مانشيتمقالات

مآلات الحرب المحتملة في أوكرانيا على الشعب الكردي “شعوب المنطقة”

نعيمة عبداللطيف

تزيد وتيرة الصراع بين القوتين العظميين من حربٍ محتملة جراء التوترات في أوكرانيا ومحاولة روسيا غزو الأخيرة، وفي حال غزوها ونشوب حرب بين كل من روسيا وحليفتيها الصين وايران والحلف الغربي الذي يقوده أميركا على أرض أوكرانيا، والتي تنذر بحرب شاملة على الصعيد العالمي، ستكون لها عواقب وخيمة على الجميع؛ لأن رحاها تدور بين قطبين كل منهما يمتلك ترسانة هائلة من الأسلحة المتطورة وخاصة أسلحة الدمار الشامل “النووية والكيمائية والبيولوجية”.

وهذه الحرب إذا بدأت شرارتها بين القوتين الموجودتين في الشرق الأوسط الذي يعاني دوله أساساً من حرب مستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن كــ (اليمن وليبيا والعراق وسوريا) التي تُعتبر مركز هذه الحروب  نتيجة لتمركز العديد من القوى وتشابك المصالح وخاصة الدولة التركية (الجارة) والتي تحارب يميناً وشمالاً وتركز حربها على الحركة الكردية في جبال كردستان ومنطقة شنكال وكذلك الثورة القائمة في روج افا “شمال وشرق سوريا” والشعب الكردي وشعوب شمال وشرق سوريا وقواتها QSD المتشكلة من أبناء جميع  مكونات المنطقة

ومع تواجد الدولتين المتحاربتين فعلياً على الارض السورية ألا وهما روسيا الداعمة لحكومة دمشق لأسباب عدة، وأمريكا التي تتنشر في شمال وشرق سوريا والتي تتحدث عن هدفها الأساسي وادعائها محاربة الفصائل الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الذي تدعمه الدولة التركية بهدف القضاء على الثورة في شمال وشرق سوريا ومكتسبات الشعب الكردي واحتمالية نشوب هذه الحرب في أوكرانيا، ما هو دور تركيا بزعامة أردوغان الذي يسعى لتحقيق هدفه وهو احتلال شمال العراق وكذلك شمال وشرق سوريا وتحديداً ماذا سيكون مصير الكرد الذين دفعوا ثمناً باهظاً وسيدفعون المزيد جراء هذه الحرب المحتملة وانشغال القوى والرأي العام العالمي بتلك الحرب،

 فاستخدام تركيا للأسلحة الكيماوية الممنوعة دولياً في جبال كردستان وشنّ الهجمات شبه اليومية في مناطق روج افا وشنكال ولم تسلم من ضرباتها حتى اللاجئين الفارين من ظلم واضطهاد الدولة التركية إلي شمال العراق في مخيم مخمور.

إن الدولة التركية وحكومة أردوغان لا تفوت أية فرصة لشن وتكثيف هجماتها و وحشيتها واستغلالها لارتكاب المجازر بحق الشعب الكردي للوصول بأطماعها في احتلال جغرافية دول الجيران وخاصة مع وجود نضال كردي في روج افا المتمثل بثورته منذ عَقْدٍ ضد المجموعات الإرهابية التي تدعمها وتحميها حكومة أردوغان في المناطق التي تسيطر عليها، ومحاولة إخراج وتهريب آلاف الإرهابيين القابعين في السجون التي تديرها الادارة الذاتية في شمال وشرق السوريا والذين يحاولون الفر ار متوجهين إلى السلطنة الداعشية وأميرها اردوغان,

 إذاً لن تدخر الحكومة التركية أي جهد لضرب الشعب الكردي والقوات الكردية وذلك بدعم ومساعدة ومساندة هذا الكم الهائل من الارهابين والقوى المتطرفة للخروج وانتشارها في دول المنطقة والعالم أجمع، وعندها ستحدث مجازر مروعة تكون البشرية بغنى عنها، وقد تكون هذه المخططات والسيناريوهات جزءاً من أحداث كثيرة ستشهدها البشرية، وقد يكون الشعب الكردي المتضرر الأكبر من احتمال اشتعال حرب جديدة ومباشرة بين القطبين العالميين بقيادة بوتين وجو بادين، لكن الشعب الكُردي كما الشعوب التي ناضلت لنيل حريتها سيقاوم حتى الوصول إلى حقوقه المسلوبة، من قبل الدول التي تقاسمت أرض كردستان، في الحرية والعيش المشترك وبناء الديمقراطية الحقيقية في الشرق الأوسط ولن تحيده أي قوة في العالم عن تحقيق هذا الهدف.    

زر الذهاب إلى الأعلى