حواراتمانشيت

لينا بركات: نؤكد على دور المرأة بالمشاركة في أي عملية سياسية

ــ المؤتمرات التي تُعقد خارج أراضي سوريا تُلبي مصالح الدول العظمى، أما الشعب السوري فلا أظن أن هذه المؤتمرات تقدم حلول من أجله.

ــ أهدافنا هو المشاركة في حل الأزمة السورية سلمياً لهذا لا يوجد بديل عن التفاوض وعن الحوار السوري ـ السوري بين القوى السورية الموجودة على الأرض.

ــ زيارة إلهام أحمد خاصة وهي “أنثى” هذا بحد ذاته يعطي الكثير لدور المرأة في صياغة التفاهمات الأساسية التي ستتم.

ــ كنساء نثمن فكر القائد ونعمل به من أجل تحقيق حرية المرأة.

ــ حرية المرأة ليست فقط بضعة قوانين ومواد تُعدَّل في الدستور، لكن كما قال القائد بأن المرأة هي الأصل في كل شيء وفي الحرية أيضاً.

صحيفة الاتحاد الديمقراطي في حوارٍ مع لينا بركات المنسقة العامة لمجلس المرأة السورية.

إليكم نص الحوار:

في مجلس المرأة السورية، هل تعوِّلون على المؤتمرات الخارجية التي لم تفضِ إلّا إلى أزمات أخرى في الأزمة السورية؟

طبعاً بعد ثمانية أعوام من الأزمة في سوريا نجد أن الصراع تحول من حراك ثوري إلى حرب عالمية ثالثة تدور رحاها على الأرض السورية أي بمعنى “الحرب العالمية الثالثة هو صراع قوى إقليمية ودولية وخاصة بعد تواجد العديد من الدول كـ “إيران وتركيا وفصائل مسلحة تابعة لأجندات غير سورية” كل هذا موجود على الأرض السورية.

أما بالنسبة لروسيا وأمريكا هما القوتان العالميتان الأكثر تأثيراً فيما بينهما من صراعات وللأسف آثار هذه الصراعات تظهر على الأرض السورية، لذلك المؤتمرات التي تُعقد خارج أراضي سوريا تقضي مصالح هذه الدول فيما بينها، أما الشعب السوري فلا أظن أن هذه المؤتمرات تقدم حلولاً من أجله وخاصة عندما يتم إقصاء من يمثلون مناطق واسعة من الأرض السورية، وخاصة مجلس سوريا الديمقراطية ومكونات المنطقة الموجودة والإدارة الذاتية الديمقراطية التي يتم اقصائها بطريقة واضحة وتهميش أي مكون من المكونات الموجودة فيها والتي أثبتت وجودها بالفعل وحاربت الإرهاب بالنيابة عن العالم أجمع ودحرت القوى الإرهابية المتمثلة بتنظيم داعش، لذلك نحن لا نعول كثيراً على هذه المؤتمرات.

وأكدت بركات: من الضروري نكون مشاركين لإبداء وجهة النظر من أجل إيضاح الفكر الموجود في شمال وشرق سوريا، مشروع العيش المشترك، السلم الأهلي، وتقديم النموذج بشكل صحيح وليس بشكله المشوه كما يروِّج له البعض في الخارج.

عن أُفق الحل الذي تقدمونه بغية حل الأزمة السورية وحماية وصون حقوق المرأة في الدستور، كيف تقيمون ذلك؟

نحن بمحلس المرأة السورية من أهم أهدافنا هو المشاركة في حل الأزمة السورية سلمياً؛ لهذا لا يوجد بديل عن التفاوض وعن الحوار السوري ـ السوري ـ بين القوى السورية الموجودة على الأرض، لذا لا نريد مؤتمرات خارجية تضع مصالحها قبل مصلحة الشعب السوري.

طبعاً جرى جولتين للحوار السوري ـ السوري في عين عيسى ويتم الآن التحضير للجولة الثالثة من أجل الحوار ما بين القوى العلمانية وتوحيد توجهات هذه القوى من أجل إيجاد حل حقيقي للإنسان السوري الذي أنهكته الحرب والصراع ويعاني الآن من أزمات شديدة سواءً من ناحية الخدمات أو الأزمة الإنسانية التي نراها والتهجير، وخصوصاً النازحين في دول الجوار لاحظنا في هذا الشتاء المعاناة التي عانى منها الشعب السوري، لذا نرى من حقهم أن يكون هناك حل يؤدي بالنازحين في العودة إلى ديارهم مُكرَّمين، ويكون هناك نظام وحُكم يليق بالشعب السوري بعد المعاناة التي عانوها خلال العقود الماضية وليس فقط في السنوات الثمانية الماضية.

