الأخبارمانشيت

ميغان بوديت: حل القضية الكردية السبيل الوحيد لجعل تركيا دولة ديمقراطية

أشارت الباحثة الأمريكية(ميغان بوديت) إلى أن الهجوم القومي التركي المتطرف الأخير على حزب الشعوب الديمقراطي الكردي هو مجرد بداية, مؤكدةً بأنه ومع كل يوم يمر والقضية الكردية بتركيا تبقى دون حل، ستظل تركيا بلد جرائم القتل التي لم يتم حلها، والمعارضة في هذا البلد محطمة، والإساءة الاستبدادية للسلطة ستزداد بشكل كبير, ولن يكون ممكناً معرفة ما سيحدث هناك.

وفي مقالتها لموقع (ناشيونال إنترست) الأمريكي أوضحت (بوديت) بأن تفجيرات داعش التي استهدفت حزب الشعوب الديمقراطي HDPوحلفائه قبل ست سنوات كان الفاصل الزمني بينها أقل من اثني عشر شهراً, وأن (أونور جينسر) (الذي نفذ الهجوم الإرهابي في إزمير مؤخراً) ليس المواطن التركي الوحيد الذي لديه توجهات قومية متطرفة, والذي حارب في مناطق الصراع بسوريا, وقالت في مقالتها:

مع استمرار انخفاض شعبية أردوغان في أرقام استطلاعات الرأي بتركيا، ستظل المشاعر المعادية للكرد وحزب الشعوب الديمقراطي محوريةً في السياسة التركية، وهناك بلا شك آخرون مستعدون وقادرون على فعل ما فعله (أونور جينسر) أو ما هو أسوأ من ذلك, وهذا يمثل تحدياً خطيراً للديمقراطية والاستقرار في بلد, وسيكون هناك دائماً تبرير جاهز للجرائم القادمة، والتوسع الاستبدادي التالي، والحرب القادمة, وكل هذا سيهدد شعوب المنطقة والمصالح الدولية على حد سواء, وهذه مشكلة لا يمكن للمجتمع الدولي تجاهلها, فعلى مدى عقود دعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون جهود تركيا للبحث عن حل عسكري لمشكلتها السياسية الأساسية, ومع ذلك فقد خلقوا من خلال القيام بذلك صراعاً مطوّلاً, وحكومةً تهدد الآن مصالحهم الخاصة, فنظام أردوغان يصنع حلفاء استبداديين، ويحمي الجهاديين، ويحتل أراضي الدول الأخرى, وعلى الصعيد المحلي يتزايد عدم الاستقرار في المنطقة.

وفي نهاية مقالتها أكدت (بوديت) بأن إغلاق الحكومة التركية للفضاء السياسي المدني بعنف, والذي يمكن للكرد العمل فيه, وإطلاق العنان للمتطرفين الموالين للحكومة سيؤدي إلى تسريع هذا الاتجاه الذي تسلكه الحكومة التركية, مشددةً على أن الدعم الدولي لتسوية سياسية تضمن للشعب الكردي حقوقه وحرياته الأساسية يمكن أن يحرر تركيا من هذا المسار الخطير, ويسمح لها بأن تصبح دولة ديمقراطية حقيقية, ولاعباً محورياً بنّاءً في المنطقة, وأنه ليست هناك حاجة لانتظار أزمة أخرى لإدراك أن المسار الحالي للبلاد غير مستدام للمنطقة والعالم.

ميغان بوديت: باحثة مستقلة غطت أعمالها شمال وشرق سوريا وتركيا والشؤون الكردية. وهي حاصلة على درجة علمية في السياسة الدولية من كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورجتاون.

زر الذهاب إلى الأعلى