المجتمع

معهد جكرخوين لإعداد المعلمين والمعلمات، نبراس الحضارة والتقدم

تنزيلالعلم والمعرفة هما من أساسيات تأسيس عقلية المرء, فدائماً وأبداً للوصول إلى العلم يتطلب جهداً كثيراً لكي نصل لأعلى مراتب العلمية في حياتنا, كما إن العلم ينير الدروب ويخرجنا من ظلمة الجهل ويجعلنا مدركين تماماً أهميته, وأن نرى أنفسنا قادرون على فهم الواقع الذي نحن فيه. كما أن العلم هو من أولويات حقوق المرء يجب أن يبرز ويقوي شخصيته به, فإن فوضوية الحياة تتطلب منا أن نثابر على خطى العلم لكي نخرج أنفسنا والأجيال من قوقعة الفوضوية والجهل والعقلية المتعفنة. فالسعي وراء العلم مطلبُ كل الذين يريدون أن ينقذوا المجتمع من هالات الجهل.

كما أن العلم هو مجموعة معلومات متجانسة ومتناسقة والتي تعتمد في الحصول عليها على منهجٍ علميٍ صحيح, كما أنه مجموعة من المفاهيم المتكاملة والمتواصلة التي نبحث عنها ونريد الوصول إليها.

لهذا ففي روج آفا وبعد الثورة التي قامت فيها، أثبت الكرد جدارتهم في كل المجالات وبالأخص مجال العلم والتعليم, فقد جعلوه من الركائز الهامة لديهم وخلال فترة قصيرة توصلوا لإعداد عددٍ كبيرٍ  من المعلمين والمعلمات.

 من هذه المعاهد معهد “جكرخوين لإعداد المعلمين والمعلمات” فقد أقامت صحيفة الاتحاد الديمقراطي حواراً مع الإدارية رابارين عثمان عمر حيث أوضحت لنا رابارين، بأنه تم افتتاح معاهد عدة في مقاطعة الجزيرة, ففي قامشلو تم فتح عدة معاهد ومنها معهد “جكرخوين” فقد افتتح منذ سنة وهدفه تدريب المعلمين والمعلمات على المنهاج الذي سيدرسونه لبداية العام الجديد, وأيضاً لأجل تدريبهم الذاتي.

طبعاً التدريب يكون على أساس التخصصات وجميعها باللغة الكردية مثل تخصص الأدب الكردي، والفلسفة باللغة الكردية، والتاريخ الكردي، ومعرفة الحياة. وأيضاً يتم تدريبهم اللغة الإنكليزية والكمبيوتر.

 كما نَوَّهَتْ رابارين بأن جميع المدرسين يأخذون التدريب الأيديولوجي أيضاً.    طبعاً هذه التخصصات جميعها تُعطى في المعاهد وهدفها تكوين أساس قوي للمدرسين والمدرسات قبل دخولهم للعام الدراسي الجديد. وقبل أن يتأهل هؤلاء المدرسون يُجرى لهم امتحان لمعرفة الخبرة لديهم, ولكي يعرفوا أن كانوا مؤهلين للتدريس أو لا.

 حتى الآن عدد المدرسين 950 مدرس ومدرسة في معهد جكرخوين.

 كما أضافت رابارين بأن عمر المدرسين يجب أن يكون من18 حتى 35 سنة طبعاً هذا القرار أُخِذَ من النظام الداخلي. أضافت رابارين بأن إعداد المعلمين مخصص من فصل الخريف حتى نهاية الصيف, كما أضافت رابارين بأن اقبال الناس على مهنة التدريس جيدة فهناك عدد أكثر من كافي جاهز للتدريس, فقد تخرجت دفعتين والدفعة الثالثة ستبدأ بعد العيد الأضحى.

كما أنه وبعد فرز المدرسين على المدارس والبدء بعملهم سيحصلون على شهادة تخرج من المعهد, كما سيتم التوزيع لأول مرة على جميع المدرسات والمدرسين هويات خاصة بالمعلمين. أما من ناحية الصعوبات فقد ذكرت لنا رابارين بأنهم لقوا صعوبة في السنة الماضية عندما أصبحت اللغة الكردية لغة أساسية في التعليم, فإننا من ناحية الإعلام لم نُفْهِم الناس بشكل واضح مما أدى إلى عدم قبولهم لهذا النظام, طبعاً هذا العدم تقبل نتج من عدم فهم النظام الجديد.

لكن لم نقف مكتوفي الأيدي فقد قمنا بالاجتماعات من خلال الكومينات, ودعونا الناس ليتفهموا نظام التدريس, وبأن لأبنائهم مستقبلٌ واعد وسيكونون ناجحين في حياتهم, طبعاً، في هذه السنة تخطينا هذه المشكلة لقد تفهم الناس حقيقة ما نقوم به وازداد عدد الطلاب والمدرسين أكثر.

وفي النهاية اختتمت رابارين حديثها بمناداة الذين يستطيعون أن يحملوا مهمة التدريس بأن لا يتقاعسوا, وأن يبادروا بتدريس اجيالنا كون مهمة التدريس صعبة ومهمة جداً.

 علينا أن نتقنها جيداً لكي نفيد أنفسنا وأجيالنا، فهذه المهنة تؤدي إلى توسيع الفكر والوعي, كما أنها تدربنا على الصبر والاستمرارية لصنعِ جيلٍ صاعدٍ يتعلم لغته الأم ولا يبقى جاهلاً لذاته وشخصيته.

أننا نأمل بأن تستمر هذه المهنة وأن لا تنقطع لكي نثبت لأنفسنا وللعالم أجمع بأننا رغم كل هذه الظروف لانترك لغتنا الأم ولا نترك حقيقتنا مخفية.

كما أننا نطلب من الأهالي بأن يكونوا على يقينٍ تام بتعليم أبنائهم وتشجيعهم, وأن لا يبقوا في الظلمة والضلال والجهل بلغتهم الأم.

إعداد: زوزان إبراهيم

زر الذهاب إلى الأعلى