مقالات

لنصعد نضالنا ضد الفاشية

مرّ علينا الأول من أيار هذا العام ونحن نواجه سياسات عدائية ممنهجة بمباغ التطهير العرقي والإبادة والتغيير الديموغرافي بأقسى أشكالها. كذلك استشهد في ذات اليوم رفيقنا خالد كوتي بلغم من مخلفات داعش. مما يعني بأنه ما زلنا في خضم نضال مرير من أجل نيل الحرية ومأسسة الديمقراطية وأننا نناضل على أكثر من جبهة ضد الفاشية بأشكالها المتعددة والمترابطة معاً في الوقت ذاته، فمن جهة فاشية الاحتلال التركي ومن جهة أخرى فاشية داعش وهي أيضاً تنحو وفق فعليّات وأجندات الأولى.

بالنسبة لحزبنا فإن الأول من أيار باليوم لتصعيد النضال من أجل الحرية والديمقراطية والنضال ضد الاستغلال بكافة أشكاله ولتحقيق العدالة الاجتماعية. وهو يوم تقديس قيمة الكدح المساهم في تأطير القيم المجتمعية.

لذا فأننا في هذه المناسبة نتوجه بالتحية والتقدير إلى جماهير الكادحين وكل المضطهدين الذين قدموا تضحيات جمّة، وما نضالهم سوى ضمانات حقيقية تؤكد على استمرار عملية التغيير الديمقراطي، ولم يقطفوا ثمار تضحياتهم بسبب ضعف وتفكك أحزاب اليسار الديمقراطي وغياب رؤيتها وآلياتها الوطنية التقدمية الديمقراطية ولهذا السبب استطاعت الحركات الدينية الإسلاموية والليبرالية الهابطة من فلول الأنظمة ومن خارجها أن تركب أمواج الحراك الثوري في المنطقة، إلا أن حركة حرية كردستان حافظت على مستوى نضالي متقدم ضد الاضطهاد والاستغلال وهي اليوم تقود المرحلة بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان الذي أنتج حالة ثورية معاصرة تقود الجماهير نحو الحرية.

أننا نعتبر الأول من أيار لهذا العام يوم للانتفاض ضد الفاشية وسياسات الإبادة والاستغلال، كما إنه يوم النضال وتنظيم الذات. في الوقت الذي تنتهي فيه الفاشية حينها ستنتشر أسس الديمقراطية والحرية والاشتراكية اللاتي هي في تناقض مع الفاشية والتعصب والديكتاتورية وحكم الفرد كما أنها هي الضد من الديمقراطية وإرادة الشعوب والمجتمعات، والأكثر من تمارس الاضطهاد والإبادة ضد شعوبها. وكشعب كردي نعتبر أكثر من عانى ويعاني من ممارسات السلطات الفاشية في الدول القوموية المركزية التي تجزأت كردستان على إثر نشوئها المخالف لإرادة شعوب المنطقة، وبالنسبة لهذه الأنظمة فإن مجرد ذكر وجود الشعب الكردي وحقوقه تنهار الأفكار المشطوبة والمسطحة التي تختزنها وتعمق من تشظي المجتمعات على إثرها، لذلك يستخدمون السجون والتعذيب والاضطهاد والقتل بحق شعبنا وخاصة مناضلي الحرية والديمقراطية.

اليوم بقاء واستمرار حال التجريد ضد القائد أوجلان هي ممارسة فاشية لا مثيل لها، الهجمات المتكررة من قبل مرتزقة اردوغان كجبهة النصرة وداعش ضد روج آفا، كان الهدف منها تحقيق سياسة الإبادة ضد شعبنا والنضال الديمقراطي المتحقق في ثورتنا، وبعد فشل كافة مرتزقتها من تحقيق ما كانت تصبو إليه قامت الدولة التركية بغزو عفرين واحتلاله وارتكبت المجازر بحق شعب عفرين بكافة تكويناته المجتمعية.

مقابل هذا فإن ممثلي إرادة المجتمع الكردستاني والقوى الديمقراطية؛ وحزبنا جزء أساسيّ منها؛ ما زلنا صامدين مقاومين ونطور مشروعنا الديمقراطي في مواجهة الفاشية، وما زلنا نقدم الشهداء على درب الحرية والديمقراطية، وبمناسبة الأول من أيار لا يسعنا إلا أن نجدد العهد بالسير على دربهم وتحقيق أمانيهم بالنصر.

زر الذهاب إلى الأعلى