الأخبارمانشيت

من عفرين إلى واشنطن سينم محمد توضح التحديات التي تواجه الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا

أجرى المعهد الكردي في واشنطن لقاءً مع (سينم محمد) ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن, حول وضع الإدارة الذاتية داخل سوريا ومستقبل ثورة روج آفا هناك.

حيث أوضحت (سينم محمد) الدور الذي لعبته المرأة في ثورة رج آفا, وكيف أصبحت مقاتلات وحدات حماية المرأة YPG مصدر إلهام لنساء العالم, قائلةً:

في مناطقنا نؤمن بتمكين المرأة من خلال ضمان استقلالية المرأة في شؤونها الخاصة, وهذا يعني وجود هياكل ومؤسسات خاصة بها، بما في ذلك في العسكرية, فوحدات حماية المرأة هي وحداتنا العسكرية التي تم تأسيسها على أساس فكرة أن النساء في سوريا يجب أن يتمتعن بالاكتفاء الذاتي في الدفاع عن أنفسهن, وانضم العديد النساء الكرديات وكذلك العربيات والسريانيات إلى وحدات حماية المرأة, وتتكون ن النساء بشكل حصري, وقد شاركت في كل المعارك الكبرى ضد داعش منذ إنشائها ، بما في ذلك كوباني ومنبج والرقة, ويقدم كتاب “بنات كوباني” نظرة عن كثب على كيفية تأسيس وحدات حماية المرأة ومشاركتها في الحملات الكبرى ودورها في المجتمع وما إلى ذلك.

وتابعت سينم محمد:

ثورتنا التي انطلقت عام 2011 هي ثورة حدثت في مجتمعنا بسوريا, إنها ثورة نسائية تقودها نساء من جميع أنحاء سوريا (كوباني والحسكة وقامشلو وحلب ودمشق والمناطق الساحلية, كان هدف الثورة ولا يزال تحرير مجتمعنا من الأفكار التقليدية القديمة التي كانت تستخدم لاستعباد النساء وإبقائهن ضعيفات وخاضعات, وفي مجتمعنا اليوم تتحمل النساء مسؤولياتهن الخاصة وتضطلعن بكل دور يقوم به الرجال دائماً, من الهياكل العسكرية مثل وحدات حماية المرأة وقوات الأمن الداخلي إلى الهياكل المدنية مثل مجلس سوريا الديمقراطية والمجالس المدنية وما إلى ذلك، وتتمتع النساء بتمثيل متساوٍ مع الرجال, كما أنشأنا مجالس نسائية تتعامل بشكل خاص مع قضايا المرأة مثل العنف الأسري.

وحول أهمية مدينة كوباني كرمز لهزيمة  الإرهاب أوضحت سينم محمد قائلةً:

 خلال معركة كوباني عام 2014  لم يكن لدى قواتنا أية أسلحة متطورة، كانت قوة إرادة الشعب الكردي هي التي سمحت لنا بالانتصار, وإرادتنا ضد الإرهاب الذي كان يهدد شعبنا, وكانت أول معركة كبرى جعلت نساء YPJ مشهورات حول العالم, لذلك اشتهرت المدينة كرمز لمقاومة شعبنا ضد الإرهاب, ورمزاً قيمنا في المساواة والحرية والديمقراطية للمرأة ضد الإرهاب, كانت كوباني أيضاً بداية شراكتنا مع التحالف الدولي لهزيمة داعش، وهي شراكة مستمرة حتى يومنا هذا، ونأمل أن نستمر في تحقيق الاستقرار والتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

وتحدثت سينم محمد عن فقدانها لمنزلها في عفرين, قائلةً:

أنا من عفرين, وعائلتي كانت تعيش هناك حتى الاحتلال, كان لدينا منزل كبير جداً في قرية هناك، ومنزل في مدينة عفرين نفسها, وكان لدينا مصنع هناك أيضاً, عندما هاجمت القوات التركية ومرتزقتها عفرين احتلوا منزلنا, واحتلوا حقول الزيتون التي نمتلكها، ولم يُسمح لأي من أقاربي الذين بقوا في عفرين بالذهاب لجني المحصول, لقد أخذوا كل شيء منا, لا يمكننا العودة إلى منزلنا لأنهم يميزون ضد الشعب الكردي، وهو ليس مكاناً آمناً نعود إليه, لقد قاموا بتغيير التركيبة السكانية للمنطقة، وأجبروا الشعب الكردي على المغادرة، وجلبوا مستوطنين من أجزاء أخرى من سوريا, ومن بقي هناك وخاصة الأطفال، يتعرضون لمحاولات تتريك، مما يجبرهم على تعلم اللغة التركية، ورفع الأعلام التركية في المدارس, وتعرضت النساء الكرديات بشكل خاص للاعتقال والخطف والاعتداء الجنسي والاغتصاب, وتم أخذ الناس للاحتجاز للحصول على فدية, وأُجبر جميع الأيزيديون في عفرين على المغادرة, وتتعرض آثار عفرين للسرقة من قبل الجماعات المسلحة لبيعها, ونهبت الجماعات المدعومة من تركيا مئات الملايين من الدولارات من محاصيل الزيتون, ولذلك أطالب المجتمع الدولي بإرسال لجنة تحقيق لتوثيق ما حدث في عفرين, وعلى تركيا الانسحاب من المنطقة حتى يعود أهل عفرين إليها.

