أفرز واقع الأزمة والصراع والثورة معطيات جديدة على الجانب الاجتماعي والسياسي والعديد من الجوانب الأخرى على الساحة السورية والإقليمية والدولية، وكشف الستار عن قضايا وإشكالياتٍ عدة، إحدى أهم هذه القضايا قضية التعايش والتآلف بين المكونات السورية، وإشكالية التدخل التركي في الشأن السوري، والذي اتخذ المنحى والطابع العدائي ووصل به الحد إلى الاحتلال المباشر وقصف المناطق الآمنة، ناهيك عن دعم النظام التركي القائم للتنظيمات الإرهابية وتوجيهها إلى الداخل السوري لتعيث الفساد والدمار والقتل منذ بدء الأزمة.
حول هذا الموضوع تحدثت لصحيفة الاتحاد الديمقراطي عبير مواس، عضوة بيت المرأة في حي الهلك الفوقاني من أحياء حلب الشرقية:
أشارت مواس في بداية حديثها إلى إن التدخل التركي العدائي في الشأن السوري واحتلاله السافر للأرضي السورية سياسة تركية قديمةٌ جديدة، قائلةً: “لقد تعرضنا للاحتلال التركي العثماني القديم الجديد في الماضي القريب، وعهد أردوغان هو نفسه عهد جمال باشا السفاح، لذا اليوم التاريخ يعيد نفسه بشخصية إرهابية متمثلة بأردوغان الذي ضاق ضجراً وغضباً من الانتصارات التي حققتها قوات سوريا الديمقراطية والتي تضم كافة المكونات والأديان والمعتقدات، واستطاعوا بقوة إرادتهم وعزيمتهم أن يحققوا انتصاراتٍ مدوية على مرتزقة أردوغان، ولاشك إن هذه الانتصارات و قرب القضاء على داعش أقلقت أردوغان، وأثارت غضبه وكشفت عن عدائه للشعب السوري عموماً”.
وذكرت مواس خلال حديثها أن التهديدات على مقاطعة عفرين ومناطق الشهباء هي استمرارٌ للسياسة والنوايا العدائية التي يكنها أردوغان وقوى الشر للشعوب الصامدة والمقاومة والمتألفة منذ مئات السنيين تتشارك الأحزان والأفراح ، منوهةً أن هذه السياسة التي يسير فيها أردوغان، لن تفيده بشيء على العكس ستقوي من إرادات وصمود الشعوب وقواها الثورية المقاومة، و سيزيد من التماسك بين كافة أطياف الشعب في الشمال السوري.
وأكدت مواس في ختام حديثها بأنهم سيقفون بوجه كل من يستهدف إرادة المقاومة والتي تمثل الإرادة الحقيقية للشعب السوري قائلةً: ” سندافع بأطفالنا ونسائنا كباراً وشيوخاً في الأحياء الشرقية من حلب، ليس عن عفرين وحدها بل في أي مكانٍ يتهدد فيه شعبنا”. مؤكدة بقولها:” نحن هنا جميعاً يجمعنا الفكر الواحد والتعايش المشترك وبداخلنا روح المقاومة والتضحية.” على أن مبدأ التعايش المشترك وأخوة الشعوب هو المبدأ الكفيل لحل الأزمة السورية بشكلها السلمي الديمقراطي الذي يعبر عن إرادتهم ووحدتهم ضد كل من يهدد أرضهم وكيانهم الإنساني.
