تقاريرمانشيت

“ليلى كوفن” المعنى الحقيقي للنضال والمقاومة

مازالت مقاومة (ليلى كوفن ) مستمرة, ورغم تدهور صحتها ما زالت مصرّةً وبروح النضال والمقاومة في إضرابها المفتوح عن الطعام, الذي استقطب المئات من المناضلين الذين انضموا إلى مقاومتها من أجل كسر العزلة والتجريد المفروضتان على القائد أوجلان, مسطرين للعالم المعنى الحقيقي للنضال والمقاومة, ومؤكدين على مشروعية وأحقية مطالبتهم بحرية قائد وفيلسوف الإنسانية عبد الله أوجلان.

بحرية القائد سيتم حل جميع مشاكل الشرق الأوسط عامةً وتركيا خاصةً

وفي هذا السياق التقت صحيفة الاتحاد الديمقراطي مع (سيلفان علي) الناطقة باسم مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي, وحول المقاومة التي تخوضها (ليلى كوفن) ورفاقها قالت:

تستمر المقاومة التي تخوضها الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي(KCD) والبرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) ليلى كوفن تنديداً بالعزلة والتجريد المفروضتان على القائد أوجلان,  ودخلت في يومها الــ125من الإضراب عن الطعام, ورغم التدهور الخطير لصحتها ما زالت مستمرةً في مقاومتها, وسط صمتٍ دولي وتقاعس عن الاستجابة لمطالب (ليلى كوفن) والمئات من المضربين عن الطعام في العالم لكسر العزلة والتجريد على القائد أوجلان.

ونوّهت سيلفان إلى أن الضمير والوجدان والإنسانية يُحتِّمُون النظر إلى هذه المقاومة ومحاولة تلبية طلبات المضربين عن الطعام, لأن حياتهم أصبحت في خطر, وقالت:

أصبحت مصالح الدول فوق الإنسان والإنسانية, فالدولة التركية المتمثلة بشخص أردوغان ومن أجل الحفاظ على نظامه الفاشستي القومي الضيق والعدواني الذي لا يعترف بأي قومية أخرى سوى قوميته, وما زال مستمراً وبإصرار في تطبيق سياسته الفاشستية على الشعب, ولا يبالي بحياة هؤلاء المضربين عن الطعام ومطالبهم, وبالمقابل ليس هناك موقف دولي حازم إزاء السياسة والاستبداد اللذان يمارسهما أردوغان بحق الإنسان والإنسانية, وهناك الآن 700 شخص مضرب عن الطعام في السجون التركية, وهناك خطر كبير على حياتهم, وفي حال مات هؤلاء من سيتحمل المسؤولية عن موتهم؟

ومنظمات حقوق الإنسان الصامتة, هل نظرت إلى مطالب هؤلاء؟

هل تدخلت من أجل إبعاد الخطر عن حياتهم؟

وهل رفعت تقارير إلى الأمم المتحدة بخصوص المضربين عن الطعام ومطالبهم والخطر على حياتهم وتحمل المسؤولية عن صحتهم؟

لذلك ندين منظمات حقوق الإنسان والرأي العام العالمي بسبب الإهمال المتعمَّد لهذا الإضراب عن الطعام, وبالتالي التجاهل التام لمطالبهم وعدم الاهتمام بحياتهم.

وأضافت سيلفان: مطالب (ليلى كوفن) ورفاقها مطالب مشروعة ومحقة, وتتمثل في كسر العزلة والتجريد عن قائد الشعب الكردي أوجلان, الذي يمثل بشخصه شعباً بأكمله, ومن حقه الطبيعي أن يكون حراً بين شعبه, ونحن ككرد نعلن تضامننا التام مع هؤلاء المقاومين لكسر العزلة والتجريد عن القائد, ونبارك مقاومتهم من أجل حرية القائد.

كما نوهت سيلفان إلى أنه منذ المؤامرة الدولية بحق القائد أوجلان وحتى الآن لم تتم محاكمة عادلة لشخصه, وجميع الأحكام الصادرة بحقه كانت تلبية لمصالح وأجندات الدولة التركية, حيث قالت:

 على الرغم من أن القائد أوجلان ناضل وما زال من أجل حرية الشعب الكردي وجميع شعوب العالم ضد الاستبداد والظلم, وأفكاره وفلسفته تناسبان جميع الشعوب لكي تعيش بحرية وكرامة, ولذلك من الطبيعي إسقاط جميع الأحكام غير العادلة الصادرة بحق القائد, والمطالبة بمحاكمة دولية عادلة له بحيث ينال حريته ويقود شعبه, وبالتالي تلبية مطالب المضربين عن الطعام وإنقاذ حياتهم التي وصلت إلى مرحلة الخطر, كما أشارت في معرض حديثها إلى أنه: بحرية القائد سيتم حل جميع المشاكل في الشرق الأوسط عامةً وتركيا خاصةً, لأن استمرار العزلة والتجريد على القائد سيزيد من مشاكل المنطقة وسيعقدها أكثر.