وحول التنوع العرقي في هياكل الإدارة الذاتية قالت سينم محمد:

تعتمد إدارتنا بطبيعتها على مشاركة كل المكونات في المنطقة على الصعيدين العرقي والديني, والجميع في المنطقة يشاركون في الإدارة، سواء العرب والكرد والآشوريين والأيزيديون والمسيحيون, فالإدارة ليست كردية إنها لجميع شعوب المنطقة بما في ذلك الكرد, لقد أحيينا اللغات الرسمية العربية والسريانية والكردية في المنطقة, إدارتنا لديها مجالس موجودة على المستويات المحلية في جميع المجتمعات، مما يضمن مشاركتها, ونقوم حالياً بصياغة عقدنا الاجتماعي الجديد، وتشارك فيه الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات القبلية من جميع مناطق شمال وشرق سوريا, نقوم على وجه التحديد بتحديث العقد الاجتماعي مع مراعاة تحرير الرقة ودير الزور منذ صياغة العقد الأصلي.

وعن جهود ممثلية مجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن في كسب التأييد والدعم الأمريكي, قالت محمد:

مكتبنا هنا في واشنطن العاصمة يدعو إلى الديمقراطية للشعب السوري, نسعى لبناء سوريا جديدة وديمقراطية يتمتع فيها جميع الناس بحقوق متساوية, سوريا التي تحتضن التنوع الذي يتمتع به شعبها, لتعزيز هذا المستقبل لبلدنا نلتقي باستمرار ونشارك مع أعضاء الكونغرس لدعم منطقتنا، سواء كان ذلك عسكرياً أو اقتصادياً, علاوة على ذلك نتواصل مع وزارة الخارجية والبيت الأبيض ووزارة الدفاع للتنسيق بين شعبنا في المنطقة والحكومة الأمريكية في واشنطن, نحن ندعو لمنطقتنا على أساس القيم المشتركة التي لدينا مع الولايات المتحدة، بما في ذلك الديمقراطية والعلمانية والمساواة, نحن ندعو إلى مشاركتنا في محادثات اللجنة الدستورية التي جرت في جنيف، حيث تم استبعاد إدارتنا حتى الآن.

وحول إمكانية موازنة الإدارة الذاتية بين الأهداف والمصالح الروسية والأمريكية في سوريا, قالت محمد:

روسيا والولايات المتحدة تلعبان الدور الرئيسي في الملف السوري مع دعم روسيا للنظام السوري وتواجد الولايات المتحدة في منطقتنا لحل القضية السورية، ولذلك نحتاج إلى حوار بين جميع اللاعبين الرئيسيين، مع كون روسيا والولايات المتحدة هما الأهم, وبدون هذا لن يكون هناك حل سياسي للأزمة, نحن بحاجة إلى علاقات ومناقشات مع الطرفين لإيجاد حل لصالح الشعب السوري وهو هدفنا الأساسي.

وأضافت محمد:

 نحاول التفاوض مع نظام الأسد ولكن للأسف الحكومة في دمشق ليس لديها موقف إيجابي, إنهم يريدون السيطرة على كل سوريا مرة أخرى ولا يأخذون بعين الاعتبار أي من التغييرات التي حدثت خلال السنوات الـ 11 الماضية من الصراع, الشعب السوري بحاجة إلى الديمقراطية وبحاجة إلى تغيير حقيقي ودائم, وهذا هو الحل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة، ويجب أن تكون الإدارة الذاتية جزءاً من الحل ويجب أن تقبلها حكومة دمشق, فمن غير المقبول أن نعود إلى الوضع الذي كان قائماً قبل عام 2011, ونظامنا هو نظام مستقل لا مركزي وهذا ما نسعى إليه كجزء من سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى