مقالات

مجزرة تركية بحق الدبلوماسية

قهرمان مامد

لطالما اشتهرت الفاشية التركية بمجازرها طيلة مئات السنين الماضية ولم يغب مشهد الدموية عنها يوماً وهي تمارس أبشع أنواع الإبادات والسياسات الاقصائية بحق من تتعامل معهم سواء في داخل الجغرافيا التي احتلتها أو من خلال تعاملها مع الدول والمجتمعات والجهات الدبلوماسية والانسانية.
مرة أخرى ونظام إرهاب الحزب المسمى بــ “العدالة والتنمية” يرتكب الأخطاء تلو الأخطاء والفشل نحو فشلٍ أكبر بقيادة رأس نظامه أردوغان، وذلك من خلال عجرفته وتعامله السيء السيط مع الدول والشعوب وإظهار تركيا على الساحة الدولية بأنها سيف له وقع مؤثر ومسلط على رقاب الدول والشعوب وأن تركيا لها مكانة خاصة بها في السياسة العالمية وأن كل الدول مجبرة وترمي إلى إرضاء تركيا قلباً وقالباً، فتقوم بطرد السفراء وانتهاك الأعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية بمجرد أن السفراء العشرة “كندا، فرنسا، فنلندا، الدنمارك، ألمانيا، هولندا، نيوزيلاندا، النرويج، السويد، والولايات المتحدة” زيلوا تواقيعهم على بيان المعارض ورجل الأعمال “عثمان كافالا ” للأفراج عنه.

ولذلك أوعز رأس النظام التركي أردوغان إلى وزارة خارجيته ببدء الخطوات لطرد السفراء واعتبارهم أشخاص غير مرغوبين بهم، وكأننا في مشهد أقرب الى مذبحة جماعية يرتكبها حفيد العثمانيين الجديد ومنطقه المُركز على خلق الأزمات وإحداث الشوشرات والتُرهات ليجعل من نفسه حديث الساعة والنقاشات الدولية هادفاً بذلك تجييش الرأي العام وحشد الطاقات داخل الواقع التركي الهش لإحداث طفرة جديدة تكون لصالحه في أية انتخابات تواجهه والتأثير على الأدمغة القوموية العنصرية التي تقف إلى جانبه في كل أزماته الارتجالية الفاشية.
يوماً بعد يوم يشهد الواقع التركي انزلاقاً نحو هاوية أزمات خطيرة، أولها: أزمة داخلية بنيوية مع الشعوب من خلال اتباع سياسة الانكار والابادة، وثانيها: أزمة خارجية مع الدول والجهات الدبلوماسية، والثالثة أزمة اقتصادية في خضم تدهور الليرة التركية وتفشي الفساد والمحسوبيات داخل بنية النظام الاقتصادي التركي؛ بالتوازي مع الأزمة الحدودية من خلال عربدة النظام التركي في دول حوض البحر الأبيض المتوسط بملف التنقيب البحري للنفط والغاز وتدخلاتها حتى في أفريقيا.
وبمقاربة بسيطة بين هذه المعطيات الملموسة نجد أن تركيا بفاشيتها الحالية ومنطقها الأعور أمام أزمات لانهاية لها ولا تستطيع أن تنأى بنفسها عن الصراعات والمشاكل التي خلقتها في الشرق الأوسط والعالم.


زر الذهاب إلى الأعلى