تركيا تحارب فكر وفلسفة القائد أوجلان

وبدوره قال(محمود حمي) عضو المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD لصحيفتنا:

التجريد المفروض على القائد أوجلان ومنع محامييه وعائلته من الالتقاء به, هو استمرار لمؤامرة 1999, ومقاومة (ليلى كوفن) ورفاقها المضربين عن الطعام منذ أربعة أشهر وحتى الآن هي لكسر العزلة والتجريد عن القائد, وهذه المقاومة هي صورة واستمرار لمقاومة (حقي قرار ومظلوم دوغان) في الإضراب عن الطعام بالسجن, والتجريد المفروض على القائد لا يستهدف شخصه وإنما يستهدف الشعب الكردي وشعوب الشرق الأوسط, من أجل القضاء على فكره وفلسفته في قيادة وتوجيه الشعوب نحو حريتها وكرامتها من خلال الديمقراطية, ولذلك تركيا تحارب هذا الفكر وهذه الفلسفة لكي لا تنال الشعوب حقوقها وحريتها وبالأخص الشعب الكردي.

حملات الإضراب المفتوحة عن الطعام  ترسم طريقاً للنضال الثوري

كما أوضح  (طيب تمل) البرلماني من حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) والذي تم اعتقاله بسبب إضرابه عن الطعام: بأن تاريخ كردستان شهد الكثير من الأحداث الهامة والعصيبة, وأن النضال الذي يخوضه شعبنا اليوم هو أحد تلك الأحداث، وأن حملات الإضراب المفتوحة عن الطعام التي يخوضها المناضلون ترسم طريقاً للنضال الثوري, مؤكداً أن هذا النضال الثوري الذي يخوضه الأبطال في هذه المرحلة العصيبة لا يختلف عن النضال الذي قدمه الثوار في عام 1982, وقال:

 عندما بدأ كل من (كمال وخيري) بالأضراب عن الطعام حتى في سجن آمد عام 1982، كان حينها الشعب الكردي مضطهداً ومهدداً بالإبادة, وكان الظلام مخيماً على المجتمع التركي, ولأن النضال الذي قدمه أبطالنا حينها في سجن آمد أنار طريق الحياة أمام الشعب وأخرجه من الظلمات, تحولت هذه الفعالية التاريخية إلى إحياء للمجتمع وللنضال، والمرحلة التي نخوضها في يومنا هذا لا تختلف عن مرحلة عام 1982.

وأكد ــ تمل ــ أن الحكومة التركية أعلنت وبشكل واضح حربها ضد الشعب الكردي, حيث قال:

 إن الحكومة التركية المتمثلة بحزب العدالة والتنمية (AKP) وحزب الحركة القومية (MHP) تسعى بكل امكانياتها لاضطهاد الشعب الكردي وإبادته، واليوم الشعب الكردي يتعرض لتهديدات الدولة التركية وأردوغان ينادي بأنه يجب إخراج الشعب الكردي من ديارهم ووطنهم وفرض سياسة التهجير عليهم.

وأضاف تمل: المقاومة التي يخوضها أبطالنا في هذه المرحلة بإضرابهم عن الطعام هي مقاومة مشروعة، والنشطاء يملكون كل الحق كي يناضلوا من أجل هدفهم، ولهذا يجب التحرك بشكل فوري وانهاء العزلة المفروضة على القائد أوجلان, لأنها عزلة على المجتمع بأكمله, حيث بدأت الدولة التركية بالقتل والاضطهاد وارتكاب المجازر والاعتقالات عندما فرضت العزلة على القائد أوجلان.

كما أوضح تمل قائلاً:

إن هدف البرلمانيين الذين بدأوا بحملة الاضراب عن الطعام هو مساندة لمقاومة النشطاء المناضلين المضربين عن الطعام تنديداً بالعزلة المفروضة على القائد أوجلان, ونسعى بأن نضع حداً للصمت الذي سيؤدي إلى موت رفاقنا, فنحن نرى أن هذا واجب أخلاقي وقانوني يقع على عاتق الساسة, وأدعوا الجميع للانضمام إلى هذا النضال، فالهدف منه الوقوف في وجه الاضطهاد والانتهاكات التي تمارسها تركيا في إمرالي، ويجب أن يُسمح للقائد أوجلان بلقاء ذويه ومحاميه وهذه مطالب مشروعة وقانونية, فالدولة التركية تخاف من فكر وفلسفة القائد أوجلان وتخاف بأن يتواصل القائد مع المجتمع لهذا هي تشدد العزلة عليه.

واختتم تمل حديثه بالقول:

هذا النضال هو نداء للساسة والمثقفين والفنانين وجميع الذين ينادون بالديمقراطية والسلام, وهو لا يختلف عن النضال الذي قدمه كل من مظلوم وكمال وخيري في سجن آمد وأشعلوا حينها شرارة الثورة.

زر الذهاب إلى الأعلى