مقالات

متى تتصل بي يا فخامة الرئيس..؟

مصطفى عبدو

رغم إشارات التهدئة التي أرسلها الرئيس التركي للبيت الأبيض لكن يبدو أن إدارة بايدن تتبع سياسة تقليم الأظافر مع أردوغان.

في محاولة واضحة لإصلاح العلاقات المتوترة مع حلفائه في الناتو، يحاول أردوغان التخفيف من لهجته المناهضة للغرب والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة, ولكنه مازال يقابل بصمت الرئيس الأميركي جو بايدن.

لم يتصل بايدن بأردوغان رغم مرور شهرين تقريبا من توليه الرئاسة وهو أمر اعتبره البعض في تركيا علامة مقلقة. خاصة وأن الرئيس السابق دونالد ترامب كان قد تحدث إلى أردوغان بعد أيام فقط من انتخابات سنة 2016.

يأتي هذا في وقت لم تتضح بعد ملامح سياسة الإدارة الأميركية الجديدة حيال التعامل مع تركيا، إلا أن تصريحات أدلى بها الرئيس جو بايدن حينما كان مرشحا للرئاسة عن أردوغان، ربما ترجح أن نهج واشنطن حيال أنقرة في عهد بايدن سيكون مختلفا عن الإدارات السابقة.

وتدهورت العلاقات بين أنقرة وواشنطن اللتين كانتا تعتبران بعضهما البعض شريكتين استراتيجيتين خلال السنوات الأخيرة بسبب الخلافات بشأن سوريا وتعاون تركيا مع روسيا وبسبب التدخلات البحرية التركية في شرق المتوسط، التي وصفها المسؤولون الأميركيون بأنها تحركات مزعزعة للاستقرار.

وبعد مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” أثار بايدن غضب المسؤولين الأتراك حيث تحدث فيها عن دعم المعارضة التركية ضد “المستبد” أردوغان.

ومن جانبهم يقلل مسؤولون أتراك في تصريحات عامة من أهمية غياب المكالمات الهاتفية من البيت الأبيض، مشيرين إلى أن المحادثات تجري على مستويات أخرى. لكن مسؤولا حكوميا تركيا كبيرا تحدث لوكالة الأسوشيتد برس في وقت سابق من هذا الشهر إن مكتب أردوغان “غير سعيد” حيال ذلك.

وتُركت تركيا مع عدد قليل من الأصدقاء بسبب موجة من السياسة الخارجية الحازمة والخطاب المعادي للغرب والاستبداد المتزايد، وتتطلع الآن إلى جذب الاستثمارات الأجنبية لإنقاذ اقتصادها المضطرب.

ويرى محللون أن إعادة ضبط العلاقة ستكون صعبة نظرا إلى مجموعة القضايا التي لا تتفق فيها الدولتان، بما في ذلك قرار تركيا الحصول على نظام أس – 400 الروسي المتقدم والمضاد للطائرات، والذي تقول واشنطن إنه يشكل تهديدا لحلف الناتو وبرنامج الطائرات المقاتلة الأميركية أف – 35.

كما ويُعتبر الدعم العسكري الأميركي للمقاتلين الكرد السوريين لمحاربة تنظيم داعش نقطة خلاف أخرى. وتأكد ذلك خلال تصريح لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن العلاقات لا يمكن أن تتحسن ما لم توقف واشنطن تعاونها مع المجموعة الكردية السورية.

ومن المتوقع أن تركز إدارة بايدن على الديمقراطية وحقوق الإنسان أكثر مما فعل ترامب. فخلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أكدت واشنطن على “أهمية المؤسسات الديمقراطية والحكم الشامل واحترام حقوق الإنسان.

زر الذهاب إلى الأعلى