مانشيتمقالات

مرحلة جديدة من الصراعات والتهديدات

روشين موسى

ما تشهده الساحة الدولية من الأطراف المتصارعة والتي أصبحت تشكل الخطر على الوجود البشري، فقط لتأمين الربح الأكبر فهي عصب الحداثة الرأسمالية.

منها الصراع الروسي الأوكراني الأمريكي، ومن خلفهم القوى المهيمنة للاتحاد الأوربي ودول الشرق الأوسط  والملف الإيراني النووية والأوضاع في سوريا والعراق واليمن ولبنان، والتدخلات التركية العدوانية في دول العالم وتنقلها من حلف إلى حلف، ودعمها للإرهاب ومحاولات إعادة إحياء داعش وأخواته، وآخرها معركة سجن الصناعة “غويران” في إقليم الجزيرة.

 توحي بخطر قادم وسفك مزيد من الدماء وتدمير الطبيعة، وحتى البنية التحتية، هذه سياسات الدول التي لا تقبل ولا ترى إرادة الشعوب، بل تحاول دائماً خلق الفوضى والصراعات وخاصة في دول الشرق الأوسط، التي تحولت إلى بقع منها إرهابية تدعمها دول إقليمية “تركيا وايران” وتصدر الارهاب عبر حدود  باقي الدول،

واليوم ما تشهده سوريا نموذج لتلك التنظيمات والبقعة الإرهابية والسلطوية الشوفينية القومية، تحارب دائماً إرادة المجتمعات التي تبحث عن حريتها وهويتها وكيانها

ونموذج الإدارة الذاتية وعلاقاتها الدبلوماسية مع جميع المؤسسات والدول التي تؤمن بحق المواطنة والعيش المشترك أصبح مطلباً حقيقياً ووجدانيا للشعوب، لذلك يتوجب علينا بناء أفضل العلاقات المتينة والعلاقات الندية الديمقراطية، والهدف هو في خدمة المجتمع.

واليوم يثبت مرة أخرى أن حرب الإبادة بحق الكرد وشعوب المنطقة مستمرة إلى الآن والدولة التركية تعمل بكل طاقتها على إنهاء هوية الشعب الكردي وفرضت عليه سياسات الصهر والإنكار وعدم قبول أي بوادر للحلول الممكنة، وتستغل حكومة حزب العدالة والتنمية التركي “القوى الناعمة ومنها الخطاب الديني و العنصري، أصف إلى ذلك التعاون مع أحزاب سياسية تدعي أنها كردية ولكن في حقيقة أمرهم هم مجرد أدوات في خدمة أجندات الاحتلال التركي التوسعي، دليل على إفلاسهم، فقط الهدف ضرب مكتسبات شعوب في شمال وشرق سوريا وضرب مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب، ومحاولات تشويه صورة الإدارة الذاتيّة ومؤسساتها السياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية، وعلينا أن ندرك جيداً أن المنطقة تمر بحروب فاصلة ومصيرية، وهذه الحروب ستحدد مصير الشعب بجميع مكوناته، لذا لا مكان للشعوب التي تقبل بالعبودية، ويتوجب على شعبنا أن يتمسك بأرضه وقضيته مهما كلف الأمر وهي الحرية التي ينتظرها لبناء مجتمع أخلاقي سياسي ديمقراطي ويضمن حقوق الإنسان وحق العيش والهوية ويجب أن نكون سنداً للقوى العسكرية وليس عبئاً عليها، فاليوم قواتنا أثبتت للعالم أجمع قدرتها في الدفاع عن كرامة الوطن، ولهذا علينا أن نرفع من معنويات قواتنا، فالشعب أساس القوة، وهو من يحسم المعارك بإرادته، والدفاع عن النفس وعن الأرض أفضل من الهروب والتشتت بين الدول. وأخيراً يقول المفكر والقائد عبد الله اوجلان: “عندما نعشق الحياة نعشق الوطن، ومن لا يعشق الوطن ليس جديراً بالحياة “.

زر الذهاب إلى الأعلى