الأخبارمانشيت

ملف عفرين في اجتماع الاشتراكية الدولية

شارك حزبنا في الاجتماع الدوري لمنظمة الاشتراكية الدولية الذي عقد في الامم المتحدة في جنيف وقد مثل الحزب الدكتور ابراهيم مسلم الذي القاء كلمة باسم الرئاسة المشتركة للحزب حول الوضع في سوريا وروجافا وبشكل خاص عفرين ، وقد ناقش الاجتماع القضية الكردية بشكل موسع وقرر بالاجماع اعادة احياء اللجنة الكردية وتم إصدار بيان خاص عن الشعب الكردي .
هذا وجاء في البيان، حول سوريا وروج آفا :” أن الاشتراكية الدولية تدعم حل عادل لقضية الشعب الكردي ، وذلك لضمان وحدة وسيادة سوريا في إطار الحكم اللامركزي ، وفقا لنموذج الفدرالية الديمقراطية ” .
وبخصوص عفرين، جاء في البيان :” نحن ندعم العودة الآمنة والمستقرة والكريمة لشعب عفرين، تحت إشراف دولي وانهاء الاحتلال التركي في المنطقة “.
وقد قدم الاجتماع تهنئة لحزب الشعوب الديمقراطية بنجاحة في الانتخابات التركية وطالب بالإفراج الفوري عن رئيس الحزب الشعب الديمقراطي السيد صلاح الدين دميرتاش، وعن جميع السجناء السياسيين المحتجزين بشكل غير قانوني في السجون التركية .
وأكد الاجتماع على أنه ” يجب على الحكومة التركية أن تسمح باستئناف الحوار السياسي والعودة للعملية السياسية من أجل إيجاد حل سلمي للمسألة الكردية.
هذا وتم قراءة كلمة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والتي وجهها الرئيس المشترك للحزب الرفيق شاهوز حسن للاجتماع وفيما يلي نص الكلمة :
السيد جورج باباندريو رئيس منظمة الاشتراكية الدولية المحترم
السيدات والسادة الزملاء أعضاء المنظمة الموقرين
تحية لكم
لمنظمتنا دور لا يستهان به في العالم. إذْ تعتبر أكبر تجمع للقوى والأحزاب والشخصيات المؤمنة بقيم الاشتراكية الدولية المرتكزة بدورها على مفاهيم العدالة الاجتماعية والمساواة والسلام والأمن العالمي. وكعضو في هذا الإطار العالمي وممثلين عن بلدنا سوريا فإن انتمائنا لقيم هذه المنظمة تجعلنا نشعر بفخر وإباء، لما يأتي في إطار التكامل بين القيم العالمية وقيم الإنسانية العامة التي نتشارك بها وفق خصوصياتنا القومية والثقافية والعقائدية. وهذا يأتي بدوره منسجماً مع دور الفرد المنتمي لعائلة الإنسانية والأسرة الدولية بعيداً عن أنماط الاحتكار والجشع والهيمنة بشتى أشكالها ومختلف أنواعها العسكرية والاقتصادية والثقافية وفرض قيم اجتماعية معينة على حساب الثقافات الأصيلة.
إن حزبنا حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والذي تم تأسيسه في 20 أيلول سبتمبر 2003 يناضل من أجل تحقيق مجتمع ديمقراطي أخلاقي سياسي متحرر جنسوياً في سوريا وكردستان والشرق الأوسط، ولقد قيّم الأزمة السورية منذ بدايتها بمزيد من التعمق ورأى بأن هذه الأزمة بنيوية ومعرفية وسياسية في الوقت نفسه؛ فلم نكن مع النظام ولم نكن مع المعارضة التقليدية أو المحسوبة على المعارضة؛ فارتأينا مع أحزاب وقوى سياسية وفعاليات مجتمعية في روج آفا وشمال سوريا بتأسيس الخط الثالث، وعلى أساسه كان ولم يزل لنا دور طليعي في تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية المعتمدة بدورها على ثلاثية العيش المشترك وأخوة الشعوب ووحدة مصيرها. وليس بخاف على منظمتنا