ثقافةمانشيت

مهرجان “ميتان” ..أملٌ يتحدى ظروف النزوح والتهجير القسري

رغم الإمكانيات الضئيلة والظروف الصعبة التي تعاني منها أهالي عفرين نتيجة النزوح والتهجير القسري، إلا إن إصرارهم على متابعة نشاطاتهم الثقافية لم يقف في طريقه شيء ولم يستطع العدو أن يردعه. ومهرجان “ميتان” بموسمه الرابع جاء تأكيداً على مقاومة الأهالي في وجه  الاحتلال والواقع المعاش هناك.

هذا ونسقت هيئة الثقافة والفن لإقليم عفرين مع حركة الثقافة والفن لإطلاق الموسم الرابع لمهرجان “ميتان” المسرحي، حيث تم بداية في الـ25 من الشهر الفائت واستمر حتى الـ 4 من شهر شباط الجاري، وذلك في ناحية الاحداث بمقاطعة الشهباء، وتضمنت تحضيرات المهرجان بروفات يومية للأعضاء المشاركين في المهرجان.

وتمحورت العروض على 10 فقرات مسرحية وهي:” التاج الذهبي (Taca Zêrîn)، كانت مجرد مزاح (Tenê henek bu)، أولمبياد (Olombıyed)، أصرخ ( Qêrîn)، طريف حيدو (êkenuka HeydoB)، الغرفة الخالية من العصافير (Odey bê Çuk)، أتيت على الرحب والسعة جحا (Tu bı xêr hatî Cuhe )، نسرين (Nesrîn)، درويشه عبده (Derwîşê Ebdê)، خطوط سوداء(tên ReşXe)”.

هذا واختلف مهرجان ميتان في موسمه الرابع بمقاطعة الشهباء عن باقي المواسم في الأعوام السابقة، بسبب أجواء النزوح والانتهاكات التي يمارسها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من القصف المستمر والحصار المفروض على الشهباء، وذلك لطمس ثقافة الكرد التي تعود لآلاف السنين.

وبالعودة إلى فعاليات المهرجان، فقد انطلق بتاريخ 25 الشهر الفائت، بافتتاح معرض يضم 28 صورة ضوئية ومائية تعبر عن مقاومة الأهالي في المخيمات والمنازل شبه المدمرة، بالإضافة لعرض مسرحية من الدمى على خشبة مسرح جياي كرمينج في مركز الثّقافة والفن في مقاطعة الشهباء، وبمشاركة العشرات من أهالي إقليم عفرين وأعضاء من المؤسسات المدينة في الشهباء.

وتحدث الإداري في مركز الثقافة والفن وعضو اللجنة التحضيرية لمهرجان ميتان محي الدين أرسلان، عن الصعوبات الّتي واجهوها في مقاطعة الشهباء، وأكد أن “ميتان” في موسمه الأول حتى الثّالث تم عرضه في مقاطعة عفرين في أجواء الأمن والاستقرار وبشكل موسع قبل الاحتلال.

وأشار أرسلان إلى أن خشبة مسرح ميتان تم بناؤها بيد أهالي عفرين المهجرين قسراً من ديارهم، فهو يعبر عن الظّروف الصعبة الّتي تواجه الأهالي، ويصوّر مقاومتهم في المخيمات، إضافة إلى أملهم الكبير بالعودة إلى ديارهم وموطنهم عفرين المحتلّة، وإخراج جيش الاحتلال التّركيّ ومرتزقته منها.

وبدورها تحدثت الإدارية في مركز الثّقافة والفنّ في مقاطعة الشهباء، ميديا حمدك مُستذكرةً في البداية الشهداء الّذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوصول بالمجتمع إلى طريق الحرّية والديمقراطية.

كما شددت ميديا بأنّ “ميتان يربط عفرين والشهباء في موسمه الرابع من داخل المخيمات، حيث ينطلق ميتان ليزرع الحياة من جديد ويستمرّ في مقاومته الدائمة ليكون منبراً للمقاومة الشابة”، وأشارت إلى أن ميتان في الموسم الأوّل قدم تميزاً ملفتاً في باكورة أعماله، حيث ارتقى للفكر المسرحي ليكون مثالاً بين الفعاليات المسرحيّة في المنطقة، فقد كان واجهةً تعريفيّة للمجتمع.

وبعد الكلمات انطلقت فعاليات المهرجان بيومه الأول بجولات للحضور ضمن معرض الصور الضوئية وحضورهم للعروض المسرحية ضمن المهرجان التي جسدت مدى مقاومة أهالي مقاطعة عفرين وتمسكهم بأرضهم.

كما تم خلال فعاليات المهرجان تقديم عرض الدمى المتحركة والذي تمحور موضوعه هذه المرة حول مجزرة تل رفعت والتركيز فيه على الضحايا الأطفال، وكيف أن مرتكبي المجزرة يعتبرون أنفسهم مسلمين ويتهمون الشعب الكردي بأنهم كفار لتبرير مجازرهم، وأشار العرض إلى زيف ادّعاء تركيا ومرتزقتها حيث أن أحد ضحايا المجزرة كان طفلاً يدعى “محمد” وذلك على اسم رسول الإسلام.

ثم تم عرض مسرحية بعنوان “ODEYA BÊ ÇIVÎK غرفة بلا عصفور” من تأليف الكاتب المسرحي السوري “فرحان بلبل” وإخراج “زينب محمد” وهي عضو ضمن حركة الهلال الذهبي ومن أداء فرقة حركة الهلال الذهبي لمقاطعة عفرين.

