حواراتمانشيت

(مكب النفايات، مشكلة المياه، النظافة، رصف الشوارع..) قضايا نناقشها مع جوزيف لحدو

في ظل موجة الإرهاب التي ضربت سوريا بعد الثورة البيضاء التي تحولت إلى ردات فعل انتقامية لا متناهية من العنف كان يجب على الحريصين على الشعب أن يقوموا بحماية مناطقهم والدفاع عنها من الإرهاب الذي ليس له هدف سوى الدمار والخراب وإعادة المدن السورية إلى التخلف والجهل وتفشي الأمراض بين مواطنيها لمئات السنين فقامت الإدارة الذاتية بحمل هذه الأعباء في الدفاع بالتوازي مع المحافظة على تأمين المياه ولقمة العيش ونظافة المدن وشوارعها حيث كانت النفايات متكومة في الشوارع بين عامي 2013 و2014 وتشكلت هيئة البلديات التي قامت وتقوم بعمل جبار نراه بأم العين ولكن في هذه الأيام هناك موضوع مكب النفايات (القمامة) الذي أصبح يشكل مشكلة تثار بين المواطنين وخصوصاً أن مكب النفايات في قامشلو قريب جداً من البلد، لذا ارتأينا في صحيفة الاتحاد الديمقراطي اللقاء بجوزيف لحدو الرئيس المشترك لهيئة البلديات في إقليم الجزيرة وإجراء الحوار التالي:

– هل من حلول؟؟ كـــ إيجاد مناطق أخرى لتصبح مكباً للنفايات بعيداً عن المناطق السكنية

بداية الأمر نحن في حالة حرب وهناك إرهاب ضرب كل مؤسسات الدولة وعبث بها ودمرها وجاءت الإدارة الذاتية وحملت العبء بعد أن كانت القمامة متكومة في شوارع قامشلو والحسكة وديريك في عامي 2013 و2014 وشح المياه وتخريب في البنى التحتية والشوارع حيث إن هناك أمور مجرد التفكير بها في زمن الحرب تعتبر من البَطَر والآن نرى هذه المدن من أنظف المدن السورية بل أنها أنظف مما كانت عليه منذ بدء الأزمة؛ إذن ما قمنا به في هذه المرحلة يعتبر عملاً جباراً من تأمين مياه الشرب وتزفيت الشوارع وترميمها وإزالة النفايات المتراكمة في الشوارع والتي ما زلنا مستمرين فيها وهذا يعتبر إنجاز عظيم في ظل هذه الحرب والحصار المفروض علينا من كل الجهات والنواحي والتي كانت تعتبر من الفنتازيا الفكرية إذا ما قورنت بالظروف التي نعيشها

أما بشأن مكب النفايات في قامشلو فنحن بصدد معالجته قريباً بل وحتى الاستفادة منه وتحويله إلى الناحية الاقتصادية عن طريق فرز المواد والاستفادة منها وتحويلها إلى سماد لتعود بالنفع على المواطن كما فعلنا في تربسبية وكانت تجربة ناجحة ومضينا فيها وسنطبق هذه التجربة في قامشلو وعندما تنجح هذه التجربة هنا في قامشلو سننتقل بها مباشرة إلى الحسكة لأنه حقيقة مدينة الحسكة تعاني من مشكلة كبيرة في مكب النفايات مثلها مثل عامودا وغيرها من البلدات وسنستمر في معالجة هذه النفايات للاستفادة منها كما قلنا أو إعادة التدوير مع وجود الحصار وعدم وجود الآليات الهندسية والمهندسين والكوادر والمال الكافي لأن المال في هذه الظروف سيكون للحرب بالتأكيد وأكبر دليل على أننا مازلنا في حرب شرسة هو حصول عملية انتحارية إرهابية في حاجز للسوتورو قبل أيام قليلة ومع ذلك نسير قُدماً في هذه الأمور الاستراتيجية التي لا تحصل في أي دولة إذا كانت في حالة حرب ولا تفكر في هذه الأمور

لذا نتمنى من إخواننا وأخوتنا في قامشلو أن ينظروا إلينا من هذا المنظار ولا ينظرون إلينا وكأننا دولة مستقرة كالسويد مثلاً؛ بل يجب النظر إلينا بأننا في حالة حرب وصراع وجود أو لا وجود وهناك حرب عنيفة تريد أن تنتزعنا من الوجود

ومع ذلك نعالج مسألة المياه والتزفيت والنظافة ونجحنا في ذلك بعد صعوبة كبيرة كما في بلدة تل كوجر التي قمنا بتزفيت شوارعها ومعالجة كل القضايا الخدمية فيها مع أنه منذ عشرين سنة وفي زمن استقرار الدولة لم يتم هذا الأمر وفي تل كوجر وكذلك في تل حميس والشدادي والصرف الصحي في الهول وذلك بالإمكانيات القليلة التي بين أيدينا والتي نعاني منها كثيراً كــ قلة الآليات (جرارات شفاطات والحفارات الثقيلة (باكرات) وإطفائيات) ومع ذلك نقوم بأعمال أكثر من المطلوب ضمن هذه المعادلة الصعبة

