الأخبارمانشيت

(من تاتا إلى آبو)، ذاكرة الحرية الحية

(تاتا وآبو) اسمان أطلقهما الجنوب أفريقيون والكرد على ثوريين اثنين لهما باع طويل في النضال ومناهضة الاضطهاد وعدم المساواة بين الشعوب، هما (نيلسون مانديلا وعبدالله أوجلان)، <تاتا> اسم قبلي ويعني “الأب” وهو من أكثر الأسماء المحببة لدى الجنوب أفريقيين، أما <آبو> اسم شعبي ويعني (العم) يطلقه الكرد على الحكيم ذو الرأي الصائب، وهذان الاسمان يُطلق عليهما من قِبل الكثيرين من هذين الشعبين وينادونهم بهما؛ بغض النظر عن أعمارهم، لِما يعتبرونهما من ذاكرة حية لشعبين في طي النسيان تحت وطأة حكم سلطات قمعية عنصرية.

مانديلا وأوجلان مناضلان بامتياز، ذاع صيتهما حول العالم لما عانياه على مرِّ سنوات طوال من ظلم؛ لغياب العدالة وسيادة العنصرية والشوفينية واستعمار الشعوب في بلادهما، حيث مكث مانديلا 27 عاماً في السجن، أولاً في جزيرة روبن آيلاند، ثم في سجن بولسمور وسجن فيكتور فيرستر، أما أوجلان فله من سني السجن (20) عاماً ولا يزال معتقلاً في سجن جزيرة إيمرالي المعروفة بأحكامها القاسية.

كلاهما تطلّعا لحرية شعبيهما، فشَجَبَتْهُما التنظيمات المناوئة وحاولت السلطات الحاكمة طمس هويتهما وهوية شعبهما، إلا أنها لم تجنِ سوى هباءً، فأثارا الكثير من الجدل إلا أن صمودهما أمام المفاهيم السلطوية عَبَرَ بِهما النطاق البلدي إلى العالمية، وباتا يعرفان أممياً ودولياً، كلاهما نالا العديد من الجوائز القيمة، إلا أن جوهرهما تخطى كل الجوائز، وحملا رسالة السلام.

مانديلا وأوجلان في أفق السلام مع الحكومة

اتبع كل من نيلسون مانديلا وعبدالله أوجلان سياسة السلام والحوار مع حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وحكومة اردوغان الفاشية على الرغم من أن هاتين الحكومتين تُقابلان كل مساعي الحوار والتفاوض بالرفض القاطع، إلا أن مانديلا لم يستسلم حتى تمكن من التفاوض وأطلق سراحه، وأوجلان يستمر بخلق اللاعنف من رحم حكومة العنف التركية، التي تعرقل أي محادثات لإحقاق السلام بل وتزيد الطين بلةً بفرضها العزلة على أوجلان، وقمع الكرد في باكور كردستان.

مطالبات نوبل برفع العزلة عن أوجلان

في كانون الثاني من العام الجاري أرسلت خمسون شخصية حاصلة على جائزة نوبل العالمية رسالة مشتركة إلى المؤسسات الدولية (الأمين العام للمجلس الأوروبي ثوربيورن جاغلاند, الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني, رئيس منظمة التعاون والأمن الأوروبية ميروسلاف لاجاك ورئيس لجنة مناهضة التعذيب في المجلس الأوروبي ريجيت برلات) مطالبين برفع العزلة المشددة المفروضة على القائد أوجلان في سجن إيمرالي.

الرسالة أرسلت باسم أدولف بريز ايسكيبل الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1980 ووقع على الرسالة خمسون شخصية عالمية حاصلة على جوائز نوبل في مختلف المجالات، إلا أن المنظمات الدولية المعنية لا تحرك ساكناً وكأنها تشجع تركيا في سياساتها الهوجاء تجاه الشعب الكردي وقائده (آبو)، رغم احتجاجات الكرد في مختلف بقاع العالم.

إعداد: سيدار رمو

زر الذهاب إلى الأعلى