مقالات

ماذا في جعبة أردوغان …!!!

محمد أمين عليكو

محاولات حزب العدالة والتنمية AKP إعادة العلاقات مع الدول العربية وعلى رأسها مصر والسعودية بعد تدهور العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة والقاهرة من جهة وبين أنقرة والرياض من جهة أخرى على خلفية التدخل التركي في قضايا الدول العربية واحتضانها للجماعات الإسلامية المتشددة

“الإخوان المسلمين الإرهابية”، إضافة إلى الكثير من الملفات التي لم تعد خافية على أحد مثل “دعم المجموعات الإرهابية في ليبيا وسوريا والعراق وقضية جمال خاشقجي واعتبار وصول الرئيس السيسي إلى الحكم انقلاب عسكري والتدخل في شؤون مصر الداخلية.

إن سلوك الرئيس التركي وجماعته الحاكمة واستعدادهم لتقديم التنازلات والتفريط بعلاقاته في أي لحظة يشي بأنه يسعى إلى تحقيق مشروعه التوسعي في المنطقة بشكل عام.

لكن الحقائق التاريخية تثبت بأنه ليس لدى أردوغان المجرم ما يقدمه للدول العربية والخليجية التي بدورها لم تعد تثق بسياسات تركيا الإرهابية في المنطقة، من تدخلاتها في شؤون الدول ودعمها للإرهاب المنظم ” داعش، وجبهة النصرة، وجميع تشكيلات الإخوان المسلمين الإرهابية”، كما أن غالبية الشعوب العربية تعرف جيداً بأن إردوغان لا يؤتمن كأي إخواني إرهابي، ولذلك يتم التعامل معه بحذر شديد ودراية كاملة.

والهدف الحقيقي من خطوات إردوغان هذه هو أنه خسر حليف مهم في هذه المرحلة لتنفيذ مخططاته العدائية والتوسعية في المنطقة، هذا الحليف الأول هو إيران.

لم يعد إردوغان بحاجة إلى طهران مع استعداد إدارة الرئيس جون بايدن للتفاوض مع إيران بشكل مباشر، وطهران تدرك جيداً أن إردوغان وسياساته هي انتهازية والتي طالما استفادت منها أحياناً وتضررت منها كثيراً أحياناً أخرى، وتأتي رسائل إردوغان ومجاملته لدول الخليج ومصر على حساب العلاقة مع ايران.

أما الهدف الأهم والأساسي الذي يسعى إردوغان إليه، هو حصوله على ضوء أخضر أو غض الطرف من قبل الدول العربية وعلى رأسها مصر و السعودية عن احتلال مناطق في سوريا وتدخله السافر في العراق وحربه الوحشية على مناطق “الدفاع المشروع” في ظل تصريحات وبيانات الدول العربية ومعها إيران أيضاً التي تؤكد أن تركيا تحتل أجزاء من سوريا، واليوم هناك جهود كبيرة من قبل الدول العربية لاستعادة سوريا إلى الحاضنة العربية، والتي تعتبر إشكالية حقيقية وكارثة أمام المشروع التركي الإخواني في المنطقة، كما هو الحال في ليبيا، لن يكون أي تسوية من دون سحب الإرهابيين والمسلحين الذين أرسلهم إردوغان، وانطلاقاً من ذلك ومن خلال المتابعة فإن العرب لن يتوانوا عن الضغط لإخراج القوات التركية ووقف تدخلاتها في قضايا المنطقة.

أردوغان يبحث عن مخرج لأزمته الداخلية، وبعدما انهزمت قواته في جبال كردستان “حفتاتين وكارى، واليوم في جبال متينا وآفشين وزاب” و فشله في ضرب مشروع الأمة الديمقراطية بكافة الأساليب والطرق الإرهابية عبر ” احتلال مناطق، والقصف اليومي على شمال و شرق سوريا، وقطع مياه الفرات و دجلة ” والكثير الكثير من الأعمال الإجرامية، لذلك يسعى إلى الإسراع في تقديم التنازلات للخروج من الحصار الداخلي والخارجي في منطقة الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي.

نعم لا يوجد في السياسة “تحالفات دائمة ولا خلافات أبدية” هناك لغة مصالح فقط تفرض نفسها في التغيرات.

مصالح حزب العدالة والتنمية AKP  وحليفه الحركة القومية المتطرفة هي فقط في محاربة وإبادة الشعب الكردي وإنهاء وجوده.

لا يوجد في جعبة إردوغان سوى الإرهاب الأسود والإجرام المنظم تجاه شعوب المنطقة والعالم ولا أمان له، فهل تدرك الحكومات والمنظمات العربية ذلك؟

زر الذهاب إلى الأعلى