PYDروجافامانشيتمقالات

نعم إنها انتفاضة خصلة الشعر

محمد أمين عليكو

المظاهرات في مختلف المدن والبلدات الإيرانية وفي قلب العاصمة طهران، على خلفية مقتل الناشطة الكردية “مهسا أميني (22 ربيعاً) على يد النظام الإيراني المجرم، بعدما دخلت في غيبوبة عقب إلقاء شرطة الأخلاق القبض عليها في طهران الأسبوع الماضي بحجة “ارتدائها الحجاب بطريقة غير مناسبة وتبين خصلة شعرها”.

نعم نظام أصحاب العِمامة غارقٌ في التخلف اليوم، فالعمامة تاريخياً كانت رمز للعلم والأخلاق والعدالة، بينما تقلد العِمامة اليوم، مجرمون، قَتَلة باسم الدين، وإيران نموذج لا يختلف كثيراً عن المجرمين المتواجدين في سلطة أردوغان المجرم.

في الحقيقة أن الشعب الايراني ضاق ذرعاً بهذا الحكم إذ أنه منذ 40 عاماً محكوم من الحرس الثوري، تحت أمر جماعة متزمتة لا تمت إلى حضارة هذا العصر بأي شيء، بعيدين كل البعد عن القيم الإنسانية والأخلاق،

لقد سئمَ وتعب الشعب الإيراني من هذه الحالة، فبالإضافة الى المتاعب الاقتصادية في إيران بسبب العقوبات عليها، مع العلم أنها بلاد غنية وتملك الطاقة خصوصاً، وكانت قاعدة تجارية وصناعية كبرى، لكن الآن في ظل هذا الحكم الذي لا يسيء إلى العالم فحسب؛ إنما يسيء الى شعبه أولاً، وبالتالي، هذا شعب مظلوم وفقير، وعلى الرغم من العقوبات وقساوة الأحوال المعيشية، فإيران تتبع سياسات تكلفها غالياً وتعزل نفسها عن محيطها وتدخل في تحالفات ضد الإنسانية وتعمل على خلق الفوضى والإرهاب على غرار النظام التركي في المنطقة.

التهديد الإرهابي الإيراني يمثل تحدياً لجميع دول العالم، ونظام إيران يقوم على الإرهاب والعنف ويواصل رعاية العنف واستخدامه كأداة مشروعة.

إن إيران تقدم دعماً بمختلف أنواعه بما في ذلك، التمويل والتدريب والتزويد بالمعدات إلى جماعاتها التي تمارس الإرهاب حول العالم. بل حتى على الصعيد الداخلي يعاني الشعب الإيراني من أساليب القمع والإرهاب على أيدي الحرس الثوري وباقي الأجهزة الأمنية وشرطة الأخلاق في إيران ــ الجهة المسؤولة عن اعتقال وقتل “مهسا أميني” ــ كما أنه في السنوات الماضية واصلت الحكومة الإيرانية دعم المؤامرات الإرهابية لمهاجمة المعارضين الإيرانيين في عدة دول في أوروبا.

النظام الإيراني يقتل المدنيين وخاصة الشعب الكردي أمام أنظار العالم بأسره، كما يفعل أردوغان الذي يشن حرب إبادة على كافة المستويات وبكافة الأشكال على الكُرد، بل أن هذا النظام لا يسمح بتسمية أطفال الكرد بأسماء كردية. إنه الإرهاب والعنف.

على المجتمع الدولي التحرك الفوري تجاه أصحاب العِمَاماتِ السوداء، وعليه ألَّا يكون شريكاً معهم في قتل الشعب الكردي، ويتحمل مسؤوليته الأخلاقية.

الشعب الكردي يُقتل في طهران وأنقرة على أيدي من يدّعون الإسلام بين الشيعة والسنة، والضحية هم الكرد بالرغم من إسلامهم ولكنهم يُقتلون بدماء باردة.

نعم إنها انتفاضة ــ خصلة الشَعرــ التي تخوضها المرأة في إيران ضد نظام العِمَامةِ والتخلف منذ أيام.

علينا تقديم كل الدعم والمساندة للشعب الإيراني أمام العقلية السلطوية الدينية والقومية.

إنَّ كل من يدعي الإنسانية عليه الانضمام إلى الانتفاضة وكشف حقيقة أمر هذا النظام وإرهابه ضد الشعوب.

زر الذهاب إلى الأعلى