مقالات

 مرحلة جديدة, لا ينقسم فيها الوطن عن مكوناته..

الثقة في القادم أجمل وأفضل.. علينا أن نراقب ضوء النهار وهو يتسلل إلى القلوب ويمنح الناس الأمان

فالإنجازات تتحقق ولا يمكن أن ينكرها إلا جاحد ..

في ذاك اليوم حملتنا السيارة طوال الطريق إلى مكان خارج الحسكة, وفي الطريق شعرت بأن في حياتنا شيئاً يتغير ويصبح أكثر أماناً وجمالا ..

كان ينتابني شعور, و كان يؤرقني إلا نكون قادرين على إكمال مشوارنا مع المشروع الديمقراطي, ولكنني حين لاحظت الطريقة التي يتبعها عناصر الحماية للحفاظ على الأمن، وحين اكتظت مدينة الطبقة وقاعة المؤتمر بالمؤتمرين والضيوف والإعلاميين بشكل لافت ومن جميع مكونات الشعب السوري في إطلالة لم أكن لأحلم بها يوماً, وحين اهتزت أركان قاعة المؤتمر الثالث لمجلس سوريا الديمقراطية في مناقشة مختلف القضايا الوطنية الأساسية وحين  أدركت أن ما نسعى إليه ونحلم به لم يعد مستحيلاً وأن هناك ميلادات لإنجازات جديدة في مجتمعنا وأن سوريا تعود إلى جذورها وثوابتها وطناً للحرية والعيش المشترك.. وأيقنت أن سوريا عائدة لمواطنيها وإلى كونها هي الوطن الذي يضم الجميع ولكل فرد فيها متسع.

وإن سوريا عائدة تحمل زمناً جديداً وتودع زمن القهر والتفرقة والانقسامات بين الوطن ومكوناته.. ولاشك أن أهم انجازات هذا المؤتمر هي صورة المرأة السورية وهى تصنع لنفسها مكانة جديدة ودوراً يستحق التقدير والإجلال فهي الأخرى لم تجد بداً من أن يكون لها دوراً في مختلف قضايا المجتمع وأن تكون شريكة في إنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد ,فشاركت بقوة في هذا المؤتمر ووقفت إلى جانب الوطن .

لا ننسى دماء خيرة شبابنا وشاباتنا التي ارتوت بها أرض سوريا  من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه دفاعاً عن الأمن والاستقرار في أسطورة استثنائية قاوم فيها الإرهاب وأدواته.

ورغم مرارة الأيام التي عاشها ويعيشها الشعب السوري بمختلف مكوناته  إلا أنها تؤكد على صلابة هذا الشعب وقدرته على تجاوز المحن..

هل يمكن أن تشهد المرحلة الجديدة مزيداً من التفاهم والحرص بين المكونات والوطن .وأن تبدأ مرحلة مشرقة في ظل اقتناع الجميع بأن المستقبل من حق  الشعوب .

هل يمكن أن تنتهي  حلقات إنكار الآخر ونصل إلى نقطة التقاء حول هدف واحد هو أمن هذا الوطن واستقراره..

من الملاحظ اليوم بأن الشعب السوري وبمختلف مكوناته  اختار طريق الوطن, والحوار حول الوطن, وإنه لا سبيل آخر إلا الوطن الذي يضم شعوبه ومكوناته على نحو سواء، وهذا هو البلسم الشافي والحقيقي للداء الذي عانى منه الشعب السوري طيلة سنوات، ويليق باللوحة الفسيفسائية السورية .

الحاجة ماسة إلى الحوار و تحقيق الوحدة الوطنية الديمقراطية والسلام بين جميع الشعوب التي تعيش على هذه الأرض. وهي الخطوة الأولى التي لابد من التأكيد عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى