الأخبارسوريةمانشيت

نادين ماينزا تدعو حكومتها مجدداً إلى دعم الإدارة الذاتية والاعتراف بها

في مقالة لها على موقع  national interestالأمريكي أشارت (نادين ماينزا) رئيسة اللجنة الأمريكية للحرية الدينية إلى أنه على المرء أن يأخذ في الاعتبار الدروس المستفادة مما حصل مؤخراً في أفغانستان, حيث قالت في مقالتها:

 يبدو أن هناك اتفاقاً واسعاً الآن على أن الحفاظ على وجود أمريكي صغير في شمال وشرق سوريا هو لدعم الاستقرار وضمان هزيمة دائمة لتنظيم داعش الإرهابي من خلال استمرار الولايات المتحدة في قيادة التحالف الدولي لهزيمة داعش مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

وأوضحت ماينزا أنه في الوقت الذي يعرف معظم الناس قوات سوريا الديمقراطية بسبب هزيمتها الأسطورية لخلافة داعش، فإن معظمهم لا يعلمون أنها لم تكن تقاتل فقط ضد داعش, بل كانت تقاتل أيضاً من أجل مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا,

وأضافت: بعد أن أمضيتُ سبعة أسابيع في شمال وشرق سوريا في العام الماضي، رأيت كيف تتيح هذه الإدارة الفرصة للجميع من أجل المشاركة في هذا المشروع بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس, مع نسبة 50 في المائة من النساء في القيادة, وحتى قبل أن يتم تعييني في لجنة USCIRF، كانت اللجنة على علم منذ فترة طويلة بظروف الحرية الدينية الممتازة في شمال وشرق سوريا, وهذه الإدارة ذات الأغلبية العربية ليست مجرد مشروع كردي، بل إنها متعددة الأعراق والأديان بثلاث لغات رسمية: العربية والكردية والسريانية, وينص التقرير السنوي للجنة الحرية الدينية  2021 USCIRF على أن الإدارة الذاتية تستمر في السماح للمسلمين والمسيحيين والإيزيديين وغيرهم بممارسة طقوسهم الدينية بشكل علني, والتعبير عنها, وحتى تغيير هوياتهم الدينية, بينما يواجهون خطراً كبيراً بسبب تهديدات تركيا والميليشيات المتحالفة معها والنظام وفلول داعش.

وأكدت ماينزا في مقالتها أن اللجنة الأمريكية للحرية الدينية أوصت الحكومة الأمريكية برفع العقوبات عن مناطق الإدارة الذاتية، وأنه يجب أن تكافئ هذه الإدارة على ظروفها الممتازة,

 وقالت: سيؤدي هذا أيضاً إلى زيادة الضغط على اقتصاد نظام الأسد من خلال جذب الشركات إلى الشمال الشرقي لسوريا, حيث وصلت اقتصاد الإدارة الذاتية الآن إلى النقطة التي سيصبح فيها إما اقتصاد يحتاج إلى دعم مستمر أو اقتصاد تجاري يمكن أن يصبح مستداماً ذاتياً, مع وجود حوالي 80 بالمائة من النفط السوري في المنطقة، والأرض الخصبة، والشركات الجاهزة للاستثمار، هناك إمكانات كبيرة للنمو الاقتصادي إذا غيرت الولايات المتحدة سياستها تجاه الإدارة الذاتية.

كما أكدت ماينزا بأن اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية (USCIRF) أوصت أيضاً حكومة الولايات المتحدة بأن تطالب بإدراج ممثلي الإدارة الذاتية في جميع المفاوضات والحوارات وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 2254، بما في ذلك المحادثات التي تتخذ من جنيف مقراً لها لحل النزاع السوري, ورغم أنها النموذج الناجح الوحيد في كل سوريا، لكنها غير مدرجة في المفاوضات والمحادثات لإيجاد حل سياسي للصراع. مضيفة: في الماضي دعمت الولايات المتحدة تحالف المعارضة السورية وقرار الأمم المتحدة رقم 2254 المتعلق بسوريا, وإذا استخدمت تركيا حق النقض ضد إدراج الإدارة الذاتية في مفاوضات الحل السوري,  فيجب على الولايات المتحدة أن تجد عملية موازية أخرى غير جنيف في أي مكان آخر للسماح بمشاركة ممثلي الإدارة, لأن الإدارة الذاتية تجسد متطلبات قرار الأمم المتحدة 2254 من أجل انتقال سياسي بقيادة وقرار سوري.