ـــ الجهود التي تبذلونها تحتاج إلى إظهارها للشعب وللأسف نحن لم نر أو نلاحظ الترويج أو الدعاية لهذا الجهد الكبير لماذا لا تقومون بالتثقيف الإعلامي في ترشيد استهلاك المياه كــ وضع إعلانات في اللوحات أو عن طريق القنوات التلفزيونية ؟؟

في الحقيقة الناحية الإعلامية في الإدارة الذاتية كلها ضعيفة بشكل عام وأقل من الجهود المبذولة في الإدارة الذاتية؛ أما بالنسبة لهيئة البلديات بشكل خاص كان الإعلام مقصراً جداً بحق هيئة البلديات سواء كانت القنوات التلفزيونية القريبة من الإدارة الذاتية أو البعيدة عنها وقلنا لهم ذلك أنه هناك تقصير إعلامي تجاه هيئة البلديات ونحن نتفهم ذلك لأننا في حالة حرب ويجب التركيز على الأمور الحربية والصراع الحاصل  في البلد أكثر من أمور الخدمات التي تأتي في الدرجة الثانية كي لا نقول هامشية

ونحن اقترحنا عليهم منذ سنة عمل برنامج أسبوعي حول هيئة البلديات ولم يتم هذا الأمر إلى الآن

أما موضوع الإعلام الداخلي (إعلام هيئة البلديات) فكان هناك تقصير من جانبنا أيضاً من هذه الناحية ولكن وضعنا خطط من أجل الإعلام وخاصة فيما يتعلق بمواضيع المياه وترشيد استهلاكها لأنه هناك مشكلة كبيرة حقيقة في هدر المياه والمشاكل البيئية ومشكلة النظافة

ونحن تجاوزنا مشكلة الإعلام الداخلي بإنشاء مواقع إعلامية خاصة بالهيئة نُظهِر فيها مواضيع  النظافة وترشيد استهلاك المياه وإظهار الأعمال الاستراتيجية التي قمنا بها والتي سنقوم بها إذ أننا قمنا بأعمال كبيرة جداً في الفترات السابقة وللأسف لم نر ذلك على أي وسيلة إعلامية سواء المقروءة أو المسموعة التابعة للإدارة الذاتية فعلى سبيل المثال لا الحصر قمنا بافتتاح بلدية كبيرة في الحسكة تشمل من الوسطى للعزيزية بحضور الكثير من المسؤولين في الحسكة وبحضور المطران ولم يظهر ذلك في أية وسيلة إعلامية وكذلك عندما افتتحنا مجبل تل تمر المتوقف والذي كان في عِداد الموتى والآن يتم إنتاج الزفت منه وكذلك الأمر في فرن تل حميس وقريباً سيفتتح فرن في جزعة وهذه كلها أعمال استراتيجية سياسية كبرى لأنه بهذه الأعمال التي نقوم بها نحن نجابه الإعلام المغرض الذي يبعث على الفتنة ويقول هناك تهميش وهناك تهجير وما شابه وعندما نظهر ذلك في الإعلام وخصوصاً قنوات التلفزة فنحن بهذا الشكل نجابه الإعلام المعادي ونقطع الشك باليقين أمام الافتراءات والأكاذيب

ـــ ماذا تقول للمواطنين في قامشلو في كلمتك الأخيرة للحفاظ على ما انجزتموه

نحن نقول لإخواننا في إقليم الجزيرة كله وليس في قامشلو وحدها بأن إقليم الجزيرة من5:58:31 PMذ أربعين سنة يمر بمشكلة المياه وأن الإدارة الذاتية تمكنت من استثمار كل المياه الموجودة بين يديها واستثمار كل الآبار مع المتوقفة منها ونتمنى من إخواننا في إقليم الجزيرة الحفاظ على نقطة الماء وعدم إهدارها ووضع القمامة في مواضعها المخصصة لها وعدم إلقائها في الأماكن العامة والشوارع وأن ينظروا إلى أنفسهم كمسؤولين عن هذا البلد ويعتبروا أنفسهم من أفراد البلدية وعلى عاتقهم تقع كافة المسؤوليات انطلاقاً من اسم البلدية الذي هو(بلدية الشعب) أي أن كل الشعب وكل شخص يتوجب عليه القيام بما يمليه عليه ضميره والمشاركة مع البلدية للنهوض بهذا البلد إلى الرفعة والسمو والتقدم والرقي.

حوار: آرتيش الحسيني

زر الذهاب إلى الأعلى