مقالات

لماذا كل هذا الاهتمام بـ “قسد” ؟؟؟

باعتبار أن عنوان زاويتنا بصراحة… سنتكلم بصراحة وبشفافية أيضاً. فمن يتابع الشأن السياسي على مدى تأسيس قوات سوريا الديمقراطية وحتى الوقت الراهن، سيتوصل إلى نتيجة مفادها أن مفهوم “قسد” تتجسد معانيها في مواقفها الوطنية والسلمية، وبنضالها السياسي والعسكري وأن هذه القوات لا يمكن أن تكون إلا بهذه الصورة الناصعة التي تعطي الدروس (لملوك السياسة) إذا جازت هذه التسمية وخاصة بعد المواقف السياسية الأخيرة لقائد هذه القوات ودبلوماسيته..

لوحة فنية متجانسة في عناصرها الجمالية.. لم تعتمد اللون الواحد، بل تمثلت فيها كل ألوان الطيف الجميل، دون أن يكون هناك تمايز بين دين أو مذهب أو قومية .. هؤلاء بعضهم أخوان بعض في الوطنية ومتساوون في درجتها، مع احتفاظ كل واحد بخصوصيته، وبما يؤمن به، ما دام لا يتعارض مع مصلحة المجتمع السوري..

هكذا هي قوات سوريا الديمقراطية، تستمد خصوصيتها من التعددية, فكان التنوع والتعدد مصدر ثراء لحالتها الجمالية الفريدة وأضفت عليها تناسقاً بديعاً، وبعثت فيها هذا الروح.. فكثرة الألوان أعطت تميزاً أكثر لهذه القوات عن غيرها.. لدرجة يصعب على المراقب أن يعرف هذا المكون أو ذاك إلى أي مذهب أو قومية أو دين ينتمي، أو يميز عنصراً من هذه القوات عن آخر في الشجاعة والبسالة والمروءة،  فقد انصهر الجميع  في بوتقة المجتمع، فأصبحوا على مستوى واحد في الوطنية، وفي رسم هذه اللوحة الخلابة، دون حزبية ضيقة، أو طائفية مقيتة..

إنهم حقاً شباب بارعين في الوطنية، وفي الرؤى والمفاهيم والتصورات، وفي كل ما يتعلق ببناء الوطن والمواطنة المتساوية، ونبذ الإقصاء والطائفية التي دمرت  المجتمع وشجعت على التناحر والانقسام والصراع على المكاسب الفئوية والتي فتحت الأبواب على مصراعيها أمام الآخرين للتدخل في الشأن الوطني.

خلاصة الكلام, في وقت كانت دوامة الإحباط والأسى والخوف تلف الجميع؛ لِمَا آل إليه وضع المجتمع؛ لم يكن أمام هؤلاء الشباب سوى الاندماج مع المجتمع والقيام بدورهم الوطني، وما قامت وتقوم به قوات سوريا الديمقراطية هو أمر حتمي بالنسبة إليها، ويؤكد على أن التعايش المشترك ضرورة وطنية ويتوقف عليها مصير المجتمع السوري بأطيافه المتعددة ..

 فعندما تكسب أية قوات، استجابة المجتمع لها، وعندما تكسب هذه القوات الرأي والحجة، في إقناع المجتمعات بصوابية سياساتها، وعندما تعمل هذه القوات بإصرار على النهوض بالمجتمع وعندما تسعى للتخلص والابتعاد عن قبضة عرَّابي الفرقة و الانقسام، وتلجأ إلى خيار الاحتكام للشعب من أجل وحدة الصف، وخندق الشعب الواحد، فليس من المنطق، أن نشك أبداً بأن ساعة الحسم آتية..

زر الذهاب إلى الأعلى