الأخبارالعالممانشيت

“نحن نتولى أمن المطار وأنتم تشغيله” هل تقبل أنقرة بعرض طالبان

قال أردوغان في مؤتمر صحافي قبيل مغادرته إلى البوسنة والهرسك أمس الجمعة: “لدى طالبان عروض لنا بخصوص تشغيل مطار كابول، يقولون نحن نتولى مسألة أمنه وأنتم تشغيله، نحن لم نتخذ قرارا بعد بهذا الصدد”.

وبحسب ما نقلته وكالة “الأناضول”، قال أردوغان في تقييم للوضع في أفغانستان: “إن أفغانستان تعاني حاليا من فراغ كبير بالسلطة، وتركيا ومؤسساتها ستتخذ قرارها وموقفها بعد أن تتحدد الإدارة في أفغانستان ويخيم الهدوء هناك”.

يذكر أن التقييم التركي للأوضاع الأمنية في كابول خلال المرحلة المقبلة تغير بشكل سريع خلال الأيام الأخيرة، حيث اتُخذ قرار سريع ومفاجئ بسحب القوات التركية من مطار كابول، كما اتُخذ قرار بنقل السفارة التركية إلى المطار العسكري مؤقتاً، قبل أن تقع انفجارات المطار التي أكدت خطورة الوضع الأمني في أفغانستان.

هذا المشهد جعل من الصعب جداً على المستويين السياسي والعسكري في تركيا المخاطرة بإبقاء القوات التركية هناك خشية تعرضها لهجمات قد توقع ضحايا في صفوفها، وهو ما قد يشعل غضباً داخلياً في تركيا يهدد مستقبل الحكومة، لاسيما عقب تحميل كبار أحزاب المعارضة الرئيس أردوغان المسؤولية عن حياة الجنود الأتراك في حال لم يسحبهم من أفغانستان.

ويقود هذا المشهد إلى الاعتقاد بصعوبة لجوء أنقرة للموافقة على عرض حركة طالبان بإدارة مطار كابول تقنياً وفنياً عقب سحب القوات التركية ومن غير المتوقع على الإطلاق أن تخاطر في المرحلة الحالية بالإبقاء على طواقم مدنية تركية والاكتفاء بالحماية التي وعدت حركة طالبان بتوفيرها، لا سيما وأن حكم الحركة ونظامها الأمني لم يستقر بعد، في ظل غموض كبير جداً حول مستقبل الأوضاع الأمنية والسياسية في أفغانستان.

وبعد الحماس الكبير الذي أبدته أنقرة بالانفتاح على حركة طالبان وإدارة المطار، إلا أن موقف الحركة بالإصرار على انسحاب القوات التركية والتطورات الأمنية الخطيرة التي شهدتها كابول وخاصة محيط المطار، يدفعان أنقرة إلى التروي بقدر كبير وإعادة الحسابات بدقة، لحين اتضاح معالم المرحلة المقبلة بناء على مجموعة عوامل أبرزها ظروف إتمام الانسحاب الدولي، وطبيعة الحكم الذي سترسخه الحركة خلال المرحلة المقبلة، إلى جانب مستوى الاستقرار الأمني الذي ستتمكن طالبان من تطبيقه في البلاد عموماً والعاصمة خصوصاً. وهي عوامل ستكون حاسمة لاتخاذ قرار تركي نهائي بالموافقة أو رفض عرض طالبان بتشغيل المطار.

زر الذهاب إلى الأعلى