الأخبارمانشيت

 نوايا وخفايا زيارة يلدرم للعراق الاتحادي

10812017_15941947_345894782475676_1818925964_nزار رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم يوم السبت 7 كانون الثاني 2017، اقليم كردستان العراق، بعد زيارته لبغداد ولقائه مع رئيس الوزراء العراقي العبادي، في محاولة لترطيب الاجواء بعد سلسلة من التناقضات والأزمات والمشادات الكلامية بين الطرفين خاصة من طرف النظام في تركيا والتي رفضت سحب جيشها و استخباراتها من العراق والاقليم.

 في اربيل الزيارة اختلفت في مضامينها ونواياها عن بغداد، ولقاء يلدرم مع نيجرفان  ورئيس الاقليم مسعود البرزاني ، يختلف عن اللقاء مع العبادي،  هنا الحديث بين الاطراف المجتمعة كان  عن النفط والقواعد العسكرية المنتشرة في الاقليم، هنا الكلام وكما لوحظ كان من طرف يأمر ويهدد ،وطرف أخر يستمع فقط.

 يلدرم  وخلال  حديثه أشار بغطرسة كلامية ” أن تركيا ستجري اللازم ما لم تُخرج القوات العراقية والبيشمركة حزب العمال الكردستاني  من شنكال” ، وكأنه نائباً عن السلطان في عهد قوة السلطنة العثمانية .

يلدرم والذي لم يتطرق بكلمة واحدة عن المعاناة والابادة التي حدثت في شنكال على يد التنظيم الإرهابي المقرب منه “داعش “، بل كررَّ الاسطوانة التركية المعروفة، وعبَّر عن الفوبيا الأردوغانية من الكرد  وكالعادة  بدأ بمهاجمة وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية ، وحزب الاتحاد الديمقراطي، وتواعد بالقضاء على أيُّ مشروعٍ يكونوا فيه الشعب الكردي طرفاً ولبنة أساسية في سوريا، ولم ينطق بكلمة عن دعمه المعلن والمكشوف للتنظيمات الارهابية في سوريا والتي كانت مهمتها الوحيدة  في شمال سوريا  القتل والارهاب والدمار، نائب السلطان لم يتحدث عن القتل الذي مارسه ويمارسه جنوده على طول الحدود السورية وبشكل ٍشبه يومي.

ولعل الجانب الاخر من الزيارة هو تفاصيل سرية للصفقات النفطية مع أنقرة

 حيث ذكرت وثيقة سرية نشرها موقع “ويكيليكس”، أن وزير الموارد الطبيعية في إقليم كردستان بعث برسالة الكترونية إلى وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركية عرض فيها بيع عدد من الحقول النفطية في الاقليم مقابل مبلغ 5 مليار دولار.

واشارت الوثيقة  إلى ان وزير الموارد الطبيعية في الاقليم، اوضح للحكومة التركية مدى حاجة الاقليم الى هذا المبلغ لدفع الديون المترتبة عليه لحكومة انقرة والشركات العاملة لتنقيب وخدمات النفط في الاقليم.

 واهم الحقول  التي تعمل تركيا على شرائها  أو تم بيعها حقول شيخان  كورمور وجمجمال وبنباوى.

ولدعم المقترحات، عرض وزير الموارد الطبيعية في الاقليم ثلاث مقترحات لوزير الطاقة التركي بشأن طريقة بيع اسهم حكومة الاقليم من الحقول النفطية، الاول شراء تركيا حقول طقطق وتاوكي وشيخان، الثاني شراء حقول ميران و بنباوي، ثالثا شراء حقل خورملة النفطي، وفقا للوثيقة.

هذا ولم تنفي وزارة الموارد الطبيعة  في الاقليم في بيانٍ لها في الـ 27 كانون الاول 2016، ما جاء في الوثائق التي نشرها موقع “ويكليكس” حول نفط الاقليم، والتي عرضتها وسائل الاعلام، مؤكدة أن طلب المساعدة من تركيا جاء من أجل معالجة حجم القروض المترتبة على حكومة الاقليم.

ومن هنا نستشف  الغايات والنوايا التي جاء بها يلدرم وطاقمه الوزاري إلى الاقليم.

يبقى السؤال هنا هل نحن أمام احتلال تركي لإقليم كردستان العراق اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وبموافقة رسمية من بغداد؟

أما عن رد حزب العمال الكردستاني حول تصريحات يلدرم من هولير(اربيل)  عاصمة الاقليم، فقد  أكد حزب العمال الكردستاني

عن استعداده للتصدي لأي هجوم تقوم به تركيا أو غيرها،

وأفاد المتحدث الرسمي باسم مجلس العلاقات الخارجية لحزب العمال الكردستاني ، سرحد ڤارتو، اليوم الاثنين ( 9 كانون الثاني 2017)، أن الذين دافعوا عن شنجال  وحرروها من داعش “مستعدون للتصدي لأي هجوم من قبل تركيا أوغيرها”، مشيرا إلى أن بقاء الكريلا ووحدات حماية شنغال،  ليس معنيا بتركيا بل بأهل شنغال  والسيادة العراقية.

وأضاف ڤارتو” دخلنا في مفاوضات مع الجانب العراقي والتحالف الدولي وأربيل حول كيفية ادارة قضاء سنجار ونشدد على الادارة الذاتية للمدينة بحماية التحالف الدولي والبيشمركة ومقاتلي وحدات شنغال”.

وحول الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إلى العراق ، أوضح فارتو بأن تركيا “تلعب في الساحة العراقية وكانت تريد استعمال الاقليم ضد بغداد، لكنها الآن تريد استعمال بغداد ضد الاقليم”.

زر الذهاب إلى الأعلى