حواراتمانشيت

مصطفى: أبارك النوروز على الشعب السوري بشكل عام والكردي بشكل خاص.

leila-mustefaعندما تمّ تحرير تل أبيض أو (كرى سبي) كما هو متعارفٌ عليه محلياً من رجس مرتزقة داعش الذي عاث فساداً ودماراً في المدينة،  كانت هناك الكثير من المراهنات من قبل القوى المعادية لمكتسبات ثورة روج آفا، ومن أهمها على الإطلاق إنها لن تستطيع إدارة شعبها ذاتياً، كونها تضم مكونات عديدة من الكرد والعرب والسريان والأرمن والتركمان.

ولكن بعد مرور عام ونيف على تحريرها، وإعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية فيها، ومشاركة كافة المكونات التي شكلت فسيفساء سوريا الجميل للنهوض بمجتمعهم، نجد أنّ كل هذه المراهنات قد ذهبت أدراج الريح، ولمعرفة المزيد عن هذه الإدارة كان لصحيفة حزب الاتحاد الديمقراطي هذا اللقاء مع الرئيسة المشتركة للإدارة الذاتية الديمقراطية في كرى سبي المهندسة “ليلى مصطفى.”

بدايةً نرحب بكِ أستاذة ليلى مصطفى ويسرنا إنك ضيفةً عزيزة في صحيفتنا و:

السؤال الأول: بصفتكم الرئيسة المشتركة للإدارة الذاتية الديمقراطية في تل أبيض، ما رأيكم بممارسات الدولة التركية وانتهاكاتها لأمن وحدود الشمال السوري بشكل عام وتل أبيض بشكل خاص، ولا سيما بعد هدمها لمنازل المواطنين في قرى شرقي تل أبيض؟

في البداية أودّ أن أهنّئ جميع نساء العالم بمناسبة يوم المرأة العالمي وأتمنى لهن المزيد من النجاح والتقدم، وكذلك أهنئ الشعب السوري عامةً والشعب في الشمال السوري خاصةً على المكتسبات السياسية والإدارية والعسكرية التي حققها، ونحن كشعب في كرى سبي منذ إعلان الإدارة الذاتية وحتى الآن ننظر إلى علاقات حسن الجوار مع الدولة التركية رغم ممارساتها وتجاوزاتها المستمرة التي كانت تستهدف فيها المدنيين من قتلٍ، وقطع للأراضي الزراعية، واقتلاع الأشجار، وهدم لمنازل المواطنين وما إلى ذلك، ومن ممارساتها كان يبدو واضحاً أنها تستهدف الأمن و الاستقرارَ في المنطقة في ظلّ الإدارة الذاتية الديمقراطية، ومعاداة أي مشروع ديمقراطي يمسّ مطامعها الاحتلالية التي بدت واضحة في دخولها إلى جرابلس واسترجاع أمجاد (مرج دابق) والسلطة العثمانية لعرقلة ووضع الحواجز أمام الحركة الديمقراطية، وكذلك محاولاتها المستمرة للانضمام  إلى حملة تحرير الرقة لتحريرها من نفسها، فهي من دعمت داعشَ من كافة النواحي اللوجستية والعسكرية، فبعد تحرير كرى سبي من براثنها قامت بإغلاق المعبر الذي يعتبرُ الباب الاقتصادي الذي يقتات منه الأهالي، أما الآن وبكل وضوح تريد الانضمام لحملة تحرير الرقة فعجباً من امرئٍ  لم يعرف مقدار نفسه.

السؤال الثاني: إن تل أبيض تمثل موازييك المجتمع السوري، من العرب والكرد والأرمن والترك، كيف تعيش هذه المكونات مع بعضها؟ وهل تأخذ دورها في المجتمع كما ينبغي في ظلّ الإدارة الذاتية الديمقراطية؟

