تقاريرمانشيت

(مجزرة تل رفعت) مرآة للاحتلال التركي

تلتقي جميع الحكومات التركية المتعاقبة عند نقطة واحدة, ألا وهي إبادة الكرد, وجميع القوى التركية السياسية الحالية رغم معاداتها لبعضها البعض سواء الأحزاب أو الحركات التي تتنافس فيما بينها وتتضارب رؤاها ومبادئها لتصل في بعض الأحيان إلى حد الصدام المباشر, إلا أن الذهنية التركية المبنية على الحقد والكراهية على الكرد تجمع هذه القوى بين فترة وأخرى, وقد تجلّى ذلك بصورة واضحة خلال الهجوم التركي على عفرين ومن ثمّ العملية المسماة بنبع السلام على سري كانيه وتل أبيض, فمن خلال العزف على الوتر القومي التركي المشبع بدماء الكرد والأرمن استطاع أردوغان أن يقلب أصوات معارضيه إلى تأييدٍ ومباركة, لا بل بات الأتراك بمختلف توجهاتهم يعيشون حالة فخرٍ وعنجهية وسعادة كلما ارتكب الجيش التركي وأذنابه من المعارضة المجزرة تلو الأخرى بحق الكرد وباقي المكونات في سوريا, واستطاع أردوغان ولو مؤقتاً أن يشغل الداخل التركي بجرائمه التي يرتكبها في سوريا, ويصدّر مشاكله الداخلية نحو الخارج ولو مؤقتاً, ويزيد على ذلك بإلقاء الخطابات الحماسية وكأنه يعيش في زمن الفتوحات الإسلامية, ونجح في توظيف الإسلام  لتحقيق مآربه الإجرامية.

سوف يتحول إرهاب الجماعات التابعة للقاعدة والدولة الإسلامية داخل سوريا في نهاية المطاف إلى تركيا

وحول السياسة التي تتبعها دولة الاحتلال التركي في سوريا يقول (مايكل روبن) وهو باحث مقيم في معهد أميركان إنتربرايز (AEI):

يمثل طلب تركيا لإقامة منطقة آمنة داخل سوريا سابقة أخرى يمكن أن تطارد الأجيال القادمة من الأتراك, إذ يقول أنصار أردوغان إن التهديد الذي يشكله حزب العمال الكردستاني يبرر هذه الخطوة، بغض النظر عن أنهم لا يستطيعون الإشارة أو التأكيد على أية هجمات تنطلق من مناطق الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا في السنوات الأخيرة, إذا كان الماضي هو السبب فماذا عن الأرمن؟

 الدراسات التاريخية تؤكد أن ذبح الأرمن في الحرب العالمية الأولى كان متعمداً, وتم الاستيلاء على جزء كبير من شرق تركيا عبر الإرهاب والتطهير العرقي الذي ارتكبه الأتراك ضد الأرمن, في حين أن بعض الأتراك قد يرفضون فكرة أية معادلة للأحداث الجارية في سوريا والإبادة الجماعية ضد الأرمن قبل قرن من الزمان، وقد يقول آخرون إن أية معادلة لا صلة لها بالموضوع, لأن تركيا دولة قوية للغاية بحيث لا تسمح لأي شخص بإنشاء منطقة عازلة داخل أراضيها، وهذا تاريخياً خطأ أعمى, فقد كانت سوريا تؤمن ذات يوم بأنها قوية جدًاً بحيث لن يصيبها الفشل وليبيا أيضاً, لكن الدول الاستبدادية غالباً ما تصبح براميل بارود قابلة للانفجار، والأيديولوجيات المتطرفة هي الشرارة التي تشعلها, وقد يعتقد أردوغان أنه يمكن أن يحتوي ويحتضن وكلاء متطرفين، لكن هناك دائماً رد فعل سلبي, وسوف يتحول إرهاب الجماعات التابعة للقاعدة والدولة الإسلامية داخل سوريا في نهاية المطاف إلى تركيا, فإذا كانت أية مجموعة راديكالية تقوم بهجمات عبر الحدود من تركيا على أرمينيا أو اليونان، فإن أرمينيا واليونان والمجتمع الدولي سيكونون على حق في المطالبة بمنطقة عازلة داخل تركيا, ومثلما تطالب تركيا بالحق في توطين العرب داخل المناطق الكردية التاريخية في تركيا، فإن أردوغان بذلك يخلق سابقة يستطيع الأرمن والكرد من خلالها المطالبة بتسوية أوضاع شعوبهم داخل تركيا.

