بياناتمانشيت

نوروز هو مقاومة الظلم والاستبداد والتمسك بالحرية

نوروز اليوم الجديد الذي هب على شعوب “ميزوبوتاميا” بالخلاص من الاستبداد والظلم على يد ابن الشعب كاوا عام 612 قبل الميلاد لازال يتكرر عبر التاريخ إلى يومنا هذا، فقد كان لكل عصر ضحاكه وكاواه، ولكن وسائل وأساليب الظلم والاستعباد اختلفت، مثلما اختلفت وسائل المقاومة والتحرر لدى كاوا وشعوبه. ورغم ذلك بقي نوروز بما يعنيه من مقاومة الظلم والاستبداد والتمسك بالحرية والمقاومة خالداً في ذاكرة شعوب الشرق الأوسط لتحتفل به كل عام.

كان نوروز رمزاً لمقاومة العبودية والاضطهاد في العصر العبودي، وسبيلاً لمقاومة الكادحين في وجه استغلال الإقطاع، ثم قدوة لمقاومة الطبقة العاملة في مواجهة البرجوازية، إلى أن أصبح رمزاً لمقاومة الاحتلال واستغلال الحداثة الرأسمالية، ولازالت المقاومة مستمرة ومتجسدة في حركة حرية كردستان. هذه الحركة التي زرعت بذرتها في نوروز 1973 على يد قائدها أوجالان، نمت وتصلب عودها وباتت تقارع أعداء الشعوب والقوى العاملة على استعبادها واستغلالها. فقائد الشعوب أوجالان قد أهدى نوروزاً جديداً للمنطقة من خلال مشروع الامة الديمقراطية الذي أحيا مجدداً روح المقاومة للشعوب أمام الانظمة الدكتاتورية الفاشية.

مثلما كان نوروز يعني عودة الروح إلى الطبيعة من جديد، أصبح يبث روح المقاومة ضد الظلم والطغيان ويجدد آمال الحرية والانعتاق من القيود التي تفرضها احتكارات السلطة والثروة على الشعوب، مما يعني التحدي ومقارعة قوى الاستبداد في هذه المناسبة كل عام. فمن ابناء وبنات الشعب الكردي من جعل بدنه شعلة نوروز ومنهم من تصادم مع قوى الشر إلى أن سقط شهيداً ليصبح رمزاً من رموز مقاومة نوروز، ولهذا أصبح نوروز يوم رعب في قلوب قوى الظلم والاستبداد، وقد دفع الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة دماء المئات من أبنائه في يوم نوروز للتعبير عن تمسكه بحريته ووطنه والحياة الكريمة.

يمر علينا نوروز 2022 في ظروف وأوضاع غير مسبوقة من التعقيد والتشابك في السياسات العالمية والإقليمية، ومقاومة الشعب الكردي وصحوة الشعوب عامة في الشرق الأوسط ألقت بمهمة طليعة مسيرة الدمقرطة في المنطقة على عاتق حركة حرية كردستان، وبات حل القضية الكردية وحريته أقرب من أي وقت مضى، نظراً لأن قوة وطاقات الشعب الكردي ووطنه كردستان باتت جزءاً من المعادلات التي تحقق الاستقرار في المنطقة برمتها.

المجلس العام في حزب الإتحاد الديموقراطي PYD يتقدم بأحر التهاني بمناسبة نوروز 2022 إلى الشعب الكردي في الأجزاء الأربعة وإلى كل الشعوب المحتفلة بنوروز، ويجدد عهده لشهداء نوروز وشهداء الحرية بالسير على خطاهم حتى تحقيق الأهداف التي ضحوا بأرواحهم في سبيلها، وإلى أن تترسخ أخوة الشعوب وحريتها والعيش المشترك بإرادتها الحرة ضمن مبادئ الأمة الديموقراطية في عموم سوريا، بل وفي المنطقة أيضاً. ومثلما كنا أوفياء لعهدنا في السابق سنبقى متمسكين بنهج شهدائنا وتطلعات شعبنا إلى أن تصبح واقعاً.

  • عاش نوروز رمزاً للحرية والمقاومة.

المجلس العام لحزب الإتحاد الديموقراطي PYD

19 آذار 2022

زر الذهاب إلى الأعلى