الأخبارمانشيت

ليلى كوفن: “المقاومة حياة والحياة لا معنى لها بدون مقاومة”

ليلى كوفن الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي، والنائبة البرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي HDP في جولميرغ، هزت العالم بمقاومتها واتخذها المناضلون ايقونة لنضالهم ضد النظام الفاشي في تركيا.

في 7 نوفمبر / تشرين الثاني 2018، أعلنت الإضراب المفتوح “غير المحدد زمنياً” عن الطعام للاحتجاج على العزلة المشددة المفروضة منذ /5 / نيسان عام 2015على القائد والمفكر عبد الله أوجلان المعتقل في سجنٍ انفرادي في جزيرة امرالي منذ عشرين عاماً، ولتكسر العزلة  التي فرضها نظام العدالة والتنمية الحاكم.

ليلى كوفن (من مواليد 1964، جيهانبيلي، قونية، تركيا) أم لولدين قضى حياتها في المقاومة ولم تستسلم يوماً لمغريات الحياة ولا لممارسات النظام الفاشي التركي.

في عام 1980 انتقلت إلى ألمانيا، وعادت إلى تركيا في عام 1994، كانت من مؤسسي فرع حزب الشعوب الديمقراطيةHDP في قونيا وتقلدت منصب رئاسة مجلس المرأة لعدد من السنوات اعتقلت مرات عدة خلالها.

ــ في 2004 انتخبت رئيسة لبلدية أضنة كمرشحة عن مؤتمر المجتمع الديمقراطي، وفي عام 2006 اعتُقِلت مع عدد من النشطاء السياسيين بسبب توقيعها على عريضة طالبت فيها المحتجون إزالة الحَجب عن قناة ROJ الكردية التي كانت تُبث من الدنمارك والتي اُغلقت بسبب الضغط التركي على الدول الأوروبية وخاصة الدنمارك.

 في 2007 اعتقلت مجدداً بسبب تضامنها مع معتقل سياسي آخر عثمان كيسر، وفي 20 مايو 2008، كانت واحدة من الموقعين على “الدعوة والعريضة المطالبة بتسوية سلمية للمسألة الكردية في تركيا” والتي نشرت في صحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون.

كما تم تعيينها عضوًا في كونغرس مجلس أوروبا عن مؤتمر المجتمع الديمقراطي في سبتمبر 2009 وكانت المتحدثة الرسمية خلال الجلسة العامة له في14 أكتوبر 2009، والذي تمحور مناقشاته حول وضع الديمقراطية في جنوب شرق الأناضول “شمال كردستان”.

في 24 ديسمبر / كانون الأول 2009، اعتُقلت في الحملة القمعية للنظام التركي على السياسيين والبرلمانيين الكُرد الذين استطاعوا أن يحققوا انجازاً كبيراً في الانتخابات البلدية في تركيا، وبدأت محاكمتها في بداية أكتوبر / تشرين الأول 2010.

 وتعليقا على هذه الاعتقالات التعسفية، قال رئيس مكتب هيئة الإذاعة البريطانية في اسطنبول أن المدعين الأتراك ” أوصدوا كل الفُرص بالفعل للحوار بين الدولة وأكبر أقلية فيها”.

في مايو / أيار 2010، زارها توماس هامربيرغ مفوض مجلس أوروبا لحقوق الإنسان، في سجن(آمد) ديار بكر، وأصدر إعلاناً أعرب فيه عن قلقه إزاء استمرار احتجاز العديد من الممثلين والبرلمانيين الكرد المنتخبين من قبل الشعب.

في يوليو / تموز 2014، وبعد أربع سنوات من الاعتقال، تم اطلاق سراحها أخيراً مع 30 ممثلاً منتخباً في ديار بكر.

في 22 كانون الثاني / يناير 2018، اعتقلت مجدداً بسبب انتقاداتها لعملية احتلال عفرين، وفي الانتخابات البرلمانية في 24 يونيو 2018 تم انتخابها عضواً في البرلمان عن جولميرك/هكاري ووفقاً للقانون بصفتها نائبة في البرلمان مُنحت الحصانة وتم الإفراج عنها في 29 يونيو 2018. واستأنف الادعاء الحكم.

في 7 نوفمبر / تشرين الثاني 2018، أعلنت الاضراب عن الطعام لأجل غير مسمى، وانضم إليها حوالي 250 سجينًا سياسيًا آخر في تركيا، وخلال إضرابها، استهلكت فقط السوائل المالحة والسكرية.

في 25 يناير/كانون الثاني 2019، وبعد 79 يومًا من الإضراب عن الطعام ، تم إطلاق سراحها بسبب تدهور حالتها الصحية والضغط الكبير الذي تعرض له النظام التركي على أن تُحاكم فيما بعد،  وبعد الإفراج عنها أعلنت أنها متمسكة بحملتها بالإضراب عن الطعام حتى تُحقق هدفها؛ قائلة أكثر من مرة: “إن المقاومة حياة والحياة لا معنى لها بدون مقاومة”.

رمزية مقاومة ليلى كوفن مستمدة من المقاومة التي أبداها الكرد والقوى الديمقراطية منذ عشرات السنين وهم يقارعون النظام الفاشي الطوراني في تركيا، هذه المقاومة التي لم تنقطع يوماً على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي والفكري، لا بل قضى الآلاف من السياسيين والثوار حياتهم في السجون والزنازين حتى وصل صيت مقاومة سجن آمد إلى كل أصقاع الأرض من أسيا إلى أفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، وغصت زنازين الاحتلال التركي بآلاف المعتقلين من طلبة الجامعات ومثقفين وسياسيين وثوار نساءً ورجالاً، ومع تصاعد وتيرة المقاومة كان النظام التركي يصعِّد من وتيرة قمعه وتعسُّفه تجاه الشعب الكردي والقوى المقاومة عموماً،  وكعادته لم يستجب النظام التركي لكل النداءات و صرخات أمهات السلام لا بل صدَّ كل المحاولات التي كانت من شأنها تهيئة الأجواء لحل القضية الكردية ومجمل القضايا الديمقراطية في تركيا.

 واليوم ونحن في بداية عام 2019 نرى إن وتيرة عداء النظام التركي ضد الكرد وضد القوى الديمقراطية في تركيا وحتى خارجها قد تصاعدت ووصلت إلى حدٍ لا يطاق مع فرض نظام العزلة التامة على قائد هذه المقاومة وملهمها عبد الله أوجلان، وبالتوازي صعد النشطاء السياسيين المقاومين في هذه المرحلة من المقاومة من وتيرة نضالهم وساروا على درب من سبقهم من رموز المقاومة وبدأ العام الجديد بمقاومة ليلى كوفن والتي ناصرها كل أبناء شعبها وكل القوى الثورية والديمقراطية في العالم.

 ليلى كوفن التي أعلنت عن اضرابها تحت عنوان” سنكسر العزلة، سنهدِم الفاشية”. أصبحت رمزاً من رموز النضال الديمقراطي التحرري في العالم الحر ورمزاً من رموز المرأة الكردية المقاومة.

 اعداد: دوست ميرخان

زر الذهاب إلى الأعلى