الأخبارمانشيت

مشروع (بلاد الشام الجديدة).. سوريا المشكلة الرئيسية..!

نتج عن قمة ثلاثية عقدت في بغداد الشهر الماضي والتي جمعت كلاً من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني عبدالله بن الحسين و رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إطلاق مشروع (بلاد الشام الجديدة) والذي يهدف إلى استثمار ما يتوفر من إمكانات لدى هذه البلدان الثلاثة، العراق بإمكاناته النفطية تزود النفط لمصر والأردن مقابل تزويد العراق بالكهرباء ، ومصر بطاقاته البشرية والمصانع لإعادة اعمار العراق، والأردن بموقعه الاستراتيجي وسيكون ممر التبادل الذي سيشمل فائض التكرير المصري، للنفط العراقي ومن ثم تصديره إلى أوروبا.

سبق أن تحدث النائب في البرلمان العراقي عبد الكريم الخفاجي لـ وكالات الانباء بأن “أبعاد هذا المشروع ليست اقتصادية فحسب، وإنما سياسية وعسكرية أيضا، فهو نواة لتحالف جديد بالمنطقة، أي إذا كانت الإرادة موجودة لدى هذه الدول فإن خطوات النجاح ستأتي بعد ذلك بوضع اتفاقيات عسكرية وأمنية وحتى سياسية”.

فهل مشروع (بلاد الشام الجديدة) قائم على التفاهم مع إيران أم هو استفزاز لها ؟

أجاب النائب عبد الكريم الخفاجي على ذلك بالقول: “لا أعتقد أن المشروع يستفز أطرافا بالمنطقة، فالعراق له علاقاته ومصالحه الخاصة “.

ويرى المراقبون في الوقت نفسه أن إيران تطمح باتفاق نووي جديد مع الولايات المتحدة والعالم، ولا تريد لشيء آخر أن يقف حجر عثرة في طريقها نحو هدفها ذاك، وستجد طهران نفسها مضطرة لغض الطرف عما يدور بين بغداد والقاهرة وعمّان مادامت تمسك بزمام القرار السياسي في العراق.

موقف واشنطن من مشروع (بلاد الشام الجديدة)

بعد الإعلان عن تفاصيل المشروع المذكور،علّق المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس قائلاً:”أن الولايات المتحدة تعتبر أن ما جرى “خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية الإقليمية بين مصر والعراق والأردن ودفع للاستقرار الإقليمي“.

تأثير المشروع على تركيا

خط أنابيب العراقي الذي يمر منه النفط العراقي الخام يوميا إلى المتوسط عبر ميناء جيهان التركي وهذا الخط يشكّل مصدر النفط الخام الرئيسي لتركيا، ويوفّر 24 في المئة من وارداتها. وهنا يبدو مشروع ”بلاد الشام الجديدة“ كإعلان حرب نفطية ضد تركيا.

تحديات تواجه المشروع

تتحدث وسائل الإعلام في البلدان الثلاثة المذكورة بأن المشروع “نواة لاتحاد عربي مستقبلي شبيه بالاتحاد الأوروبي” وسيواجه الكثير من التحديات أبرزها أنه مشروع قد يعيد رسم خارطة التوازنات في المنطقة، ومن بينها أن هناك من سيجد نفسه مضطراً إما إلى الانخراط في المشروع أو وضع العصي في عجلاته.

كما أن المشروع يمثّل تصادماً في المصالح والمشاريع السياسية والاستراتيجية للعديد من الأطراف، وعلى الدول الثلاث تذليل العقبات التي ستقف في طريقه.

ومن اسم المشروع، يتضح أن الهدف الأساس منه هو إعادة تشكيل المنطقة سياسياً بالارتكاز إلى الضرورات الاقتصادية، وإعادة الاعمار فأين موقع سوريا من هذا المشروع؟

تبقى سوريا المشكلة الرئيسية في هذا الشكل الجديد، فمن دون التوصل إلى حلول سياسية فيها، وتطبيق قرارات مجلس الأمن وبيان جنيف لن يكون بالإمكان ضمها إلى مشروع ”بلاد الشام الجديدة“.

بالمحصلة الدول الثلاث (مصر- أردن- العراق ) تشترك في الضرر وفي الاستفادة نفسها ويبدو أن هذا المشروع يهدف إلى إيجاد توازن موضوعي في الشرق الأوسط يجابه مشاريع إقليمية لدول الجوار العربي.

زر الذهاب إلى الأعلى