الأخباركردستانمانشيت

لماذا غاب الأمير والقيادات الإيزيدية عن مراسيم تشييع ضحايا “كوجو”؟

في 3 آب 2014 ارتكب تنظيم داعش واحدة من أسوأ المذابح بحق الإيزيديين في التاريخ الحديث، وكان من أعنف فصولها مجزرة “كوجو” معقل الإيزيديين. في شنكال عندما أعدم التنظيم الإرهابي المذكور المئات من النساء والرجال والأطفال الإيزيديين مباشرة بعد اجتياحه القضاء الذي يعتبر معقل الإيزيديين.

عُثر حتى الآن في كوجو على 18 مقبرة جماعية، ضمت رفات 407 إيزيديّاً، بينما اختطف أكثر من 900 شخص من القرية، حرر منهم حتى الآن 663 شخصاً، فيما بقي مصير 140 آخرين مجهولاً.

اليوم وبعد كل هذه السنوات، استطاعت بعض الفرق الحكومية والدولية التعرف إلى هوية 104 إيزيديّاً، بعد إجراء التحاليل لهم والكشف عن رفاتهم.

قبل أيام أقيمت مراسم تأبينية لرفات الضحايا وتم نقل الرفات إلى قرية كوجو حيث مكان الدفن.

وجرت مراسم الدفن بحضور عدد غفير من ذوي الضحايا وممثلين عن حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية العراقية، وسط غياب من القيادات الإيزيدية مثل أمير الإيزيديين حازم بك تحسين والبابا شيخ والمجلس الروحاني الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة وسط الشارع الإيزيدي.

عزا البعض غياب القيادات الإيزيدية والمجلس الروحي إلى أن الإيزيديين في العراق باتوا منقسمين بين إدارتين سياسيتين هما بغداد واربيل، مشيراً إلى أن شنگال تقع خارج سيطرة نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني كما كان الأمر قبل الإبادة بينما حيث يسكن الأمير والبابا شيخ ومعهما الإيزيديون في أقضية الشيخان وتلكيف ودهوك لا إرادة سياسية لهم إلا بما يملي عليهم من قيادة الحزب.

بينما يرى البعض أن الأمير وبابا الشيخ لا يملكان الإرادة للقيام بأي عمل أو حتى تصريح إلا بتوجيه من حزب الديمقراطي الكردستاني.

وأرجع البعض ومنهم حسن رشيد العضو الإيزيدي في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني والذي أوضح لموقع (الشمس) أن سبب غياب أمير الإيزيديين وكذلك البابا شيخ عن مراسيم دفن رفات ١٠٤ شخصا من كوجو كان بسبب وجود خلافات إيزيدية حول آلية تنصيب البابا شيخ الجديد.

وبحسب (الشمس) فأن سليمان جعفر عضو اتحاد إيزيدي سوريا صرح بأن الإيزيديين بسوريا لم يتم وضعهم أو دعوتهم في مراسم دفن رفات أكثر من مائة شهيد.

مشيراً إلى أنه لم يستغرب من عدم مشاركة الأمير نظراً لأن عملية انتخابه خضعت لاعتبارات سياسية، معتبراً انه من الخطأ عدم حضور من يعتبر نفسه مسؤولاً إيزيدياً.

وأوضح جعفر أنه بعد وفاة الأمير الراحل تحسين سعيد بك، تنافس على ذلك الكرسي ثلاثة أمراء، واحد من شنكال وواحد نصّب نفسه أميراً في المانيا وأطلق على نفسه صفة أمير الإيزيديين في المهجر، والثالث وهو حازم ابن الأمير الراحل، نصّبه الذين كانوا يلتفون حول الأمير  الراحل، واعتبروا ان منصب الأمير متوارث، وأن حازم له الحق بان يتبوأ منصب الأمير.

هذا وأصدر مجلس الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال بياناً إلى الرأي العام استذكاراً لشهداء مجزرة قرية كوجو التي ارتكبها عناصر تنظيم داعش الإرهابي بحقهم.

وجاء في البيان: “في هذه الأيام التي يتم فيها تشييع رفات 104 من شهدائنا الذين كانوا مدفونين في 18 مقبرة جماعية، ولم يتم إخراج جثمان المئات منهم بعد، وباسم الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال سنطرح هذا السؤال: أولئك الذين أدلوا بتصريحات بخصوص شهدائنا، أين كانوا في 15 أب عام 2014 أثناء المجزرة التي استهدفت المجتمع الإيزيدي وشنكال، وماذا كانوا يفعلون آنذاك؟ لماذا لم تتم محاكمة ومحاسبة هؤلاء الأشخاص الذين باعوا شنكال لمرتزقة التنظيم الإرهابي؟”

وأفاد المجلس، أن مرتكبي هذه المجازر لا زالوا بمناصبهم ويتحركون بحريتهم، وتابع المجلس: “إن المرتكبين يحاولون اليوم، أن ينقلوا شنكال ومجازر الإيزيديين إلى جريمة أخرى، ويتصرفون كأنهم لم يفعلوا شيئاً ويأخذون الموضوع بلا مبالاة”.

وسلط المجلس الضوء على تدخلات القوات الخارجية في شنكال وأشار إلى أن الهدف الذي كانوا يحاولون تحقيقه من خلال استخدام مرتزقة داعش الإرهابي، الآن يريدون تحقيقه بأنفسهم.

وقال البيان: “إن أعداء هذا الدين، العقيدة، والثقافة يريدون مجدداً ارتكاب مجازر بحق الشعب الإيزيدي، ولكن منذ بداية المجزرة وحتى الآن نقدم تضحيات وشهداء من أجل حرية واستقلال الإيزيديين، سنسير على خطى هؤلاء الأبطال، كما أننا سنحاكم ونحاسب مرتكبي المجزرة واحداً تلو الآخر، وسنقف ضد جميع محاولات الإبادة والمجازر التي تستهدف المجتمع الإيزيدي”.

زر الذهاب إلى الأعلى