الأخبارالعالم

مايكل روبين: الإيزيديون أصبحوا أرمن هذا القرن

أشار الدبلوماسي الأمريكي السابق “مايكل روبين” إلى أن الأتراك قتلوا ما يزيد عن مليون أرمني وشردوا عدداً أكثر من ذلك في السنوات الأخيرة للإمبراطورية العثمانية، موضحاً بأنه نتيجة لهذه الإبادة الجماعية تمتلك تركيا اليوم جزءاً كبيراً من الأراضي التي كانت تابعة لجمهورية أرمينيا المستقلة بعد الحرب العالمية الأولى.

وأكد روبين في مقالة له على موقع Washington examine الأمريكي بأن قيام الأتراك العثمانيين بالتطهير العرقي للأرمن هو الذي دفع الحكومات التركية المتعاقبة العلمانية والدينية على حدٍ سواء، إلى إدراج هذه التكتيكات في سياستها.

حيث قال روبين في مقالته:

 بينما يسعى أردوغان إلى كسب الثناء الدولي لاستضافته ملايين اللاجئين السوريين، فإن أفعاله ليست إيثارية أو إنسانية, فهو لا يستخدم التهديد بورقة اللاجئين فقط لانتزاع التنازلات من الدول الأوروبية كسلاح، ولكنه يمنح الجنسية لللاجئين العرب السنة لتقليل السكان الكرد والعلويين في تركيا, إذ يحتقر الطائفيون أمثال أردوغان النزعة العلوية التي هي طائفة شبيهة بالشيعة تستقر في أجزاء من شرق ووسط تركيا.

وأشار روبين إلى أن أكثر ضحايا الإبادات الجماعية هم  الإيزيديون, موضحاً بأن الولايات المتحدة تاريخياً تجاهلت هذا الطائفة التي يمتد سكانها تقليدياً إلى المنطقة التي تلتقي فيها تركيا وسوريا والعراق, والذين  تصدّروا عناوين الصحف في عام 2014 عندما اجتاح عناصر تنظيم داعش الإرهابي مناطقهم التقليدية، وذبحوا الرجال الأيزيديين واغتصبوا واستعبدوا النساء والأطفال.

وأضاف روبين في مقالته:

لا يزال العديد من الأيزيديين في الأسر, أثناء زيارتي للمنطقة على بعد أميال فقط من الحدود السورية، التقيت بأيزيديين أظهروا لي مقاطع فيديو لأقارب لهم أسرى في المناطق السورية التي تسيطر عليها المجموعات التابعة لتركيا، ورفض دبلوماسيون أمريكيون مقابلة الأيزيديين أو مشاهدة مثل هذه مقاطع الفيديو, وتكلفة هذه اللامبالاة والرفض تجاوزت معاناة الفتيات الإيزيديات لسنوات أكثر من الاغتصاب والخطف, ففي السنوات الأخيرة شنت تركيا حملة قصف لا هوادة فيها ضد القرويين والمزارعين الإيزيديين في منطقة شنكال شمال غرب العراق, وبينما يتحجج الدبلوماسيون الأتراك بحملة مكافحة الإرهاب، فإن الحقيقة هي أن الأهداف في كثير من الأحيان هم المزارعون والأسر, ويبدو أن القصف التركي الذي يتم غالباً بطائرات حربية أمريكية أو طائرات بدون طيار بقطع غيار أمريكية يهدف إلى منع أي عودة للإيزيدين إلى مناطقهم, وفي حين أن الاعتداءات التركية تمثل انتهاكات شبه يومي للسيادة العراقية، فإن قبول رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بها يظل وصمة عار أخلاقية في سجله.

وأشار روبين إلى أن القصف التركي للمجتمعات الإيزيدية تصاعد  في ظل الأزمة الأوكرانية والقتال ضد داعش الحدثان اللذان شتتا انتباه العالم, وقال:

 في 1 و 2 شباط على سبيل المثال أقلعت 60 طائرة من القواعد الجوية التركية برفقة طائرات بدون طيار، وقصفت هذه الطائرات ما يقرب من عشرين موقعاً في جميع أنحاء شنكال، مما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين في جميع أنحاء المنطقة, والمسؤولون المحليون في شنكال يؤكدون بأن الأهداف التركية هي إرهاب السكان المحليين ومنع عودة الكرد الأيزيديين إلى منطقة يسعى القوميون الأتراك بشكل متزايد إلى ضمها لتركيا.

واختتم روبين مقالته بالقول:

إن الرد الضعيف من قبل واشنطن والمجتمع الدولي يشجع تركيا ببساطة على زيادة هجماتها, وقد يتحدث بايدن عن انتهاكات تركية جديدة لحقوق الإنسان، لكن أردوغان يقدر بأن خطاب البيت الأبيض فارغ, ويعتقد أن سياسة الإبادة الجماعية تعمل وتنجح  بالنسبة لتركيا، وبالتالي أصبح الأيزيديون أرمن هذا القرن.

زر الذهاب إلى الأعلى