مقالات

مناشدة للإدارة الذاتية والاتحاد الديمقراطي

جودي دجوار

فيما يتعلق بالدستور المزمع صياغته على أيدي القوى الخارجية المتدخلة في الشأن السوري وما على بعض السوريين إن كانوا من جهة النظام أو المعارضة سوى الموافقة والبصم بالعشرة عليه..

هذا الدستور الذي لا يعدو كونه أكثر من اتفاقات البلطجة على دماء السوريين و كرامتهم ولا يمثل سوى تجارة و مصالح تلك القوى التي تنوي صياغته لا تلتفتوا إليه قيد أنملة ولا تولوا له أية أهمية ولا تضيعوا الوقت حول دوافع إبعادكم عنه ولا تعبروا عن امتعاضكم من ذلك…

عدم إيلائكم الأهمية لذلك يبرهن بكل جدارة على قوتكم وثقتكم بأنفسكم و بمشروعكم كما يزيد من أواصر الثقة وعوامل الالتفاف حولكم من قبل كل أبناء شعبكم الذين يؤمنون خير إيمان بما أنتم تعملون عليه.. كما أن عدم إيلائكم الأهمية لهذا الدستور يوجه رسالة قوية للنظام في دمشق و يُفهمه بأن هذه الإدارة ليست بحاجة إليكم وإلى دستوركم بقدر ما أنتم بحاجة إليها وبحاجة التوافق معها نداً لندٍ وليس سيداً مقابل عبدٍ كما تتوهمون..

و على العكس من ذلك عندما تُولون الاهتمام لهذا الأمر وتشتكون من إبعادكم من محافل صياغته يُستدّل من ذلك بشكل أو بآخر وكأنكم في مركز ضعف وتشتت لا يُحسدُ عليه و تقبلون بأي شيء..

لكن عملياً كل من آمن و يؤمن بمشروعكم ينظر إليكم بعين أكبر وأوسع و أبعد نظراً من ذلك.

تحدثوا بلغة القوة؛؛ تحدثوا بلغة الكبرياء والثقة؛؛ تحدثوا بلغة العنفوان؛؛ تحدثوا بلغة تعبر عن عمق الروح الدولتية؛؛ حافظوا من خلال لغتكم و خطابكم على بقاء جسور الثقة بينكم وبين شعبكم متينة صلبة؛؛ أَفهموا الآخرين أن لحمكم ليس طرياً كي يُؤكل بسهولة..

من جانب آخر لطالما أكدنا و نؤكد دائماً من خلال كل محافلنا وأنشطتنا و خطاباتنا السياسية أننا محافظون على وحدة التراب السوري و نسعى دائماً للحوار والحل السوري ــ السوري، وكل ما نعمل عليه يصب في إطار الوطنية السورية المجردة بعيداً عن كل الاعتبارات القوموية والدينية والمذهبية والعرقية والاثنية وكل اعتبار طائفي آخر ولكننا دائماً كنا في مرمى سهام اتهامات الانفصالية وشق السيادة والوحدة السورية أرضاً و شعباً و فكراً سواء من قبل النظام أو من قبل ما تسمى بالمعارضة التي برهنت كل مظاهر الصراع السوري على مدار هذه السنوات أنها ليست أفضل حالاً من النظام؛؛ بل كلاهما يتبارزان على ثقافة الإلغاء والإقصاء والتهميش والعنجهية تجاه المكون الكردي على وجه الخصوص..

وكل ما نسمعه بين الحين والآخر من كلا الطرفين من بعض الشعارات الرنانة المزركشة على أن الكرد إخوتنا في الوطن السوري ومكون أساسي من النسيج الوطني حيث أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا ليست سوى شعارات واهية كاذبة وخدع مغلفة؛؛ وهذا ليس تجنياً منا عليهما بل هما يثبتان هذا الشيء على أنفسهما في مناسبة وأخرى..

و إلّا فما معنى أن تكون ما تسمى بالمعارضة التي طالما تبجحت بشعارات الحرية والكرامة و وحدة الشعب السوري سعيدة بإبعادنا عن هذه المسألة؟؟

وما معنى أن نسمع من وزير خارجية النظام وهو يقولها بكل سخرية: ومن قال بأن الإدارة الذاتية مشاركة في صياغة الدستور؟؟؟

أليس الطرفان بهذه الأساليب والتصرفات عملياً يدفعاننا نحو الانفصال؟؟ أم أن المسألة هي فرض دستور على مكون لم يشارك بصياغته بالقوة بعد كل هذه السنوات من الدمار و الدماء والكوارث..

أعود و أقول للإدارة الذاتية وال pyd من يمتلك مقومات وعناصر القوة لا يضيره أبداً لو كُتب ما يسمى بالدستور على غفلة منه لأن قوته أهم بكثير من عدم مشاركته ..لأنه بحكم قوته سيخترق الدستور يوماً ما ويفرض وجوده و ما في جعبته…لا تعطوه أهمية أكثر من أهمية قشر البَصَل فهو كما لقاءات جنيف وغيرها.

ثم مَنْ مِنَ السوريين سيستفتي عليه أصلاً وأكثر من نصفهم مغترب؟؟؟

أَمَّا عن ذلكما الكركوزين الاثنين ممن يسمى بالمجلس الوطني الكردي لا يسعنا سوى أن نتأسف على حالهما وهم سعداء بحضورهم في تلك المهزلة!!!!

فأية حقوق ستجلبانه للشعب الكردي وأنتما لا تملكان البندقية؛؛ ثم وهل تجيدان اللغة العربية بطلاقة حتى تتمكنان من فك طلاسم الدستور الجديد وبنوده التي ستكون متاهة من الخدع..

ادعوا ربكما أن لا تعودان منزوعي الثياب من تلك المحافل

زر الذهاب إلى الأعلى