مقالات

ماذا فعلت روسيا بسوريا ؟!

محمد أمين عليكو

منذ أن بدأ السلاح الجوي الروسي بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية بتاريخ 30 سبتمبر 2015 بطلب ومناشدة من رأس النظام البعثي، بدأت الويلات وازدادَ الطين بلة على اقتسام الكعكة السورية التي بدأت محاصصتها من قبل مرتزقة المعارضة الاخوانية بدعم تركي قطري بشكل مباشر ثم جاء دور الدب الروسي بتدخله المدروس وإفساح المجال لأقزامها المتمثلة بحزب العدالة والتنمية التركي والكثير من أتباع الاخوان المسلمين.

التنسيق الروسي التركي في أعلى المستويات، فلن ندخل في تفاصيل الأسماء والتي باتت مكشوفة ومعروفة لدى المواطن المسكين الذي أصبحت على رقبته السكين من قبل مسببي الأزمة الحقيقين:

1- النظام البعثي الذي لا يقبل أي حل من الحلول ولا يقبل الطرف الآخر خوفاً على الكرسي الذي صنعه من جماجم السوريين منذ عقود، إضافة الى ميليشياته العسكرية (الشبيحة ومفرداتها ).

2- الائتلاف الاخوانجي الإرهابي، فبعد تحول مسار الثورة السورية في الأشهر الاولى من 2011 أصبح أداة رخيصة لدى السلطان العثماني وكل هَم هذا الائتلاف هو ضرب أي مشروع يكون بقيادة الكرد.

3- إيران وميليشياتها الطائفية من حزب الله اللبناني والعراقي والمسميات الأخرى المنتشرة في كل زقاق والتي تعمل ليلاً نهاراً على تجنيد السوريين ليكون ولاءهم للخميني وطهران أكثر من تراب سوريا.

4- تركيا رأس الحربة للأزمة السورية الممنهجة والتي تعمل بمنهجية تطبيق مشروعها في المنطقة أَلَا وهو الميثاق الملي وعودة أمجاد السلطنة العثمانية الحالمة وضرب الشعب الكردي أينما وُجد.

فسرقت المعامل في حلب والآثار في تدمر وهجرت الأهالي من عفرين وتل أبيض ورأس العين بعد احتلال مدنهم وقراهم، والآن تعمل على تغيير المنطقة ديمغرافياً بكافة الأساليب.

كل ما تم ذكره هو بإيعاز وضوء روسي الذي يبحث بأي شكل من الأشكال حتى لو كانت على حساب الدم السوري لتنفيذ مصالحها.

الوضع الحالي في مناطق النظام السوري:  

طوابير من المواطنين بين مسن وطفل وامرأة من أعمار مختلفة يقفون في طوابير لا نهاية لها, حتى أصبحنا البلد الأول في الطوابير، طابور لأجل الخبز، الغاز، المازوت، السكر ،الحليب ،الرز،…؟؟

 وطابور لأجل الموت حين لا تسعف الحياة مواطن لا قوت له، أضف إلى ذلك سرقة حكومة دمشق للشعب السوري والتي أصبحت علناً عبر الغرامات والضرائب والرسوم والتي طالت الموظف والعامل والمواطن والنتيجة كانت هذه الطوابير التي لا تنتهي على امتداد جغرافية (مناطق النظام) المنشودة أو ما تبقى من الوطن حتى أصبح بلدنا عبارة عن طابور.

فمنذ تدخل روسيا بشكل صريح في سوريا والبلد يدخل في مشاكل اقتصادية، بيئية، عسكرية، بنيوية !! وهذا ما أكده السفير الروسي الكسندر يفيموف في تصريحات له في 11 شباط 2021 “بأن الوضع الاجتماعي والاقتصادي اليوم في سوريا صعب للغاية وربما يكون هو الأصعب على مدار سنوات الصراع”، ويتناسى السفير أن سياسات دولته أدت إلى الوضع القائم وذلك عبر السماح للاحتلال التركي بالعبور إلى الأراضي السورية وخلق الازمات فيها ليصبح الدم السوري بأرخص الأثمان نتيجة سياسات بوتين وصديقه الإرهابي اردوغان القمعية في الداخل وتدخل عنيف في الخارج.

لماذا فعلت روسيا..؟؟

1- لحماية مصالح روسيا في سوريا، حيث أن لدى موسكو مصالح اقتصادية وعسكرية كبيرة ( موطئ القدم الوحيد لروسيا في الشرق الأوسط وخاصة في محافظة طرطوس).

2- الحفاظ على المصالح الاستراتيجية، كانت رسالة بوتين واضحة للعالم بتدخله في سوريا مفادها أن روسيا لا تزال قوة يعتد بها على الساحة الدولية وخاصة بعد الإطاحة بحلفاء أمثال صدام حسين.

3- قتال الجماعات الاسلامية التي استهدفتها روسيا ومنهم الشيشان منذ العام 1990

4- رفع الدعم للرئيس بوتين داخليا، حيث العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا بعد ضمها لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا وتدني أسعار النفط، دفع الملايين من المواطنين الروس للدخول في الطبقة الفقيرة، وأن العمليات العسكرية والسياسية في سوريا تشغل الناس عن الأوضاع الداخلية السيئة.

5- الساحة السورية أصبحت، مكان الأمثال لبيع الأسلحة حيث أن العمليات الروسية في سوريا وعمليات استعراض الأسلحة من طائرات وصواريخ وأنظمة عسكرية تُعتبر دعاية للتصنيع العسكري الروسي على حساب الدم السوري وبقاء النظام البعثي.

إن تأزم الوضع المعيشي في سوريا تزامَنَ مع تدهور قيمة الليرة السورية إلى مستوى غير مسبوق في تاريخ سوريا، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار لاسيما المواد الأساسية في حياة المواطن السوري الذي يعيش الجوع والبرد نتيجة السياسات الروسية القذرة ضد المواطن السوري والتي تخدم النظام الاستبدادي والمحتل التركي ومرتزقته من الائتلاف السوري.

فليعلم المواطن السوري إن كل المؤتمرات والاجتماعات واللجان والوفود والمنصات ومنها( استانا وسوتشي التي شرعت للإرهاب والاحتلال التركي لسوريا واللجنة الدستورية هي عبارة عن أدوات بيد الاستخبارات التركية والروسية وأصدقاء الشعب السوري) في الواقع الحقيقي خُلقت لتعقيد الأزمة والوضع السوري.

الحل يكون بيد السوريين فقط، دون النظر إلى عرقه أو مذهبه أو دينه أو لونه أو لغته، ويكون الهدف هو بناء سوريا تعددية ديمقراطية لا مركزية، سوريا لكل السوريين.

لذلك هل يدرك المواطن السوري، ماذا فعلت وتفعل روسيا بسوريا..؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى