PYDآخر المستجداتالأخباربياناتروجافامانشيت

ميلاد PKK انبعاث للقيم الإنسانية

الثورات التي استطاعت تغيير مجرى التاريخ جاءت من رحم الشعوب التي كانت ضحية للظلم والإستبداد والإجحاف فبدأت كشرارة من شخص يشعر بمعاناة شعبه أو مجتمعه، واستطاع أن يكون لساناً لمعاناتهم حتى يلتفوا حوله ويصبحوا قوة التغيير في مجرى التاريخ، هكذا كان حال الرسل والأنبياء وصولاً إلى ثورة العبيد والثورة البلشفية.

ولادة حزب العمال الكردستاني الذي تمر علينا ذكرى تأسيسة السنوية الثالثة والأربعون، جاء نتيجة للقهر والإجحاف الذي لحق بالشعب الكردي عبر التاريخ، مما أسفر عن ظهور الإنسان الحر بفكره وإرادته والشخصية الكردية الملتزمة بالقيم الوطنية والإنسانية، ثم أصبح الشخص مجموعة ثم مجموعات، ثم حزباً سياسياً تم الإعلان عنه بعد مؤتمره التأسيسي 1978، هذا الحزب وجد مكانه في قلب وفكر كل إنسان كردي بأخلاق ومصداقية كوادره وإلتزامهم بقيم المجتمع الكردي من حيث الجرأة والتضحية ورفض الخنوع للقوي المستبد، وإثبات ذلك في الممارسة العملية في كل خطوة ألقاها الحزب، مما استحق لأن يسمى بحزب الشهداء.

الجبهة المعادية لحرية الشعوب وحقوقها الديموقراطية وفي مقدمتها تركيا لم تقف مكتوفة الأيدي، بل لجأت إلى كل أشكال القمع والعنف والمكائد في سبيل الحيلولة دون انتشار أفكار وأخلاق وروح المقاومة التي تميز بها الحزب، إلى الشعب الكردي والشعوب الأخرى، لأنها وجدت فيه تهديداً لمصالحها المبنية على مجتمعات القطيع الراضخة لها أو لعملائها، وهكذا بدأت الحملة المضادة للحزب الذي أصبح يمثل طليعة تحرر الشعب الكردي والشعوب المظلومة الأخرى في المنطقة.

بدأت الحملة بالتشويه والتحريف، وتجنيد العمالة الكردية كما حدث عبر التاريخ، ثم وضع الحزب في قائمة الإرهاب لإعاقة حركته على الساحة العالمية وتواصله مع المؤسسات والمنظمات الدولية، وعندما وجدت أن حركة التحرر الكردستانية تتعاظم رغم كل ذلك، وتشكل عقبة أمام مخططاتها في المنطقة عموماً، نسجت مؤامرة دولية اشتركت فيها كل قوى الهيمنة العالمية لأسر رائد هذه المسيرة القائد عبدالله أوجالان.رغم كل هذه المحاولات والعداء السافر استطاع الحزب بأخلاق وتفاني كوادره، والفكر السليم الذي طوره القائد آبو أن ينسج باراديغما حديثة أسموها بمشروع “الأمة الديموقراطية” حسب مبادئ “الفيدرالية الديموقراطية” التي تعتمد أخوة الشعوب والعيش المشترك، بدلاً من التناحر والإقتتال الذي يخلق أرضية خصبة للتدخل الخارجي والقوى الإستعمارية، وبتضحيات وتصميم أعضائه ومناصريه ومؤيديه والتحالفات التي أقامها استطاعت حركة التحرر التصدي لأعتى القوى الظلامية التي هي من مفرزات قوى الهيمنة ووسيلة من وسائلها القذرة لإبادة الشعوب وفرض الإستعباد عليها، مما ساهم في أن يكون لهذا الحزب مكانة مرموقة في أفئدة وقلوب شعوب العالم، وباتت الشعوب ترى في هذا الحزب منقذاً له من نير الإستغلال وحامياً في مواجهة الإرهاب العالمي وصانعيه.

نحن في المجلس العام لحزب الإتحاد الديموقراطي، إذ نهنئ شعوب كردستان، وشعوب الشرق الأوسط بذكرى ميلاد حزب العمال الكردستاني الثالثة والأربعين، نرى أن فكر وفلسفة قائد الشعب الكردي أصبح مصدراً للجرأة ومثالاً للتضحية والتفاني في سبيل حماية الشعوب وحقوقها، ونراه منبعاً فكرياً وفلسفياً لمشروع الأمة الديموقراطية الذي نعمل من أجل إنشائه وتطبيقه في شمال وشرق سوريا.

وندعو جميع القوى المناصرة للديموقراطية وحقوق الإنسان إلى العمل لإخراجه من قائمة الإرهاب، مثلما ندعو جماهيرنا إلى المشاركة في الحملات التي تهدف إلى الإفراج عن القائد آبو، وإلى رفع صفة الإرهاب عن حزب العمال الكردستاني.

المجلس العام لحزب الإتحاد الديموقراطي PYD

٢٦-١١- ٢٠٢١

زر الذهاب إلى الأعلى