ويتابع روبن: في الواقع  فإن احتلال تركيا لقبرص مدة 45 عاماً لا يضيف سوى ثقل إلى فكرة أنه يجوز فصل أجزاء كبيرة عن البلدان لحماية الأقليات أو مكافحة الإرهاب ووفقًا لمنطق أردوغان نفسه, وعلى سبيل المثال ستكون قبرص على حق في طلب وجود مخزن مؤقت يشمل القاعدة البحرية التركية في غولكوك وغيرها من الموانئ الجنوبية التي ترسل منها القوات التركية السفن لسلب الموارد البحرية القبرصية, وقد يتخيل أردوغان نفسه تكتيكاً عسكرياً رائعاً على قدم المساواة مع مصطفى كمال أتاتورك، ولكن بينما بنى أتاتورك تركيا الحديثة  فإن تصرفات أردوغان المستمرة يمكن أن تزرع بذور تدميرها.

 التهجير القسري وتفريغ المنطقة من سكانها أهداف الهجوم التركي

وحول الغزو التركي الأخير لتل أبيض وسري كانيه أصدر المرصد المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية دراسةً جاء فيها:

 أطلقت تركيا والفصائل المسلحة الموالية لها في التاسع أكتوبر الماضي هجوماً جديداً على شمال وشرق سوريا أسمته (نبع السلام), وإثر أسابيع من المعارك سيطرت أنقرة وحلفاؤها على منطقة حدودية واسعة بطول 120 كيلومتراً في شمال وشرق البلاد, حيث جاء الاجتياح التركي للمنطقة بأنساق هجومية تقدمتها الفصائل المسلحة الموالية لها والمرتبطة بصورة مباشرة بتنظيمات القاعدة في إدلب السورية, وعادة ما تنفذ هذه الفصائل عمليات الاشتباك المباشر ومهام التصفية والإعدامات الميدانية نيابة عن الجيش التركي ولتجنب الملاحقة القانونية والجنائية الدولية, والجدير بالذكر أن الأسبوع الأول من الاجتياح التركي للمنطقة خلّف قرابة 300 ألف نازح سوري من بينهم 160 ألف أجبروا علي الرحيل من منازلهم في عملية وصفت بالتهجير القسري وتفريغ المنطقة من سكانها وإحلالها بعائلات العناصر المسلحة الموالية لتركيا ومشروعها التوسعي بالمنطقة.

كما علقت أنقرة هجومها في 23 أكتوبر، بعد تهديد أمريكي رسمي وتلويح بإقرار عقوبات اقتصادية، تلاه اتفاق مع روسيا في سوتشي نصّ على انسحاب المقاتلين الكرد من المنطقة الحدودية وتسيير دوريات مشتركة فيها.

الاحتلال التركي يستكمل مخططه في إبادة شعب عفرين بارتكاب المجازر بحق نازحي عفرين

ومن ذلك التاريخ الاحتلال التركي ووكلاؤه من الفصائل الجهادية المرتزقة مستمرون في قصف تل رفعت, وتسبب آخر هجوم على مركز لإيواء لاجئي عفرين بمجزرة مروعة راح ضحيتها ثمانية أطفال, والعشرات من الجرحى, وحول هذه المجزرة بحق نازحي عفرين وما سبقها من مجازر وانتهاكات ارتكبها الاحتلال التركي, تحدثت (عريفة بكر) الإدارية في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD قائلةً:

كما تعلمون فإن تركيا هاجمت المدنيين في شمال سوريا مستخدمة أحدث الأسلحة, وأنا من سكان عفرين وقد قاومنا الهجوم التركي لمدة 58 يوماً, وخلال هذا الهجوم قصف الاحتلال التركي المدينة بأحدث الطائرات مستهدفةً المدنيين ومرتكبة المجازر بحقهم, وكذلك تم استخدام الأسلحة المحرمة دولياً, وتم تهجير الشعب قسرياً إلى مناطق الشهباء, واستقر في مخيمات ومناطق غير صالحة  للسكن, كل ذلك من أجل حماية الأطفال من الإرهاب التركي, ولكن لم يسلم النازحون من مجازر القصف التركي,  وآخر تلك المجازر والتي نستطيع أن نطلق عليها مجزرة (حلبجة) الثانية, ولكن هذه المرة بحق أهالي عفرين, وأنا أعتبر تاريخ تلك المجزرة يوماً أسوداً, لأن تلك المجزرة أصبحت عاراً على المنظمات الحقوقية والإنسانية, فالاحتلال التركي يستكمل مخططه في إبادة شعب عفرين بارتكاب المجازر بحق نازحي عفرين, وإحياء الامبراطورية العثمانية القائمة على دماء الأبرياء من خلال احتلال سري كانيه وتل أبيض وتهجير سكان المنطقتين, وهم الآن نازحون في المخيمات ومناطق إقليم الجزيرة بشرق الفرات.