الموقرة بأننا سوية مثّلنا حل الأزمة السورية إنْ في جانب محاربة الإرهاب وتنظيماتها الإرهابية كما داعش والنصرة والمرتبطة بهما أو من جانب طرح البديل الديمقراطي حيال ماهية شكل النظام السياسي لسوريا المستقبل من خلال نموذج الإدارة الذاتية وأنها الحل الأمثل للأزمة السورية حتى تكون سوريا بنظام لا مركزي ديمقراطي وأن تتوسع سوريا على كل السوريين بشعوبها وأديانها وفسيفسائها الكبير. نحو سوريا الثقافات والقوميات المتعددة وليس سوريا النظام المركزي التوليتاري الذي يعتمد على نمط قومي ولغة واحدة ودين واحد. ووجودنا اليوم كعضو في هذه المنظمة يعني تحقيق الانسجام بين ما نرنو إليه ونفكر فيه ونناضل من أجل تحقيقه.
الرفيقات والرفاق الأعزاء
كنا من الفاعلين فكراً وتنظيماً وحاضنة مجتمعية مؤثّرة في سوريا فأصبحنا شركاء الأسرة الدولية ووجهنا سوية ضربات قاصمة نحو الإرهاب. نبشركم اليوم بأننا أصبحنا في المرحلة النهائية للقضاء على الإرهاب في سوريا كتنظيم ووجود؛ حينما نقول بأن الإرهاب بات في مراحله النهائية لا يعني قد تم القضاء عليه نهائياً فكما تعلمون بأن تجفيف مصادر الإرهاب وبخاصة الفكرية هو النضال الأكبر. لكن دعونا في الوقت نفسه أن نخبركم بأن جهات إقليمية معينة تحاربنا اليوم. نفتخر بالبيان المندد الصادر عن منظمة الاشتراكية الدولية إزاء احتلال أنقرة لعفرين. عفرين التي كانت تدار وفق نموذج ديمقراطي مدني وإدارة ممثلة فيها كل مكونات عفرين القومية والدينية. ولأنه كان كذلك فقد بلغ عدد النازحين السوريين إلى عفرين حتى نهاية العام 2017 أي قبل العدوان التركي على عفرين بأقل من ثلاث أسابيع حوالي نصف مليون سوري. عدد سكان عفرين الأصلاء نصف مليون وعدد اللاجئين إليها نصف مليون. ولكن عفرين الشعب والنموذج الإداري تعرض لأبشع عملية احتلال وتعرض المدنيين فيها لشتى جرائم الحرب والترويع حتى هذه اللحظة. واليوم بات شعب عفرين مشرداً في مخيمات وأغلبهم لم يقدم له رغيف خبز واحد وقطرة ماء من قبل منظمات الأمم المتحدة. وما زالت جهودنا في الإدارة الذاتية المتواضعة الوحيدة التي نقوم من خلالها بتوفير الحد الأدنى من سبل العيش لهم. النظام التركي يعلن جهاراً نهاراً بأنه سيحتل باقي المناطق التي تدار نفسها بنفسها ليس فقط من قبل الشعب الكردي وإنما العربي والسرياني الآشوري والتركماني والأرمني والشركسي والشيشاني؛ مسلمين ومسيحيين وإيزيديين.
بناء عليه فإننا نتوجه بالتحية مرة أخرى ونتمنى لأعمال الاجتماع الاعتيادي النجاح، ونقترح أن يتبنى هذا الاجتماع مقترحاتنا وأن تعتبر بمثابة مقررات هذا الاجتماع:
1- أن يصدر عن الاجتماع تصوراً حيال حل قضية الشعب الكردي في سوريا بما يضمن وحدة سوريا وسيادتها في إطار الحكم اللامركزي في نموذج الفيدرالية الديمقراطية.
2- أن يصدر عن الاجتماع ما يلزم وبإشراف دولي في عودة آمنة ومستقرة وكريمة لشعب عفرين إلى أرضه وإنهاء الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين لعفرين.
3- نقترح عقد مؤتمر خاص عاجل تحت إشراف منظمة الاشتراكية الدولية حول وضع عفرين.

لكم الشكر والاحترام
شاهوز حسن- الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD
25 حزيران 2018

زر الذهاب إلى الأعلى