وتابعت: في كانون الأول 2012 اعترفت إدارة أوباما بالائتلاف السوري المعارض (المعروف أيضاً باسم الائتلاف الوطني السوري) باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري, والآن مع بدء الدول في جميع أنحاء العالم بتطبيع العلاقات مع الرئيس بشار الأسد، بات من الواضح أن الائتلاف المعارض فشل كبديل لنظام الأسد، وكذلك فأن تحالف المعارضة السورية المدعوم من تركيا ليس لديه ببساطة إجابات عن الظروف المروعة في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا, مثل عفرين وتل أبيض وسري كانيه, وهذه المناطق هي أفضل مؤشر على الكيفية التي ستبدو بها سوريا بأكملها تحت سلطة هذا الائتلاف، وهذا أمر يثير القلق, وبسبب هذه الشروط  أوصت اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية بأن تضغط الولايات المتحدة على تركيا لتقديم جدول زمني للانسحاب من شمال وشرق سوريا.

وشرحت ماينزا مثالاً عن الفرق بين ظروف الحياة للإدارة الذاتية وظروف الحياة للائتلاف المعارض, حيث قالت: قبل الاحتلال التركي  كانت تعتبر عفرين جوهرة سوريا التي لم تمسها الحرب الأهلية, أما الآن فجرائم الحرب الخطيرة كالخطف والتعذيب والقتل وكذلك التغيير الديموغرافي في القرى الكردية هي السائدة, ومعظم العائلات الكردية لا تزال غير قادرة على العودة إلى ديارها, وتلك التي تعود غالباً ما تواجه الاعتقال والاستجواب والمزيد من النزوح, ولقد تحدثتُ شخصياً مع مسيحيين في المناطق التي احتلتها المعارضة السورية الذين تم اعتقالهم بتهمة الردة والتعذيب، وهي الظروف المعاكسة تماماً للتي عاشوها قبل الاحتلال أثناء الإدارة الذاتية.

وفي ختام مقالتها قالت ماينزا:

مع كل المعاناة التي عاشها السوريون على يد الأسد، فمن المؤكد أن كل شخص ملتزم بسوريا حرة ومزدهرة لن يكون مستعداً للقتال من أجل تحالف المعارضة السورية المدعوم من تركيا الذي دمر بالفعل المناطق التي يحكمها حالياً, ومن واقع التجربة نعلم أنه سيكون فقط المرتزقة المأجورون الذين ينهبون ويحرمون السكان من حقوقهم مستعدين لذلك، مما يعيدنا إلى ما نحن فيه الآن في عفرين ومناطق أخرى يحكمها تحالف المعارضة, ولا يمكن أن يكون هذا هو الطريق إلى الأمام بالنسبة لسوريا, وفي نهاية المطاف لا يمكن كسب هذه الصراعات المستعصية على ما يبدو بالقوة العسكرية أو حتى بالدبلوماسية في جنيف، ولكن فقط من خلال بناء حكم يتمتع بالشرعية ورضا الناس, وفي حين أنه لا وجود لحل شامل لكل سوريا حتى الآن، يمكننا على الأقل الحفاظ على هذه المكتسبات التي فزنا بها في شمال وشرق سوريا من خلال دعم الإدارة الذاتية هناك, وهذا فقط سيمنح الولايات المتحدة أخيراً انتصاراً لسوريا ويلبي هدف وقف حرب أبدية هناك.

زر الذهاب إلى الأعلى