وتابعت بكر: الدولة التركية ترتكب المجازر بحق المدنيين وسط إدانات خجولة من دول العالم دون أية مواقف جدية رادعة, ففي تل رفعت ارتكب الاحتلال التركي مجزرة مروعة راح ضحيتها ثمانية أطفال ورجلين كبيرين بالعمر وعشرات الجرحى, ونحن باسم حزب الاتحاد الديمقراطي  PYD  نستنكر هذه الهجمات التركية, ونطالب بمواقف جدية من العالم والمنظمات الحقوقية التي تدعي أنها تحمي حقوق الإنسان.

الغاية من ارتكاب مثل هذه المجازر هي ترويع السكان وتخويفهم وإرهابهم من أجل النزوح

وبصدد تلك المجزرة أصدر مجلس سوريا الديمقراطية بياناً ندد فيه بالمجزرة التي ارتكبها الاحتلال التركي بحق الأطفال في تل رفعت السورية, وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإيقاف الهجمات التركية, وجاء البيان على النحو التالي:

بعد سلسلة الهجمات على شمال وشرق سوريا من قبل الاحتلال التركي وارتكابه المجازر بحق السكان الآمنين, والتي تضاف إلى سجل حكومة العدالة والتنمية الحافل بالمجازر, ارتكبت اليوم مجزرة جديدة بحق أهالي تل رفعت، حيث تعرضت هذه المنطقة يوم الاثنين 2/12/2019 لمجزرة جديدة راح ضحيتها/10/ شهداء وعشرات الجرحى أغلبهم من الأطفال والمدنيين, إن هذه الجريمة تؤكد للعالم مرة أخرى أن لدى تركيا مشروعاً احتلالياً كبيراً لشمال وشرق سوريا, وأن هذه المجزرة تأتي مع مساعي المجتمع الدولي من أجل حل الأزمة السورية وفق القرارات الأممية ذات الصلة وتطبيقها, وأن ما يتعلق بإنشاء منطقة آمنة من قبل الدولة التركية هي حجج لا علاقة لها بالأمان والاستقرار, إنما هو البحث عن منطقة أمنية كي تمارس من خلالها القتل والدمار وتكرس الاحتلال, وأن الغاية من ارتكاب مثل هذه المجازر هي ترويع السكان وتخويفهم وإرهابهم من أجل النزوح وترك مناطقهم لاستكمال عملية التغيير الديمغرافي والتطهير العرقي التي تنتهجها الدولة التركية

الأطفال ليسوا هدفاً وأولئك الذين يقتلونهم عمداً سيتعرضون للمساءلة

كما عبّرت منظمة اليونيسيف الدولية الخاصة بالطفولة عن صدمتها وحزنها إزاءَ تقارير وردت, تفيد بمقتل ثمانية أطفال وإصابة آخرين بجراحٍ إثر هجماتٍ على مدينة تل رفعت شمالي حلب.

وأضافت اليونيسيف أن التقارير الواردة أكدت أن جميع الأطفال هم دون سن الخامسة عشر، وأردفت بأن التقارير تشير إلى أنه بلغ تعداد الأطفال القتلى في الشمال السوري نحو /34/، جرّاء الهجمات من قبل فصائل المعارضة التابعة لتركيا خلال الأربع أسابيع الماضية.

وشددت اليونيسيف على أنه خلال حوالي تسعة أعوام من النزاع في سوريا لم يكن هناك أي اعتبارٍ للمبدأ الأساسي لحماية الأطفال.

وتابعت اليونيسف أنها تقوم بتذكير كافة أطراف النزاع في سوريا بواجب حماية الأطفال في كل وقت، وأن الأطفال ليسوا هدفاً وأولئك الذين يقتلونهم عمداً سيتعرضون للمسائلة.

