الأخبارمانشيت

مجلة ألمانية: صمت أوروبا يشجع تركيا على قصف المسيحيين والكرد شمال سوريا

سلط تقرير نشرته مجلة Telepolis الألمانية الضوء على استهداف الجيش التركي منذ الأسبوع الماضي بشكل متكرر لمناطق في شمال وشرق سوريا بطائراته المسيرة والدبابات والمدفعية, ونتيجة لذلك قُتل عدد من المدنيين وعدد من قوات سوريا الديمقراطية, ووادي الخابور الذي يسكنه المسيحيون هو حالياً محور الهجمات التركية, واستهداف هذه المنطقة له بعد تاريخي، لأنه في عام 1933 استقر هناك النساطرة (الآشوريون من هكاري), الذين هربوا من الإبادة الجماعية التي تعرض لها 1.5 مليون أرمني في 1 915-1918 على يد الأتراك, ومن بينهم500000 مسيحي و 300000 آشوري, حيث منحت الأمم المتحدة هؤلاء الفارين حق الاستيطان في وادي الخابور, وأسس النساطرة هناك 33 قرية ، والمسيحيين الكلدان استقروا أيضاً في ثلاث قرى أخرى.

وأوضح التقرير بأنه ومنذ عام 2011  كان وادي الخابور موطناً لحوالي 20000 مسيحي آشوري من أحفاد الناجين من الإبادة الجماعية للدولة العثمانية, واليوم بالكاد يوجد 1000 آشوري معظمهم من كبار السن، ويعيشون مشتتين في القرى شبه المهجورة, فقد فر معظمهم من داعش والجماعات الإرهابية الأخرى, وهاجر الكثير منهم إلى كندا أو أستراليا أو الولايات المتحدة, ويعيش الآن عدة مئات من النازحين داخلياً من مناطق أخرى في تل تمر والقرى المهجورة الأخرى.

وأكد التقرير بأن القصف والاحتلال الحاليين للقرى المسيحية من قبل تركيا وميليشياتها الإرهابية يدفع الآن الآشور المسيحيين والنازحين داخلياً إلى الفرار مرة أخرى, ألا ترى أوروبا هذا الدمار والتهجير, أم أن أوروبا تقبل تهجير وقتل المسيحيين من أجل مصالحها مع أردوغان؟

وجاء في التقرير:

تركيا قصفت المحطة الفرعية في بلدة تل تمر المسيحية الصغيرة بوادي الخابور مطلع الأسبوع الماضي, وفي اليوم السابق أصيبت امرأة تبلغ من العمر 30 عاماً من قرية (تل شانان) الآشورية بقنبلة يدوية تركية, ويوم الخميس الماضي قصفت طائرة مسيرة تركية مركز علاقات المجلس العسكري في تل تمر, واستُشهد أربعة من أفراد المجلس من ضمنهم القيادية المعروفة بـ (سوسن بيرهات) التي قاتلت منذ البداية تنظيم  (داعش) على خطوط المواجهة.

في شباط 2015 تعرضت المنطقة لهجوم من قبل داعش، واختطف العديد من السكان أو قُتلوا، وخُطفت النساء وتم تفجير الكنائس, وتم دعم هذا الهجوم من قبل تركيا عبر التلاعب بتدفق المياه من تركيا حتى يتمكن إرهابيو داعش من الهجوم ومنع السكان من الفرار, ومع ذلك تمكن الكثيرون من الفرار إلى الحسكة وقامشلو.

بعد تحرير تل تمر والقرى المسيحية الأخرى من داعش في 2015 ، تمكنت المنظمات المسيحية من إعادة المسيحيين المهجّرين من خلال مشاريع العودة, ومنذ الغزو التركي في تشرين الأول 2019 واحتلال مدينة سري كانيه، احتلت تركيا ومرتزقتها  ثلاثين قرية مسيحية أخرى شمال تل تمر في وادي الخابور, وتم تدمير ست كنائس بالكامل بواسطة طائرات تركية بدون طيار، بينما لحقت أضرار جسيمة ببقية الكنائس, وعناصر الميليشيات التي تبنّتها تركيا ودربتها هم من مجموعات إرهابية مثل داعش أو النصرة أو أحرار الشام, لذلك يرى المجلس العسكري الآشوري (حراس الخابور) أن الهجمات الأخيرة التي شنتها تركيا وميليشياتها هي استمرار لإرهاب داعش, كما انتقد المجلس العسكري الآشوري (حراس الخابور) صمت المجتمع الدولي.

ومن جهة أخرى فالقوات الحكومية السورية والجيش الروسي المتمركزة في تل تمر على أساس حماية السكان في المنطقة، يتقاعسون عن هذه المهمة.

إلى جانب الهجوم على تل تمر الخميس الماضي, قصفت طائرة مسيرة تركية سيارة تابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على طريق قامشلو –عامودا, وأدت إلى استشهاد قيادي في وحدات حماية الشعب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية, وكذلك تعرضت سيارة لقصف من طائرة مسيرة تركية في قرية هيمو غربي مدينة قامشلو, حيث كانت متوقفة بالقرب من مركز طبي, مما أدى إلى إصابات غير معروفة, وهذه هي المرة الرابعة التي تهاجم فيها طائرات تركية مسيرة مراكز عسكرية وطبية ومدنية في شمال وشرق سوريا في أقل من 72 ساعة.

وإثر ذلك دعا أكثر من ثلاثين حزباً وجماعة سياسية في شمال وشرق سوريا الأسبوع الماضي المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ضد نظام أنقرة, حيث ترتكب تركيا العضو في الناتو جرائم حرب في شمال وشرق سوريا وشمال العراق, حيث تستند سياسة تركيا على الإبادة الجماعية, وهي موجهة بشكل أساسي ضد السكان الكرد في شمال وشرق سوريا وفي شمال العراق، وكذلك ضد الأقليات الدينية, وقال البيان إن هذه السياسة تزيد من زعزعة استقرار المنطقة, وأكدت الأحزاب بأن أفعال تركيا تستهدف على وجه التحديد الأمن في المنطقة وإرادة الشعوب وحقوقها المشروعة, وأدانت هذه الاعتداءات واستنكرت صمت المجتمع الدولي.

وفي الختام أكد التقرير بأن صمت دول أوروبا إزاء اعتداءات تركيا على الأقليات في الدول المجاورة لها, يدل على أن أوروبا شريكة لتركيا في هذه الاعتداءات.

زر الذهاب إلى الأعلى