مقالات

معاهدة لوزان 24يوليو 1923

سليمان أبو بكر

اتفاق جرى بين (بريطانيا وفرنسا) و (حكومة الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا) أثناء حرب استقلال تركيا ضد الحلفاء أي مرَ على الاتفاق 99 عاماً, وتم خلالها تسوية أوضاع القسم التركي الأوروبي من جغرافية الدولة العثمانية, بعد إلغاء معاهدة سيفر التي وقعتها الدولة العثمانية في 10 أغسطس 1920.

واشتملت على 123 مادة وتم تعديل الاتفاق في معاهدة مونترو 1936 وعليها تم إلغاء التعهدات بشكل تبادلي حتى السكان بين اليونان وتركيا, وبذلك تم رسم الحدود الجغرافية لدولة تركيا ومن ضمن هذا الاتفاق اسقط الحلفاء مطالبهم بالحكم الذاتي لجزء كُردستان الشمالي \تركيا\ وهذا الاتفاق أو المعاهدة تعتبر ذات أهمية جيوبولتيكية وجيواستراتيجية بالنسبة للحلفاء في الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط

بالنسبة لأردوغان فإنه لا يقبل بهذه المعاهدة كما لم يوافق أتاتورك عليها لدى إبرام المعاهدة، وما يصدر من تحركات أردوغان بالوقت الراهن في عدة دول يؤكد على عزمه إعادة حدود ما قبل لوزان أي إعادة بناء الدولة العثمانية وفرض هذه التدخلات على دول الحلفاء لقبولها وما ذلك سوى ضرب للمواثيق الدولية التي أبرمت فيما بينهم، وأردوغان لا يعترف بها حتى حين يقول إن تلك التدخلات هي انتصار للدولة التركية وبناءها الجديد.

فهو بذلك إن دل على شيء إنما يدل على النية في رغبته لبناء الإمبراطورية العثمانية وفقاً لحواشي الاتفاقات التي أبرمت في تلك الفترة من اتفاق (ملي – قرم….)، ولكن هل يعمل اردوغان على ذلك من ذاته أم هناك من يدعمه ويوجهه؟

هناك في بعض الجوانب يساعده دول الحلفاء التي لها الفائدة من تحركاته وهنالك فئة من داخل تركيا توجهه للحفاظ على الامن القومي التركي وفق ما ورد في كتابهم الأحمر الذي يحتوي عل بنود كثيرة تؤكد على مسيرة القائمين على إدارة بلادهم في الالتزام بتلك البنود والمقررات وبالأخص تطبيق ما تم ذكره بصدد المكون الكردي وكيفية إنكاره وتسخيره، ولكن هل هي مسألة قدرية تسيير علينا كمكوّن؟

إذاً يجب أن يكون لنا ايضاً بدائل في البحث عن الحقيقة التي تجعل لنا وجوداً مشرفاً بين الأمم، واختيار في من يمثل حقيقة هذا المكون؟

فالحقيقة هي أن من يدافع عن الوجود والجغرافيا أصبح واضحاً وبإشادة  جميع الأطراف الصديقة والعدوة في تمثيل الفكر الأوجلاني وفلسفة الحياة الحرة هي خي من تستطيع إيصال هذا المكون الى بر الأمان، ليس ذلك فحسب بل وبمشاركة جميع الأمم الموجودة على الجغرافيا الكردستانية و إيجاد الحلول لهم أيضاً، لأن القضية ليست قضية شعب واحد فقط بل هي قضية أمم تعايشت فيما بينها منذ القديم هم في سفينة واحدة، وما يعيق وصول هذه السفينة إلى هدفها هي جهة واحدة مع أخواتها الذين يمثلون طرفاً لا يريدون لأحد أن يكون منافساً لهم في الحياة، وهذا إن دل، فهو يدل على الأيديولوجية الرأسمالية بشقيها الغربي والشرقي وأدواتهم، وبذلك هم يؤكدون بان ما يتم مواجهته، هي أيديولوجية، وما يمثله هذه الأيديولوجية هي حقيقة مجتمع عانى الويلات والآلام وأن هذه الأيديولوجية هي التي ستكون الدواء لهم وبناء أهدافهم في الحياة، لذا فأن الطرف المقابل سوف يعمل بكل امكانياته لمنع هذه الحقيقة من الظهور أو تمثيلها لتلك المجتمعات .

زر الذهاب إلى الأعلى