وكانت مدينة تل رفعت في الريف الشمالي لحلب، والتي يقطنها مهجّرون من منطقة عفرين، شهدت هجوماً دامياً من قبل الاحتلال التركي وفصائل المعارضة المسلحة التابعة له تسبب بقتل /10/ أشخاص بينهم /8/ أطفال، إضافة لإصابة/ 13/ آخرين بجراح متفاوتة الخطورة, واستهداف الجيش التركي للمدنيين لم يكن بجديد في واقعة قصف تل رفعت، وإنما كان مكملاً للسياسة التركية التي تستند على سياسات التهجير والإبادة بالمنطقة، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً, فقد ذكرت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير لها، أن تركيا شنت هجمات بالفوسفور الأبيض في عمليتها على شمال وشرق سوريا, وجاء في تقريرها الذي كان بعنوان (أدلة استخدام الفوسفور تتزايد ضد أردوغان)

 إن حروق بعض المصابين كانت حائلة اللون وتنبعث منها رائحة مادة كيميائية، مشيرةً إلى احتمال كبير باستخدام تركيا للفوسفور الأبيض في هجومها على الكرد في سوريا.

وجاء في التقرير:

إن تركيا تنفي أن جيشها يمتلك أية أسلحة كيماوية محظورة، وهذا أمر وارد فالفوسفور الأبيض ذاته ليس محظوراً، ولكنه مكون رئيسي في القذائف في معظم جيوش حلف شمال الأطلسي, واستخدام الفوسفور الأبيض محكوم بميثاق جنيف للأسلحة الكيماوية، الذي يسمح باستخدامه في القنابل اليدوية والذخيرة، لكن يحظر استخدامه بصورة مباشرة كمادة حارقة, والفصائل المسلحة الموالية لتركيا لا تمتلك في عتاد تسليحها الأعيرة المدفعية الثقيلة، وكذلك قذائف الفوسفور الأبيض، مما يضيق الدائرة أكثر على استخدام القوات المسلحة التركية النظامية بنفسها للفوسفور في هجماتها على سري كانيه, من أجل قتل أكبر عدد من المدنيين, واستكمال مجازرها بحق الكرد حتى في المناطق التي لا تقع ضمن عمليتها, ولذلك ارتكبت مجزرة في تل رفعت.

المجتمع الدولي شريك في ارتكاب المجازر

وقد أدان (بكر علو) الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لإقليم عفرين المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيون بحق مهجري عفرين وغالبيتهم من الأطفال والنساء، وصنفها ضمن الأعمال اللاإنسانية واللاأخلاقية والتي يمارسها الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيون, مشيراً إلى أن ممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته فاقت كل أشكال الإرهاب.

ونوه علو إلى إن الاحتلال التركي العثماني له سجل أسود في التاريخ، ومليء بهدر الدماء، وخير مثال على ذلك المجازر التي ارتكبها بحق جميع المكونات في سوريا من الأرمن والكرد بالإضافة للعرب أيضاً, حيث يمارس سياسة إبادة عرقية ممنهجة بحق شعوب المنطقة في شمال وشرق سوريا وسوريا بشكل عام, موضحاً أن الهدف من ارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين هو في الدرجة الأولى كسر إرادة الشعب المقاوم والقضاء على مستقبل شعوب المنطقة، من خلال استهداف الأطفال بشكل خاص, وقال:

الدولة التركية الفاشية تنتقم لمرتزقة داعش، وتستكمل مشروعها الإرهابي.

وتابع قائلاً: القوات الروسية أكدت لنا بأن أماكن تواجد قواتهم هي مناطق آمنة ولا أحد يستطيع التعدي عليها، ونحن الآن نرى العكس تماماً، فالاحتلال التركي يرتكب المجازر فيها أمام أعينهم, وتساءل قائلاً:

:لماذا لم تدلِ الحكومة الروسية وقواتها حتى الآن بتصريح حيال المجازر التي ترتكبها الدولة التركية الفاشية بحق شعوب شمال وشرق سوريا وعفرين؟

وأدان بكر علو الصمت الدولي وصمت منظمات حقوق الإنسان حيال الممارسات العدائية والإجرامية تجاه الشعب الكردي وجميع المكونات في سوريا قائلاً

المجتمع الدولي شريك في ارتكاب المجازر.

كما بيّن بكر علو أن النظام السوري يفرض حصاراً خانقاً على مناطق الشهباء, وقال:

النظام السوري ينظر إلى مهجري عفرين على أنهم ليسوا سوريين، ويستمر بفرض الحصار إلى جانب القصف الذي يطال الأهالي من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته.

وأشار علو إلى أن الشعب السوري يعاني ظروفاً صعبة في مناطق الشهباء، ويعاني من نقص المستلزمات وعلى رأسها وأهمها الأدوية والمستلزمات التي تتعلق بالمشافي, وأن الإدارة الذاتية وبإمكانياتها الضئيلة تقف إلى جانب الأهالي في مناطق الشهباء وتقدم ما بوسعها.