الشعب في كري سبي/ تل أبيض معروفٌ عنه بالنسيج الاجتماعي المترابط والتعايش المشترك،  رغم ممارسات الأنظمة الحاكمة، وذلك يبدو واضحاً في قانون 49 الذي صدر مانعاً بموجبه امتلاك الكرد الأراضي الحدودية، فكان الأخوة العرب يساعدون أخوتهم الكرد في ذلك مع التغطية خوفاً من أجهزة الأمن، فالشعب، ليس في كري سبي وحدها فحسب بل في كافة المدن المناطق السورية، شعبٌ واحد منذ الأزل والتاريخ يشهد بذلك، وهذا يبدو واضحاً في النجاحات التي حققها شعبها رغم التحديات والحصار الاقتصادي والعسكري والسياسي، والكلُ يأخذ مكانه في الإدارة ويقدم ما يستطيع لخير وأمن البلد ولإنجاح التجربة الديمقراطية وترسيخ مبادئ التعايش المشترك وأخوة الشعوب، فالآن أثبتوا للعالم بأنهم نموذج التعايش المشترك وأخوة الشعوب ونموذج لسوريا المستقبل دون إقصاء أو تهميش أي مكون، دامجة بذلك جميع الثقافات والألوان التي تعطي للمجتمع صورته الطبيعية محققة للعدالة والمساواة.

السؤال الثالث:  المرأة الكردية أثبتت دورها التاريخي في ثورة روج آفا، كيف استطاعت المهندسة ليلى مصطفى إثبات قوة شخصية وإدارة المرأة الكردية في المضمار العملي في تل أبيض؟

من المؤكد بأنه للمرأة الكردية حضورها التاريخي العميق، وفي الكثير من الأوقات أقف صامتة خائفة مما إذا كانت الكلمات ستخونني أم ستهرب خجلة من البطولات والتضحيات التي قدمَتها، فقد أشعلت فتيل الثورة في وجه الظلم والاستبداد والعنف منذ القدم، أمثال الشهيدات ساكينة، فيدان، ليلى، شيلان، آرين وأثبتن أنفسهن بجدارة أمام العدو الذي عجز العالم عن مقاومته، وفي جميع المناحي السياسية، العسكرية، الإدارية، وما يعرف عنهن أنهن آلهة العطاء والوفاء والمحبة والعدالة، وعلى نهجهن قدتُ عمليتي الإدارية في كري سبي، فبناء نظام جديد والتخلص من الذهنية السلطوية الذكورية والنضال في وجه التحديات الاجتماعية والمحلية والإقليمية والدولية يفرض علينا خلقَ توازنات تفيد المصلحة الشعبية العامة، ولازلنا مستمرين في خدمة الشعب وإعلاء كلمة المرأة الحرّة لبناء أي مجتمع ديمقراطي.

كلمة أخيرة تودين توجيهها للمرأة و للشعب في تل أبيض، ولا سيما نحن على أعتاب مجزرة حلبجة و أعياد النوروز؟

إن شهر آذارَ حافل بالمناسبات والأعياد، فبعد أيام تكون ذكرى مجزرة حلبجة الأليمة التي ندينها ونستنكرها بشدة، وكما يطل علينا عيد النوروز، وبهذه المناسبة أباركُ النوروزَ على الشعب السوريّ عامةً والشعب الكردي خاصةً ، وأتمنى لهم المزيد من النجاح والتقدم و الانتصارات، فالنوروز عيدٌ أمميُ وهو رمز من رموز النهضة أمام الظلم و إزالة كافة أشكال الطغيان والاستبداد، فهو  حركة ظهرت في قعر ظلام حالك وذلك بغية عدم سماع صوت بكاء طفل من الجوع أو صراخ امرأة تبكي من الظلم ومناهضة كافة الأشكال الظلامية،  أتمنى للشعب في كرى سبي بشكل خاص وعموم شعبنا في الشمال السوري وسوريا عامةً، عاماً يسود فيه الأمن والسلام في عموم سوريا، كما أتمنى النجاح لقواتنا قوات سوريا الديمقراطية في حملتها بتحرير الرقة،  على أمل الخلاص من كافة أشكال السواد، و أخص بالمباركة المرأة لتضحياتها وفدائها و على كل ما تقدمه في سير العملية الديمقراطية التي أعطت ولا تزال تعطي.

 وكل عام و أنتم بخير

حوار: نارين تمّو

زر الذهاب إلى الأعلى