأنه غير مقبول, لكنه لم ينضم إلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على روسيا, وقال (باباس):

هذا يكفي, لقد لعبت تركيا على جانبي الحبل في أوكرانيا, ولم تكن الحليف الموثوق الذي يجب أن نكون قادرين على الاعتماد عليه, وأعتقد أن إدارة بايدن بحاجة إلى اتخاذ موقف أقوى.

واوضحت الصحيفة أنه وبمجرد أن يطلب البيت الأبيض رسمياً أن يوافق الكونغرس على بيع الطائرات لتركيا، سيحتاج  بايدن إلى دعم الأعضاء المؤثرين الآخرين الذين انتقدوا أردوغان بشدة، بما في ذلك رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ (بوب مينينديز), الذي تساءل سابقاً عما إذا كانت تركيا تنتمي إلى حلف الناتو على الإطلاق؟

وفي جلسة استماع الشهر الماضي حول توسيع الناتو المقترح قال:

مع مرور الوقت فإن المخاوف من قبل تركيا التي تقف في طريق هذه العملية تخدم فقط مصالح بوتين.

وتابعت الصحيفة:

أدى تشدد أردوغان ضد الكرد في تركيا وسوريا إلى تعقيد العلاقات الأمريكية التركية, حيث أصدر السيد (بوب مينينديز) بياناً الشهر الماضي مع نظيره الجمهوري في لجنة العلاقات الخارجية السناتور (جيم ريش) حذر فيه أردوغان بشدة من تهديده بغزو شمال سوريا, وانضم إليهما رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب النائب (جريجوري دبليو ميكس) ونظيره النائب (مايكل ماكول), وقال المشرعون في البيان:

إن الغزو المحتمل سيكون له نتائج كارثية، مما يهدد العمليات المحلية ضد فلول تنظيم داعش الإرهابي, وسيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا.

وبدورها قالت (دانا سترول) نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى:

نحن نعارض بشدة أية عملية تركية في شمال سوريا, وقد أوضحنا اعتراضنا لتركيا.

وأشارت المقالة إلى أن أشد منتقدي أردوغان الذين لا نهاية لهم, أكدوا  بأنه إذا فاز أردوغان بتنازلات من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في الناتو، مثل الطائرات المقاتلة الجديدة, وخط أكثر صرامة ضد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية, فإنه سيقوم بتصعيد مطالبه في المستقبل, وعلى ذلك علق (مارك والاس) مؤسس مشروع الديمقراطية التركية الذي ينتقد أردوغان بشدة ودوره السلطوي, قائلاً:

الحليف الجيد, وخاصة إذا كان عضواً في الناتو, لا يستخدم الابتزاز للحصول على ما يريد في اللحظات الحاسمة بتاريخ الحلف.

زر الذهاب إلى الأعلى