الأخبارسوريةمانشيت

منظمة العفو الدولية: القوات الحكومية والمعارضة التابعة لتركيا منعت وصول مساعدات الإدارة الذاتية لضحايا الزلزال

أكدت منظمة العفو الدولية بعد شهر من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا أن الحكومة السورية وجماعات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا أعاقت توزيع المساعدات الإنسانية في حلب, مشيرةً إلى أن الحكومة السورية منعت ما لا يقل عن 100 شاحنة تحمل مساعدات أساسية مثل المواد الغذائية والإمدادات الطبية والخيام من دخول الأحياء ذات الأغلبية الكردية في مدينة حلب.

وأضافت المنظمة:

في تقريرها:

منعت جماعات المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا ما لا يقل عن 30 شاحنة مساعدات من دخول عفرين التي تحتلها تركيا, حيث تم إرسال المساعدة من قبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, فمنذ 9 شباط تقوم الإدارة الذاتية والمنظمات الإنسانية والأفراد والقبائل بإرسال مساعدات من شمال وشرق سوريا إلى مدينة حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة وإلى شمال حلب الخاضعة لسيطرة تركيا والجماعات المسلحة المدعومة منها, حيث أكد شهود عيان أن ما يسمى بالجيش الوطني السوري رفض السماح لما لا يقل عن 30 شاحنة وقود ومركبات أخرى تحمل مساعدات إنسانية بدخول المناطق الخاضعة لسيطرته, حيث انتظرت المركبات على المعبر بين شمال وشرق سوريا وشمال حلب لمدة سبعة أيام قبل إعادتها, وأكد الشهود أن الجماعات المسلحة أطلقت النار في الهواء لتفريق حشود من الأشخاص الذين كانوا يحاولون الحصول على المساعدة من شاحنات الإغاثة, وقد تحقق مختبر أدلة الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية من تفاصيل مقطع فيديو تم تصويره بعد الزلزال على الأرجح في ناحية جيندريس بشمال سوريا، يظهر أفراداً من أفراد الشرطة العسكرية التابعة لما يسمى بالجيش الوطني السوري وهم يطلقون النار في الهواء لتفريق حشد من الأشخاص الذين كانوا يحاولون سحب الصناديق من شاحنة إغاثة.

وأضافت المنظمة أيضاً:

أخبر أشخاص تمت مقابلتهم في شمال وشرق سوريا منظمة العفو الدولية أنه في الفترة ما بين 9 و 22  من شباط منعت الحكومة السورية 100 شاحنة من الوقود والخيام والمواد الغذائية والإمدادات الطبية التي قدمتها الإدارة الذاتية ومنظمة محلية من دخول مناطق الشيخ مقصود والأشرفية الكردية  في حلب, كما وثقت منظمة حقوق الإنسان المحلية ومنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة عرقلة المساعدات في شمال حلب ومدينة حلب من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا والحكومة السورية على التوالي, والتي أدت إلى وفيات كان من الممكن تفاديها.

وتعليقاً على ذلك قالت (آية مجذوب) نائبة مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية:

كان لهذه العوائق ذات الدوافع السياسية للمساعدات الحرجة تداعيات مأساوية، خاصة بالنسبة لفرق البحث والإنعاش التي تحتاج إلى وقود لتشغيل الآلات.

يجب على جميع أطراف النزاع بما في ذلك الحكومة السورية والجماعات المسلحة المدعومة من تركيا إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين الذين انقلبت حياتهم في هذه الكارثة الطبيعية إلى كارثية، وضمان حصولهم على المساعدات دون قيود.

كما وصف الناجون في كل من حلب وعفرين لمنظمة العفو الدولية كيف أدى التأخير أو نقص المساعدات منذ الزلزال إلى تفاقم الوضع السيئ بالفعل، مما أجبر البعض على المغادرة إلى مناطق أخرى, حيث أكد ممثل محلي عن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا لمنظمة العفو الدولية إن الأمر استغرق سبعة أيام من المفاوضات حتى تسمح الحكومة السورية لـ 100 شاحنة تحمل الوقود والمساعدات الإنسانية التي أرسلتها الإدارة الذاتية بدخول الشيخ مقصود والأشرفية في 16 شباط وما بعدها بشرط أن يحولوا أكثر من نصف المساعدات إلى الحكومة التي ستكون وحدها المسؤولة عن توزيع المساعدات داخل هذه المناطق, وأوضح عضو عن المجلس المحلي في الشيخ مقصود والأشرفية أن 21 شاحنة فقط دخلت الحي على دفعتين في 18 شباط و 19 شباط , وهو جزء بسيط مما كانوا يأملون أن يصل.

وفي عفرين أكد خمسة شهود ممن تمت مقابلتهم لمنظمة العفو إنهم كانوا على علم بست حالات على الأقل حولت فيها الجماعات المسلحة التابعة لتركيا المساعدات إلى عائلاتهم وأقاربهم, كما أفادت وسائل إعلام محلية أن قيادياً في جماعة معارضة مسلحة صادر 29 خيمة ومساعدات أخرى كانت موجهة للمتضررين في جنديرس.

وأكدت منظمة حقوقية سورية لمنظمة العفو الدولية إن الجماعات المسلحة ضغطت على فرق البحث والإنقاذ لإعطاء الأولوية للعمليات في منازل عائلاتهم وأقاربهم، وأجبرت القوافل القادمة من شمال وشرق سوريا على التنازل عن 40٪ من المساعدات الإنسانية كشرط للدخول إلى المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

زر الذهاب إلى الأعلى