تقاريرمانشيت

مقرب من أردوغان ينذر بمفاجآت وتركيا على صفيح ساخن

أبقى صحفي مقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان، الأتراك في حالة ترقب بعد حديثه عن مفاجآت قادمة، فاتحاً باب التكهنات على مصراعيه.
واكتفى عبدالرحمن ديليباك الذي يعمل بجريدة “يني عقد” التركية، بنشر تغريدة غامضة، كتب فيها: “شيء ما يحدث في أنقرة. استعدوا للمفاجآت”، لتنتشر التكهنات حول المقصود المنتظر.
صحيفة “زمان” التركية المعارضة ربطت بين التغريدة وإقالة متوقعة لوزير الداخلية سليمان صويلو، بعد تصريحات زعيم المافيا التركية سادات بكر ضده، والتي أحدثت مؤخرًا حالة من الجدل في البلاد.

انقلاب على أردوغان
لكن التكهنات ذهبت لأكثر من ذلك؛ حيث أعيدت تصريحات البروفيسور أمين جورسيس، الذي تعرض للسجن في إطار تحقيقات “الدولة العميقة”، والتي قال فيها إن أردوغان يواجه خطر الانقلاب على حكومته على يد وزيرين ورئيس مؤسسة.
ووفق صحف تركية وما تداوله نشطاء على مواقع التواصل، فإن الثلاثة المقصودين، هم رئيس المخابرات هاكان فيدان، ووزيرا الدفاع خلوصي أكار، والداخلية سليمان صيولو.
غير أن صحيفة “زمان” نقلت عن المحلل التركي سعيد صفاء قوله إنه ليس هناك أي خطر انقلاب ضد أردوغان، من حلفائه في الحكومة من حزب الحركة القومية.
هذا الرأي خالفه المحلل السياسي التركي، أحمد نسين، الذي يرى بحسب “زمان” أن تصريحات زعيم المافيا، إلى جانب حالة الانسداد السائدة في كل المجالات، حشرت أردوغان في زاوية ضيقة، وأن خلوصي أكار يمكن أن يدعو إلى تشكيل مجلس تأسيسي لإدارة المرحلة الحالية، ومن ثم التوجه إلى انتخابات مبكرة لتحديد الحكومة الجديدة في البلاد.

مشهد غامض
هذا الاحتمال حدا بالصحيفة التركية المعارضة إلى دعوة الفاعلين الإقليميين في المنطقة، والقوى الدولية إلى انتظار تكشّف المشهد الغامض في تركيا والتريث والحيطة، قبل إعادة صياغة علاقاتهم مع أردوغان، حتى تتبلور ملامح الفترة القادمة في ظل وجوده أو غيابه بشكل أو بآخر.
وتشهد تركيا منذ أيام حالة من الجدل بعد تسريب زعيم المافيا سادات بكر، تسجيلات مصورة توثق تورط مسؤولين في حكومة أردوغان بقضايا فساد، وتواطؤ مع منظمات خارجة على القانون.
واتهم بكر على وجه الخصوص وزير الداخلية الأسبق محمد أغار بالتورط في “أعمال قذرة” واصفا إياه بـ”رئيس الدولة العميقة المزور”.
زعيم المافيا قال إن الوزير الأسبق، استولى بشكل غير قانوني على الشركات العملاقة لرجل الأعمال التركي أذري الأصل الشهير، مبارز مانسيموف قربان أوغلو، الذي يعتبر الاسم الأول الذي يعمل في مجال البترول والغاز بين تركيا وأذربيجان.
ولم يسلم وزير الداخلية الحالي سليمان صويلو من اتهامات زعيم المافيا الغاضب من تنكر الحكومة التركية له؛ فوصفه بزعيم تنظيم إجرامي خانع لممارسات الرأي العام والحزب الحاكم، ليتجه بعد ذلك إلى الكشف عن الامتيازات التي وفرها له في الفترة السابقة.
وقال سادات بكر إن صويلو هو من أبلغه بالعملية الأمنية المعدة ضده ورجاله في تركيا، ليتمكن من الهروب إلى تركيا، عبر المطار، رغم محاولات وزير الخزانة والمالية السابق، براءت ألبيرق، صهر أردوغان، منع انطلاق طائرته عام 2020..

قانون السكوت
وتعهد زعيم المافيا في تلك الفيديوهات بأنه سيزيح الستار عن “الأعمال القذرة” التي أقدمت عليها مجموعة “البجع” الإعلامية التابعة لعائلة أردوغان، مثل تجارة الأسلحة في مناطق الصراع، وعلى رأسها سوريا.
لكنه تجنب ذكر اسم أردوغان بشكل صريح، في رسالة تترك الباب مفتوحاً لمساومة محتملة معه من أجل العودة إلى ما يسمى في تركيا بـ”قانون السكوت”.
في المقابل استهدف أردوغان يوم الإثنين الماضي، زعيم المافيا، قائلا: “سنفسد السيناريو القذر الذي يحيكه ضدنا”، في إشارة إلى نظرية المؤامرة التي يتبناها السلطان دائماً حينما تتكشف حقيقته.
وقال أردوغان في بيان صدر عقب اجتماع لمجلس الوزراء: إن “عصابات الجريمة مثل الأفعى السامة، إذا دخلت معها نفس الكيس، فستوافق على ما سيحدث لك لاحقاً”.
وتأتي هذه الاتهامات المتبادلة بعدما انفرط عقد العلاقة بين زعيم المافيا ونظام أردوغان وحزبه العدالة والتنمية؛ حيث سبق وأن نظم سادات بكر العديد من المسيرات واللقاءات الجماهيرية لجمع الأصوات للحزب الحاكم.
بل سبق وأن هدد زعيم المافيا باسم أردوغان المعارضين قائلًا: “سنسيل دماءهم مثل الأنهار ونعلق أجسادهم على أعمدة الإنارة في الشوارع”، لكن بعد هروبه من تركيا بدأ في كشف المستور.

زر الذهاب إلى الأعلى