وتناولت المسرحية الحديث عن قصة حب فتاة وشاب، وكيف أن الرجال بشكل عام في مجتمعات الشرق الأوسط ينظرون للمرأة نظرة استخفاف، وهنا الفتاة في هذه المسرحية تثبت عكس ذلك وتتخلى عن حبيبها وتتخذ من إرادتها قوةً لها”. ومن المشاركين في مسرحية “ODEYA BÊ ÇIVÎK” ريناس خمكين.

– كما عُرض خلال أيام المهرجان مسرحية “ALOMPIYAD أولمبياد” على خشبة مسرح جياي كرمينج وذلك في اليوم الرابع لفعاليات مهرجان ميتان المسرحي.

وقدمت فرقة “تياترا ساريا” التّابعة لحركة الهلال الذّهبيّ لإقليم الجزيرة مسرحيّة “DIQÎRIM أصرخ”، من تأليف “داريو فو”، وإخراج “ساريا غولان”، الّتي كانت عن شخصيّة امرأة تقبع في السّجن؛ لأنّها طالبت بحقوقها، ولكن في تلك الدّولة لا يُسمح للمرأة أن تطالب بحقوقها.

وهنا تمارس هذه الدولة التعذيب النّفسي على المرأة من خلال جعل الكرسي والمقعد والجدران وجميع الأشياء الموجودة في الزنزانة باللّون الأبيض، ولكيلا تحاول هذه المرأة الانتحار فجميع الأشياء في الزّنزانة تتألّف من البلاستيك والخشب.

ومن ثمّ عُرض سينفزيون عن المظاهرات الّتي تقوم بها المرأة للمطالبة بحقوقها، وكما عُرض في السينفزيون مظاهرات للمرأة الكردية المطالبة بحريتها، وظهور بعض اللّقطات عن المرأة المقاتلة والمناضلة في جبال كردستان.

ويعود المشهد مرّة أخرى إلى خشبة المسرح، وهنا تقول المرأة المسجونة في آخر المشهد إنّها ستسعى وراء حقوقها، ولن تقبل بممارسات الدّولة في قمع حقوقها، وإنّها ستستمر في نضالها حتى إعادة حقوقها المسلوبة.

وفي نهاية المسرحية ردد الحاضرون شعار “المرأة حياة حرّة”، متمنّين أن تصل إلى غايتها وحرّيتها، وأن تستعيد حقوقها.

– عُرضت مسرحيّة بعنوان “TERÎFÊ HEYDO طريف الحادي” من تأليف “ممدوح عدوان” وإخراج “سلام إيبو وميرزان بكر” بحضور المئات من الأهالي.

– وضمن فعالياّت مهرجان ميتان المسرحيّ في اليوم الثامن، والتي تُقام على خشبة مسرح جياي كرمينج في ناحية الأحداث، عُرضت اليوم مسرحيّة “TU BI XÊR HATÎ CUHA أهلاً جحا” من تأليف “أحمد إسماعيل” وإخراج “هيوا بطال”.

– عُرضت مسرحيّة بعنوان “TENÊ HENEK BÛ مجرّد مزاح” من تأليف “أحمد إسماعيل”، وإخراج الصّاعدان “زينب محمد – لوران حسن”، وتمحورت المسرحية حول إرهاب الدّولة لشعبها، من خلال قمعه وتقييد حرّيته، وعدم السّماح له بالتّدخّل في الشأن السياسيّ لأيّ سبب كان.

وهنا عبّرت المسرحية بطريقة “الكوميديا السوداء” عن مدى الرعب والخوف الذي أدخلته أجهزة الدولة القمعية في نفوس الشعب، وكل ذلك للسيطرة عليه ومنعه من المطالبة بحريته وحقوقه.

– كما عرضت على خشبة مسرح جياي كرمينج مسرحيّة “NISRÎN نسرين” وذلك ضمن فعاليّات مهرجان ميتان المسرحيّ في يومها السّابع، من تأليف “أحمد اسماعيل”، وإخراج “محي الدين أرسلان، وتمثيل رومات بكو.

– وتم عرض المسرحية الأخيرة باسم “DERWÊŞÊ EVDÊ درويشي عفدي” ضمن فعاليّات مهرجان ميتان المسرحيّ في يومها العاشر والأخير على خشبة جياي كرمينج في الشهباء.

النزوح انعكس على أوضاع المشاركات المسرحية بشكل كبير

وبهذا الصدد قالت المخرجة زينب محمد، لوكالة أنباء هاوار أن مهرجان ميتان تزيّن بدور المرأة، من حيث المشاركة في التمثيل والكتابة وتأليف القصص.

وقارنت زينب موسم ميتان الرابع مع المواسم التي عُرضت في عفرين قائلةً “على الرغم من أن دور المرأة في هذا الموسم ضئيل، إلا أننا نحاول بشتى الوسائل تضخيم تمثيلنا على المسرح، ففي عفرين كان عدد المشاركات كبيراً جداً مقارنة مع اليوم، بسبب الهجرة والأوضاع”.

المخرجة زينب محمد ختّمت حديثها بالقول: “نحن كممثلين نعمل من أجل أن نخطو خطوة للرد على سياسات أردوغان، تحت شعار (نحن نزرع الحياة)، ونقول بأن النساء الكرديات مهما كانت الظروف قاسية عليهن فلن يؤثر ذلك على مبتغاهن”.

زر الذهاب إلى الأعلى