مانشيتمقالات

ما يحدث في أوكرانيا حرب وشيكة أم مراوغة لنيل مكاسب؟

مصطفى عبدو

يدرك الرئيس الروسي بوتين نتائج تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن بأن موسكو: “إذا قامت بغزو أوكرانيا، فإن الولايات المتحدة مع الحلفاء والشركاء سوف ترد بشكل حاسم وتفرض كلفة باهظة وفورية على روسيا”.

وعلى ما يبدو فأن بايدن لم يحسم هذا الأمر بعد وهو يتلمس المراوغة من قبل الروس فيضيف : ” الولايات المتحدة مستعدة للجوء إلى الدبلوماسية … نحن مستعدون في الوقت نفسه لسيناريوهات أخرى”.

وإن اشتعل فتيل هذا الحرب فأن هناك دول عديدة تخشى تبعاتها وتتجنب نشوبها أولها تركيا فأن أكثر ما يقلقها هي العقوبات الأميركية على روسيا وفي نهاية المطاف ستجد نفسها مجبرة على اختيار الطرف الذي ستقف معه ضد الطرف الآخر وهذا لن يكون سهلاً بالنسبة إلى تركيا لأسباب بات يعلمها الجميع.

ومن جانبها تجد إسرائيل أن الأزمة الأوكرانية قد تعرقل إستراتيجيتها تجاه سوريا وإيران وبحسب تحليل نشره موقع (بريكنغ ديفنس) :”أن الأزمة الأوكرانية قد تؤثر على إستراتيجية إسرائيل تجاه سوريا وإيران، وهي التي تتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا التي توافقها على القيام بعملياتها العسكرية في سوريا ضد المصالح الإيرانية “.

وفي حال حصول اجتياح روسي لأوكرانيا، قد تتعقد هذه العلاقات وستختار إسرائيل الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة أكبر حليف لها وعندها ستخسر علاقتها مع موسكو،وستخسر معها الشركات الروسية الكثيرة والتي تتبادل التجارة معها.

“إسرائيل تجد نفسها في وضع لا تحسد عليه”وموسكو تدرك ذلك جيداً فتحاول استغلال علاقتها المتبادلة مع إسرائيل للضغط على واشنطن والدول الغربية للحصول على مكاسب.

بكل الأحوال، لن تتراجع روسيا عن قرار الحرب دون تحقيق مكاسب وبوتين يسعى من خلال المراوغة إلى اتفاق أمني كبير منها ما تتعلق بالأسلحة النووية.ومنها تقديم الغرب لضمانات أمنية  تتضمن تعهدا بسحب قوات حلف شمال الأطلسي من شرق أوروبا وعدم التوسع بضم أوكرانيا وهذا ما ترفضه واشنطن والدول الغربية.

بالمحصلة، أن الأزمة الحقيقية بين موسكو وواشنطن ليست فقط الأزمة الأوكرانية كما يبدو للوهلة الأولى بل تتعداها إلى مناطق وأهداف أخرى، منها إعادة فرض نفوذها على الدول التي كانت تتبع للاتحاد السوفيتي السابق.

والأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة..

فهل تنجح المفاوضات مع الرئيس الروسي بوتين وبالتالي الوصول إلى اتفاق أمني جديد قائم على المصالح المشتركة ..

أم سيتم استبدال مناطق النفوذ والتبعية بين موسكو وواشنطن؟

أم أن خيار الحرب بات أمراً مفروغاً منه؟

زر الذهاب إلى الأعلى