الأخبارالعالممانشيت

مايكل روبين: تركيا ليست حليفاً للغرب ولن تكون كذلك أبداً

أوضح الباحث الأمريكي في معهد أمريكان إنتربرايز (مايكل روبين) بأن أردوغان وبعد ثمانية عشر عاماً من حكمه غيّر تركيا داخلياً وعلى المسرح العالمي, مؤكداً بأن  طموح أردوغان أكبر من مجرد إحياء الدولة العثمانية وجعل تركيا لاعباً إقليمياً مهماً, بل يسعى إلى إعادة تشكيل نظام ليبرالي بعد الحرب العالمية الثانية.

جاء لك في مقالة كتبها روبين لمجلة  national interest الأمريكية, حيث أضاف في مقالته:

للقيام بذلك يرفض أردوغان الدبلوماسية، ويبادر في الهجوم, ويعتمد على تقاعس الغرب, فقد شكك على سبيل المثال في شرعية معاهدة لوزان لعام 1923 التي تحدد حدود تركيا, وينشر خرائط تدمج أراضي الجيران في أراضي تركيا الكبرى, في حين برر أردوغان تدخل تركيا في سوريا بأنه مكافحة للإرهاب وقامت قواته بعد ذلك بتطهير عرقي للمناطق الكردية، وفتحت مكاتب بريد تركية، بل وأصدرت بطاقات هوية تركية لمن هم تحت احتلالها.

وأكد روبين بأن الشيء نفسه ينطبق على العراق, حيث قال:

 لم يكتف أردوغان بإحياء مزاعمه القديمة بحقه في الموصل وكركوك الغنية بالنفط منذ ما يقرب من قرن من الزمان فحسب، بل نشر أيضاً 1150 جندياً في الأراضي العراقية, وعمليات التوغل المتكررة مستمرة في حين أن عمليات الانسحاب نادرة.

وتابع روبين:

إن العداء التركي يضع بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط ​​على حافة الهاوية, فالقوات التركية تهدد الجزر اليونانية وتتحدى المناطق الاقتصادية الخالصة في البحر المتوسط, ومع اقتراب احتلال تركيا لشمال قبرص من نصف قرن، قام أردوغان بتمزيق الوضع الراهن, فقد قام بزيارة إلى فاروشا في تحد لقرارات الأمم المتحدة, وحوّل مطار ليفكونيكو المحتل إلى قاعدة لطائرات بدون طيار تضع شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وكثير من بلدان شمال إفريقيا في مرمى اعتداءاته, كما سهل اجتياح المستوطنين الإسلاميين مجتمعات القبارصة الأتراك, والآن الطائرات بدون طيار والجهاديون يدفعان بأجندته, فقد أنقذت الطائرات التركية بدون طيار والميليشيات المرتزقة المجندين في سوريا التابعين له حكومة السراج الإخوانية الليبية من هجوم تدعمه مصر, كما دعمت القوات الجوية التركية والجهاديون أنفسهم هجوماً أذربيجانياً مفاجئاً على ناغورنو كاراباخ المأهولة بالأرمن في الذكرى المئوية للغزو العثماني السابق لأرمينيا, واستولى أردوغان على مدارس تابعة لحليفه السابق فتح الله غولن وحوّلها إلى حاضنات لأجيال أكثر تطرّفاً, وهناك أمور لا يريد أردوغان القيام بها رسمياً كغسيل الأموال لحركة حماس, وسوف يكلف شركة (سادات) الأمنية للقيام بهذه المهمة.

وفي ختم مقالته قال روبين:

 إن إنكار الواقع أمر خطير, لقد تغيرت تركيا بعد أن حكم أردوغان لما يقرب من عقدين من الزمن، أنشأ أردوغان جيشاً جديداً على شاكلته, وإن الاعتقاد بأن تركيا ستعود إلى سابق عهدها بعد وفاة أردوغان أو ذهابه أمر ساذج, فقد قام أيضاً بتلقين أكثر من ثلاثين مليون تلميذ منذ أن أصبح رئيساً للوزراء.

وأضاف: تركيا ليست حليفاً ولن تكون كذلك أبداً, لقد حان الوقت للتحقق من القوة التي تسعى لممارستها على المسرح العالمي دبلوماسياً واقتصادياً، وعسكرياً أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى