آخر المستجداتالأخبارروجافاسورية

ماذا بعد التفاهم بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية ؟

تقرير:مصطفى عبدو

بعد التهديدات التركية بشن عملية عسكرية على الأراضي السورية وحديث رأس النظام التركي أردوغان عن العملية المزمع القيام بها بأنها ستكون عملية (يفهمها المجتمع الدولي)، صرّح المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف:”بأن روسيا تعتبر أية عملية عسكرية تركية محتملة في سوريا عملاً غير حكيم لأنها قد تتسبب في تصعيد الوضع وزعزعة الاستقرار، ولن تحل أي مشكلات وإنما ستخلق تهديدات جديدة لأمن تركيا ومثل هذه العملية لن تكون في مصلحة سوريا، أو تركيا، أو إيران، أو العراق”.

أما إيران فقد أكدت ضرورة حل مخاوف تركيا الأمنية في الشمال السوري، وفق ما صرح به وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، عقب لقائه مع نظيره التركي جاويش أوغلو،وقال عبد اللهيان،إن مخاوف تركيا الأمنية في سوريا يجب حلها بشكل فوري ودائم.

وفي 28 من أيار الماضي، كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية خطيب زاده قد أعلن عن رفض بلاده للعملية العسكرية التركية المحتملة في شمالي سوريا، مصرحًا حينها بأن “إيران تعارض أي عمل عسكري واستخدام القوة على أراضي كل الدول بهدف تسوية الخلافات، وتعتبره انتهاكًا لوحدة أراضي هذه الدول وسيادتها الوطنية”.

من جانبها أعلنت الخارجية الأمريكية تخوّفها من العملية العسكرية التركية في سوريا،عبر المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، سامويل وربيرغ الذي قال في حديث للصحف: في الوقت الحالي نحن على تواصل مع المسؤولين الأتراك، وقد عبرنا عن مخاوفنا بشأن التصعيد العسكري والمخاطر التي يحملها في تلك المنطقة، وسنستمر في هذه المشاورات”.

وأضاف أما بالنسبة لمخاوف تركيا الأمنية، فتتفهمها الإدارة الأمريكية بشكل كبير ولذلك نجري اتصالات الآن مع المسؤولين الأتراك لسماع مخاوفهم ومشاركة آراء الطرف الأمريكي.

هذا ويرى عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، ليندسي غراهام والذي يخطط للسفر إلى المنطقة قريباً أنه يجب على الكونغرس والرئيس الأمريكي بايدن العمل معاً لإيجاد حل في سوريا قبل فوات الأوان.

وحذّر غراهام من تصاعد نشاط “داعش” في شمال وشرق سوريا، وأن أية عملية تركية قد تساعد داعش في التصعيد من جديد.

ويشير السيناتور: “التحدي الذي يواجهنا في المضي قدماً هو كيف ندعم أولئك الذين ساعدونا في تدمير خلافة داعــش دون تقويض الأمن القومي التركي؟

وزاد السيناتور أنه “من الضروري أن نعترف بمخاوف تركيا، وأن ننشئ مناطق عازلة بينها وبين أولئك الذين ساعدونا في تدمير الخلافة وندعمهم، ونضمن عدم ظهور داعــش مرة أخرى”.

ودعا السيناتور:”حان وقت العمل. ستكون عملية حل هذه المشكلة صعبة، لكن العمل على إيجاد حل أفضل بكثير من تجاهل المشكلة “.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” عن موقفها من العملية العسكرية، من خلال تصريحات القائد العام، مظلوم عبدي، الذي أكد استعداد قوات سوريا الديمقراطية للحوار مع الجميع للحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستعداد قواته لمواجهة أي عمليات عسكرية تبدأها القوات التركية على الأراضي السورية.

التفاهم بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية

يجري الحديث اليوم عن وصول الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا إلى تفاهم مع الحكومة السورية لدرء الأخطار والوقوف في وجه التهديدات التركية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

وفي حديث صحافي أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية بدران جيا كرد أنهم بحثوا مؤخراً مع حكومة دمشق حماية الحدود السورية التركية شمال البلاد، مضيفاً أنه «يوجد تفاهم بين الإدارة ودمشق على حماية الحدود منذ عام 2019، والآن يتم النقاش بوساطة روسية لتوسيع ذلك التفاهم بما يخدم مصلحة المنطقة والاستقرار فيها». ولفت جيا كرد إلى أنهم بحثوا خلال هذه النقاشات توسيع تلك التفاهمات لحماية الحدود لردع أي هجوم تركي محتمل.

وأضاف جيا كرد: «كان لا بد أن تكون هناك مواقف واضحة من دمشق إزاء هذه التهديدات سيما في موضوع السيادة، وضرورة التصدي لأي توغل تركي كونه يستهدف عموم سوريا ويشكل خطراً على وحدتها واستقرارها ومستقبلها».

في سياق متصل قال عضو هيئة الرئاسة في حزب الاتحاد الديمقراطي آلدار خليل لقناة روسيا اليوم أن “هناك جهود تبذل لإنشاء غرفة عمليات عسكرية مشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام السوري لردع أي عملية عسكرية تركية مرتقبة”.

ومن الجانب السوري نقلت جريدة الوطن السورية عن فيصل المقداد وزير الخارجية السوري حول التهديدات التركية إنه :”عندما يهدد النظام التركي بالعدوان علينا، يجب أن نكون مستعدين لمواجهة كل التوقعات”.

الحكومة السورية تستعد لمواجهة التهديدات

تدفع قوات الحكومة السورية بالمزيد من أسلحتها الثقيلة من عربات ومدرعات عسكرية ودبابات إضافةً إلى راجمات صواريخ وجنود إلى مطار «منغ» العسكري قرب بلدة تل رفعت الاستراتيجية بريف حلب الشمالي خلال الأسابيع القليلة الماضية، كما وصل يوم أمس تعزيزات عسكرية جديدة إلى محاور القتال مع مرتزقة الاحتلال التركي، بريف حلب الشمالي، كما تضمنت التعزيزات مواد لوجستية وعتاد عسكري بالإضافة إلى ذخيرة كبيرة تم نقلها إلى مطار منغ عن طريق طائرات مروحية روسية.

وتزداد تساؤلات الشارع السوري حول مدى إمكانية تجاوز التفاهم العسكري بين قوات سوريا الديمقراطية ( قسد) والحكومة السورية إلى تفاهم سياسي في وقت تتمسك كلا من حكومة دمشق و”الإدارة الذاتية” برؤيتهما للحل ،وأين يكمن الدور الروسي في ذلك؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى