الأخبارمانشيت

مركز كارنيغي الأميركي: الروابط المتنامية بين كرد العراق وسوريا تحمل بذور تحول جيوسياسي كبير

نشر مركز كارنيغي للشرق الأوسط مؤخراً دراسة جديدة أنجزها الباحثين “حارث حسن وخضر خضور”، أشار فيها الباحثان إلى إن الحضور الواسع لقوات مسلحة كردية على طول الحدود السورية – العراقية فاقم من حالة التنافس بين تلك الفصائل وفقاً لـ (صحيفة العرب).

وبحسب الصحيفة فقد أوضحت الدراسة أن الصدام الحاصل بين الأطراف الكردية يعود أساسا إلى وجود رؤيتين مختلفتين حول شكل الحدود.

واستنتج القائمون على الدراسة التي اعتمدت بشكل واسع على زيارات ومقابلات ميدانية على مدار عام كامل في المنطقة، أن مستقبل تلك الحدود يعتمد بدرجة كبيرة على نتيجة الصراع الجيوسياسي الدائر.

وبحسب الدراسة,يعتبر بعض المراقبين أن الروابط المتنامية بين كردستان العراق ومنطقة روج آفا في سوريا تحمل بذور تحول جيوسياسي كبير إذا سمح للاندماج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بالازدهار.

ويقول المركز الأميركي إن “مستقبل هذه الحدود يعتمد بشكل كبير على خيارات الكرد السوريين، وما إذا ستقودها إمّا نحو توجه دولتي أعظم، أو توجه عسكري أكبر”.

ويوضح الباحثان حارث حسن وخضر خضور في دراستهما الواسعة أن ديناميكيات التنافس بين القوى الكردية تشير إلى أن الوحدة الإثنية لا تكفي للتوافق على إدارة هذه الحدود. وقالا إنه يمكن أن تحفز المصالح الاقتصادية الهشة بين الجانبين على التعاون في مجال تنظيم الشؤون الحدودية، إلا أن المشاكل الجوهرية ذات الجذور التاريخية لا تزال تسبب التوترات.

ويشير مركز كارنيغي إلى أن الوضع الآن اختلف بعد أن اتسمت تلك الروابط بين الإقليم وشمال شرق سوريا بجانب اقتصادي، حيث حولت المعابر الحدودية التي أقيمت في العام 2016 المنطقة إلى مركز اقتصادي ناشط.

وترى دراسة مركز كارنيغي عن أكثر المناطق الحدودية اضطرابا في منطقة الشرق الأوسط أن التطورات المستقبلية في سنجار وشمال شرق سوريا ستؤثر في بعضهما البعض وسترسم معالم ديناميكيات الحدود العراقية – السورية.

وتشير الدراسة إلى أن هذا السيناريو يمكن أن يحدث في حال تمكنت الحكومة العراقية من إحكام سيطرتها على أقضيتها الحدودية، وفي حال استطاع الحزب الديمقراطي الكردستاني استعادة بعض نفوذه السابق.

ويرى الباحثان أن “عملية إعادة تشكيل المشهد في تلك المنطقة ستتأثر بالأدوار والتنافسات والتسويات بين الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية الرئيسة في كل من العراق وسوريا، ولاسيما تركيا وإيران والولايات المتحدة وروسيا”، ويشيران إلى أن تحقيق التغيير الجيوسياسي واسع النطاق سيستغرق وقتا طويلا وسيتطلب معادلات معقدة.

زر الذهاب إلى الأعلى