وأكد علو بأن حالة معظم مصابي مجزرة تل رفعت من الأطفال والنساء غير مستقرة حتى الآن، ويتلقون العلاج في مشفى آفرين بناحية فافين.

مجزرة تل رفعت تهدف لترهيب المواطنين العُزّل

وفي موقف نادر وجديد من قبل منظمة دولية, استنكر مكتب مفوض اللجنة الدولية لحقوق الانسان في الشرق الأوسط المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي في ناحية تل رفعت بمقاطعة الشهباء، ووصفها بالبشعة وتهدف لترهيب المواطنين العُزّل, حيث أشار مكتب مفوض اللجنة الدولية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط عبر بيان له:

أن هذه المجزرة البشعة تندرج ضمن الأحداث القائمة في المناطق التي هي تحت السيطرة التركية، والتي شهدت مجازر عديدة في السابق واستعمالات لأسلحة محظورة وترهيب المواطنين العزّل.

وجاء هذا البيان بعد ارتكاب الدولة التركية المحتلة المجزرة المروعة في ناحية تل رفعت بحق المدنيين العُزّل من نازحي مقاطعة عفرين وريفها.

الصمت عن هذه الجرائم يعني الشراكة مع الاحتلال باستهداف المدنيين العُزّل

وأيضاً قالت (هدية يوسف) عضو منسقية كونكرا ستار في عفرين:

إن قصف واستهداف الاحتلال التركي ومرتزقته لناحية تل رفعت وتسببه في خسائر بشرية كبيرة ليست المرة الأولى, وإنما هي سلسلة مترابطة ومستمرة، وازدادت مع نزوح أهالي عفرين واستمرار مقاومتهم فيها منذ عامٍ ونصف.

وأدانت عدم إبداء الرأي العام ومن بينهم النظام السوري والقوات الروسية في الناحية أي موقف صريح وجاد تجاه هذه المجازر التي تُرتكب بحق المدنيين العزل، ووصفت هذه المواقف بلامبالاتهم وكأنهم شركاء في ارتكاب هذه المجازر والهجمات على الشعب سوياً مع الاحتلال التركي, وقالت:

أهالي عفرين عانوا وواجهوا الويلات عبر سياسة الاحتلال التركي ومرتزقته قبل عامٍ ونصف على أرضهم عفرين، وهذا ما أدى لنزوحهم قسراً صوب الشهباء, والحصار الذي يفرضه النظام السوري على المنطقة، ومنعه دخول الأدوية والمستلزمات لمساعدة أهالي عفرين مسؤولية كبيرة يتحملها النظام السوري تجاه ضحايا المجزرة، وصمته عن هذه الجرائم يعني شراكته مع الاحتلال باستهداف المدنيين العُزّل.

وأضافت يوسف: الأهالي باقون وصامدون في الشهباء بروحٍ وطنية وثورية، ولم يستطع أحد كسر إرادتهم، إنما يزدادون إصراراً وتمسكاً بأهدافهم ومطالبهم في تحرير عفرين والعودة إلى ديارهم مهما كلفهم الأمر، وسيبقون يقاومون بهذه الروح.

وطالبت هدية يوسف المنظمات الدولية والجهات المعنية بحقوق الإنسان والأطفال بمحاسبة الفاشي أردوغان على عدوانه وممارساته بحق الأهالي في المنطقة، وإيقافه عند حده بأسرع وقتٍ ممكن وإنقاذ حياة المدنيين في الشهباء.

كلمة المحرر:

إن سياسة الحكومة التركية اتجاه شعوب شمال وشرق سوريا تعتمد على الإبادة والمجازر, وذلك لأن هذه لشعوب استطاعت خلال عدد من السنوات أن تقدم نموذجاً للعالم عن المساواة والحرية والديمقراطية, والتي تسبب الانهيار للنظم الديكتاتورية, ولكن كل محاولات حكومة أردوغان في نسف هذا المشروع الديمقراطي لم تنجح رغم ما أصاب هذا المشروع من ضربات على الخاصرة, والدليل على ذلك  هو طلب تركيا المساعدة من دول الناتو في مغامرتها بشمال سوريا.

ولكن الرهان الحقيقي هو على تماسك الشعب والمقاومة, وبالنهاية لا بد  للحق أن ينتصر.

زر الذهاب إلى الأعلى