مجلس المرأة السورية كيف يقيّم زيارة إلهام أحمد إلى الخارج؟

أي علاقة تتم الآن وتوسيع العلاقات الدبلوماسية مع الدول والقوى الخارجية مهم جداً لإيصال الصورة الصحيحة للمشروع القائم في المنطقة وخاصة نضال المرأة؛ مثلاً “زيارة إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية” خاصة وهي أنثى “امرأة” هذا بحد ذاته يعطي الكثير والدليل الواضح للمرأة في هذا الصراع الدائر بالمنطقة، ودور المرأة في تحقيق الاستقرار وفي صياغة التفاهمات الأساسية التي ستتم على الأرض السورية، ونؤكد على ضرورة مشاركة المرأة في عملية التفاوض التي ستجري في الداخل أو الخارج، لهذا نؤكد على ضرورة وجود المرأة وتمثيلها تمثيلاً عادلاً من أجل صياغة الدستور.

وحول قائمة المشاركين في الدستور قالت بركات:

رأينا قبل مدة من الزمن أنه تم تسريب قائمة للمشاركين في اللجنة الدستورية ونلاحظ هناك تهميش للنساء الموجودات في المنطقة ونلاحظ أيضاً ضعف التمثيل النسوي في هذه القوائم من أصل 150 اسم لا يوجد سوى 30 اسم، السؤال هنا؛ إذاً ما هي الحقوق التي تستطيع المرأة تثبيتها؟ وماهي المواد الدستورية التي تستطيع المرأة أن تفرضها لتكون موجودة في هذا الدستور؟؟ لذا نطالب بالتمثيل النسوي العادل وأن تنال المرأة حريتها.

أضافت بركات في سياق حديثها أصبح تعداد النساء 70% من السكان الموجودين على الأرض السورية، لذا من حقها أن يكون لها دور حقيقي في حل الأزمة وأن تكون مشاركة بأي عملية سياسية تجري في المنطقة.

ماذا يعني القائد عبدالله أوجلان للمرأة؟

نحن الآن على أبواب الذكرى السنوية العشرين لاعتقال القائد الأممي والإنساني عبد الله أوجلان, ونحن كنساء نثمن ونقدر كثيراً فكر هذا الإنسان الذي حلَّ قضية المرأة بواقعية, وكشف ماهية وحقيقة هذه القضية, وكيف أن المرأة هي أول من استُعبدت عبر التاريخ وعانت من التمييز والتفرقة الجنسية, والظلم الذي طال المرأة, لذلك نحن كنساء نثمن فكر القائد ونعمل به من أجل تحقيق حرية المرأة, لأن العمود الأساسي لحرية المجتمع هو حرية المرأة, فالمرأة هي الأساس وهي رافعة الحضارة وهي مصدر العطاء ومصدر الألوهية, وكانت مقدسةً قبل بروز التمييز الطبقي والجنسي, ومن هنا تأتي أهمية فكر القائد الذي أعطى الأولوية والدور للمرأة, ودعمها فكرياً ونضالياً, وتأهيلها وتمكينها بشكل يليق بها وبالإنسانية جمعاء, وقضية المرأة قضيةٌ عالمية لأن النساء في جميع أنحاء العالم ما زلن يعانين من الظلم الاجتماعي والقانوني والاقتصادي, لذلك نحن كحركة نسائية نستمد قوتنا من فكر وتحليل القائد لإنهاء الطبقية الموجودة في المجتمع الرأسمالي القائم على استغلال الإنسان لأخيه الإنسان واستغلال الرجل للمرأة, فالنظام الرأسمالي يستمد قوته من معاناة المرأة, ونحن نناضل من أجل حرية المرأة وحرية الإنسانية جمعاء, وفكر القائد وفلسفته لا يقتصر على الشعب الكردي والمرأة الكردية فقط, وإنما هي ملكٌ للإنسانية جمعاء.

ماذا قدم القائد عبد الله أوجلان للمرأة؟

إن القائد أوجلان قدم للمرأة الفكر الحر، وحلل قضية المرأة بشكل حقيقي وبالشكل الذي تستحقه وتأكيده على أنه لا يوجد حرية حقيقية للإنسان بدون حرية المرأة هذا ما أعطى المرأة الدفع الكبير باتجاه أن تناضل وتقود حركة من أجل الحصول على حقوقها وأن تكون قدوة النساء العالم.

لهذا حرية المرأة ليست فقط بضعة قوانين ومواد تُعدَّل في الدستور بل هي حرية اجتماعية، ترتكز على الفكر والمساواة وعلى تقدير قيمة هذا الإنسان كما يقال الأنثى هي الأصل، والقائد عبد الله أوجلان ركز على هذه الأمور بأن المرأة هي الأصل في كل شيء وفي الحرية أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى