المجتمع

موطن المرأة (jin war)… المرأة التي عانت في السابق تجد الآن طريقها إلى الاكتفاء

عانت المرأة منذ عهود سابقة من ظلمٍ جسدي ونفسي سواء داخل منزلها أو خارجه، حيث تم تقييدها بالعديد من القيود تحت “اسم العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية” التي ترسخت في الذهنية الرجعية المتجذرة في المجتمع والتي تهدف إلى السيطرة على المرأة وقمعها ومنع حريتها، ولكن المرأة في روج آفا برهنت قدرتها على تحمل المسؤولية وقدمت العديد من التضحيات فمنهن “من قدَّمن فلذة أكبادهن على مذبح حرية الأرض وتحرر الوطن من ظلم الذهنية التي تحدّ من حريتهن، ومنهن من قدَّمنَ حياتهنَّ في سبيل تحرر المرأة؛ لتنعم النساء بحياة حرة تتحقق بعيدة عن تبعات السلطة أو عادات المجتمع البالية، وأرادت عدة مؤسسات نسائية تحقيق مشروع يخص النساء فقط، فاجتمعت هذه المؤسسات في عام 2016 وأتوا بفكرة    تأسيس قرية المرأة (جن وار)، الفكرة جاءت ترسيخاً لفكرة اعتماد المرأة على ذاتها، وبُنيت هذه القرية لزوجات الشهداء وأطفالهن، بالإضافة إلى النساء اللواتي يعانين من الظلم والعنف.

وللاطلاع عن قرب على هذه القرية أعدت مراسلة الاتحاد الديمقراطي التقرير التالي:

قرية المرأة تقع في ريف مدينة الدرباسيّة وهي قريةٌ بُنيت بسواعد النساء عام 2017، وقد وُضعت العديد من المخططات لهذه القرية، وجرت العديد من النقاشات بشأن كيفية بناء القرية، وماهيّة الموّاد المقرّر استخدامها في بناء القرية، كما أُسِّست عدة لجان بُغية بناء هذه القرية، وتألفت هذه اللجان من العديد من المؤسّسات كمؤتمر ستار، علم المرأة (جنولوجي)، مؤسّسة عوائل الشهداء، وقفة المرأة الحرّة في روج آفا، والعديد من التنظيمات النسائية الأخرى، وقد أنشأت لجنة مؤَّلفة من تسعة أشخاص تزور القرية يومياً لتسيير الأعمال فيها.

في عام 2016 وعلى وجه التحديد في يوم الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني المصادف لليوم العالمي لمناهضة العنف ضدَّ المرأة، عُقد اجتماع في موقع قرية المرأة تحت إشراف الرئيسة المشتركة لفيدرالية شمال سوريا، والناطقة باسم وحدات حماية المرأة، والرئيسة المشتركة لإقليم الجزيرة، وتمّت قراءة البيان الذي ينصَّ على بناء القرية في ذاك المكان، وفي العاشر من شهر آذار لعام 2017 تم وضع أول حجر للبناء، ومن المفترض بناء (30) منزلاً، وقد تمَّ الانتهاء من بناء (21) منزلاً حتى لحظة إعداد هذا التقرير، ولا يزال بناء القرية مستمرّاً، بالإضافة إلى تجهيز مدرسة للأطفال، ومستوصف صغير، وأكاديمية لتدريب المرأة؛ كما قامت نساء القُرى المجاورة بزيارة قرية المرأة لتخفيف العبء عنهن فقاموا بزرع بستان بأيديهن حول القرية، كما زرعن الأشجار وبَنَيْنَ تنوراً لإعداد الخبز.

هذا وخلال زيارة مراسلتنا للقرية التقت بالعديد من النسوة منهن: نوجين التي قَدِمَتْ من أوروبا لتلعب دوراً في بناء هذه القرية، وكانت متأثرة بثورة روج آفا والتي عرفت بثورة المرأة وعندما سمعتُ بأن قريةً كهذه ستُبنى انجذبت للأمر وتشجعت لمعرفة المزيد عن هذه المساحة الصغيرة وأهدافها، حيث تحدثت نوجين عن سبب قدومها قائلة: “بأن القرية باتت حُلماً بالنسبةِ لي كي أرَ المكان الذي تعيش فيه النسوة سويةً، ويُدِرْنَ حياتهنَّ معاً ومتمنيات تخصيص اقتصادهنَّ بأنفسهن، وهذا يعنيني كثيراً، لذلك قَدِمْتُ إلى روج آفا منذ سنة حين تم بناء القرية، مضيفةً عندما سأغادر  إلى أوروبا سأقترح هذا النموذج هناك “نموذج القرية” كحلٍّ اجتماعي، وبهذا سأعمل على بناء قرية مشابهة للمرأة في أوروبا، حيث تستطيع من خلالها تنظيم نفسها، وذلك لنستطيع دفع الحريّة المجتمعيّة نحو الأمام.

وبدورها أعربت دجلة عبد الله إحدى الشابات من مدينة الدرباسية عن سعادتها بالقرية قائلةً: “أنا أعمل في قرية المرأة وسعيدةٌ جدّاً ببناء قرية خاصّة بالمرأة، هدفنا هو بناء هذه القرية ليعيش فيها زوجات الشهداء وأطفالهن بحرية، نحن الآن نرتّب كُلّ الأمور لهذا الغرض.

وطالبت دجلة الشابات جميعهنَّ بالاعتماد على الذات وتنظيم وحماية أنفسهنّ، والعمل بإخلاص في الأعمال المترتبة عليهن لبناء شخصياتهن.

كلمة لا بد منها:

“ثورتنا ثورة المرأة، والمرأة الأكثر جمالاً هي المرأة التي تعيش بحرية أكبر، وأنا لن أكون مواطناً لوطن تقتل فيه المرأة” بهذه الكلمات وصف المفكر عبدالله أوجلان المرأة، وعلى المرأة أن تُؤمِن بقدراتها وتحارب من أجل حريتها التي سُلبت منها منذ آلاف السنين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى