الأخبارالعالم

مصادر أمنية..التطبيع بين مصر وتركيا متوقف على المرتزقة والإخوان

ذكرت مصادر أمنية مصرية أمس الجمعة إن محادثات تطبيع العلاقات بين القاهرة وأنقرة لا تسير بوتيرة جيدة بسبب شكوك مصرية في التزام تركيا بتنفيذ الشروط المطلوبة وفي مقدّمتها سحب المرتزقة من ليبيا وتسليم قيادات إخوانية مطلوبة من قبل القضاء المصري، وسط أنباء عن تعليق المحادثات من الجانب المصري,وفقاً لصحيفة (العرب).

يشار أن العضو البارز في حزب العدالة والتنمية التركي إسماعيل كرايل أكد في تصريحات لصحيفة “يني شفق” المحلية أن “الاتفاق بين الجانبين بات وشيكاً، وأن الخصوم الأوروبيين سيتركون في العراء، ووضع اللمسات النهائية على الاتفاقية بين مصر وتركيا من شأنه ألاّ يترك مكاناً للاتحاد الأوروبي للوصول لمنطقة شرق البحر المتوسط”.

وأضاف كرايل “بمجرّد التوقيع على الاتفاقية بين مصر وتركيا سيجد الاتحاد الأوروبي نفسه خارج المعادلة، ومصر تقترب من التوقيع.. وبإذن الله تخرج الاتفاقية إلى النور قريباً”.

وتشير بعض المصادر أن عملية سحب المرتزقة من ليبيا جزء أساسي في منظومة تطوير العلاقات مع أنقرة، ولا تحتمل مراوغة أو تسويفا، لكن تركيا لم تثبت جديتها في الوفاء بهذا الشرط حتى الآن، وتبدو كمن يشتري الوقت لتعديل أوضاعه وهو ما ترفضه مصر، لأن الإخوان والمرتزقة جزء أساسي في أيّ تفاهم.

وألمحت المصادر إلى أن تلكؤ تركيا في سحب المرتزقة ليس موجها لمصر فقط، بل هو رسالة للدول الأوروبية التي تمارس ضغوطا سياسيا على أنقرة في قضايا إقليمية، بأنها لن ترضخ لهم ما لم تحصل على مقابل سخي، ولن تتمكن من سحب قواتها وتفكيك بنيتها العسكرية في ليبيا دون الحصول على ضمانات اقتصادية.

وتبدو القاهرة متشككة في نية تركيا تسليم المطلوبين قضائيًا من قادة وأعضاء في تنظيم الإخوان، وغلق قنوات الجماعة تماما بدلا من ضبط نشاطها، وهو ما جعلها حذرة في خطوات التقارب لأبعد مدى.

في المقابل لم يكن أردوغان متيقنًا من أن القاهرة ستلبّي مطالبه التي ينتظرها كمردود لتراجعه عن دعم الإخوان، مثل الانحياز لصفه ضد كل من اليونان وقبرص.

وفي هذا السياق قال الخبير في شؤون الحركات الإسلامية طارق أبوالسعد إن أردوغان لم يتخل عن ورقة الإخوان ويعتبر علاقته بالجماعة كعلاقة إيران بحزب الله، فهي أهم أدوات تنفيذ السياسة الخارجية وحقق عن طريقها تقدما في ليبيا والشمال السوري.

وتابع “إذا تخلّى عن الإخوان وفقا للمطالب المصرية فهذا يعني نهاية مشروعه القائم على التأثير في الأحداث بالمنطقة، وهي الطريقة التي استوحاها من تحقيق إيران مكاسب عبر دعم جماعات مذهبية مؤدلجة ورعايتها، وجعلت واشنطن تتجه للتفاوض معها”.

زر الذهاب إلى الأعلى